ليس جاسوس إيران.. إسرائيل تكشف كيف اغتالت نصر الله

إسرائيل تكشف معلومات استخباراتية دقيقة وراء اغتيال نصر الله

شروق صبري
حسن نصرالله وخامنئي

إسرائيل تعلن مقتل نصر الله في غارة، مع تصفية قيادات حزب الله، إثر عملية عسكرية معقدة ومعلومات استخباراتية دقيقة.


أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي بشكل نهائي أن الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قُتل في غارة في حي الضاحية ببيروت يوم الجمعة 27 سبتمبر 2024، وما زالت تفاصيل العملية الدراماتيكية تتكشف.

وفقًا لتقرير نشرته صحيفة “لو باريزيان” الفرنسية، الشخص الذي زود إسرائيل بـ”المعلومة الذهبية” عن مكان تواجد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، كان جاسوسًا إيرانيًا، وأكد وجوده في منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت.

مقتل مسؤولين آخرين

أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي رسميًا أمس أن حسن نصر الله، زعيم حزب الله وأحد مؤسسيه، قُتل في الضاحية ببيروت. إلى جانبه، قتل سلاح الجو الإسرائيلي أيضًا علي كركي، قائد الجبهة الجنوبية لحزب الله، وقادة آخرين من التنظيم.

وبحسب تقرير باراك رافيد في موقع “أكسيوس” الأمريكي، فإن عباس نيلفروشان، قائد فيلق القدس، قُتل هو الآخر في الهجوم. وفي ظهر اليوم، أكد الحرس الثوري الإيراني مقتل عباس نيلفروشان، مساعد قائد العمليات في الحرس الثوري الإيراني وقائد فيلق القدس في لبنان.

خطة للحرب

في تقرير نشرته صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم الأحد 29 سبتمبر 2024، فقد بنى جيش الاحتلال الإسرائيلي خطة مراحل للحرب في الشمال. هذه الخطة استندت إلى سنوات من جمع المعلومات الاستخباراتية، وتنفيذ الخدع والمناورات، باستخدام القوة والفتك.

بدأت العملية في 30 يوليو باغتيال رئيس أركان حزب الله فؤاد شكر، وتبعتها ضربات منهجية استهدفت مستودعات المسلحين، منصات الإطلاق، طرق القيادة، مراكز المعرفة البشرية، وجميع الأنظمة اللوجستية للمنظمة وللأطراف التي تعمل مع حزب الله.

إحباط هجوم حزب الله

تلا ذلك إحباط هجوم حزب الله الانتقامي لاغتيال فؤاد شكر، إذ تمكنت إسرائيل من تقليص قدرات حزب الله الهجومية. وبدأ تأثير الضربات المتتالية للقوات الجوية وقيادة الشمال وفروع جيش الاحتلال الإسرائيلي يظهر تدريجيًا، حيث بدأ حزب الله يتراجع إلى وضعية دفاعية ويحاول صد ضربات إسرائيل المتتالية التي جاءت من اتجاهات غير متوقعة.

بلغت ذروة العمليات مع الهجوم المنسوب لإسرائيل قبل أسبوعين، الذي تضمن تفجيرات متعددة. تلاها سلسلة من الاغتيالات التي استهدفت ما تبقى من قيادة حزب الله، وفي يوم 25 سبتمبر 2024، دمر الجيش الإسرائيلي مقر الاستخبارات التابع للمنظمة، وقتل مئة من رجال المخابرات بينهم قادة بارزون. بهذه الضربة، تم إعماء حزب الله تمامًا.

اغتيال حسن نصرالله

ثم جاء يوم الجمعة 27 سبتمبر، عندما ألقت طائرات F-15I إلى جانب طائرات قتالية أخرى عددًا كبيرًا من القنابل الثقيلة على مقر حزب الله في بيروت، ما أدى إلى تدميره بالكامل، سواء فوق الأرض أو تحتها، كما قتل زعيم حزب الله، حسن نصرالله. وفق ما ذكر المحلّل “الإسرائيلي” آفي أشكنازي بصحيفة معاريف الإسرائيلية.

بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله، بدأت تتكشف تفاصيل جديدة حول مسار المصادقة على الخطط. وفقًا للمصادر التي حضرت النقاش في اجتماع المجلس الوزاري الأمني السياسي، الذي عُقد قبيل مغادرة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى الأمم المتحدة، كان كل من وزير الدفاع يوآف جالانت ورئيس الأركان هرتسي هليفي يدفعان باتجاه تنفيذ عملية اغتيال نصر الله. في المقابل، عبّر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش عن معارضته للعملية بسبب مخاوف من رد فعل البيت الأبيض على عملية الاغتيال.

الموساد الإسرائيلي

فيما أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى كيف تمكن الموساد من تنفيذ العملية من خلال معلومات استخباراتية دقيقة تم إدخالها في أجهزة الكمبيوتر للطائرات والأسلحة، حصلت عليها دائرة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، وخاصة وحدة 8200، التي تتولى الاستماع والحصول على المعلومات الاستخباراتية من خلال وسائل السايبر والأدوات الإلكترونية.

بالإضافة إلى ذلك، تم الحصول على معلومات من وحدة 9900، التي تجمع المعلومات البصرية وتعرف كيفية تحديد نقاط الهدف بدقة؛ ووحدة 504 التي تشغل عملاء وتعرف كيف تحرك السكان اللبنانيين لمنع أذيتهم.

ربما يعجبك أيضا