ليلة عصيبة بالسودان.. قتلى وجرحى في هجوم على المعتصمين واتهامات للبشير

دعاء عبدالنبي

كتبت – دعاء عبد النبي

ليلة عصيبة عاشها السودانيون ليل الثلاثاء، بعد اتفاق المجلس العسكري الانتقالي بالسودان وقوى المعارضة على تشكيل مجلس سيادي بالأمس، حيث أطلقت جهات مجهولة النار بشكل مُكثف على المعتصمين أمام مقر قيادة الجيش السوداني في العاصمة، وأسفرت عن مقتل 6 أشخاص بينهم ضابط وإصابة العشرات، لتوجه أصابع الاتهام لذيول البشير بالتحريض على قتل المتظاهرين لتقويض أي اتفاق  مُحتمل.. أحداث دعت قوى الحرية والتغيير لحشد المعتصمين والاستمرارية لحين تحقيق مطالبهم، ومطالبة الجيش بحمايتهم حرصًا على مكتسبات الثورة التي أطاحت بنظام البشير.

إطلاق نار رغم الاتفاق

لقي 6 أشخاص بينهم ضابط مصرعهم، فيما أُصيب العشرات، مساء أمس الإثنين، عقب إطلاق نار كثيف في ميدان الاعتصام أمام مقر قيادة الجيش السوداني في العاصمة.

من جهتها، أكدت لجنة الأطباء المرتبطة بحركة الاحتجاج في بيان، أن 6 أشخاص سقطوا في الاعتصام بطلقات في الرأس والصدر.

تأتي أحداث أمس، من اشتباكات وإطلاق النار في العاصمة، بعدما قال المجلس العسكري الانتقالي وجماعات المعارضة إنهم اتفقوا على هيكل السلطة للفترة الانتقالية للبلاد.

من جانبه، قال طه عثمان وهو متحدث باسم المحتجين إنه تم الاتفاق على تشكيل “مجلس سيادي” جديد يحل محل المجلس العسكري الحاكم حاليًا.

وكان التوازن العسكري – المدني للسلطة ومدة الفترة الانتقالية من النقاط الشائكة الرئيسية في المحادثات التي تجرى بين المجلس العسكري وتحالف من المحتجين وجماعات المعارضة منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 أبريل.

وقال الفريق شمس الدين كباشي المتحدث باسم المجلس العسكري وطه عثمان إسحق المتحدث باسم تحالف قوى إعلان الحرية والتغيير المعارض، إنه سيتم معالجة هاتين النقطتين اليوم الثلاثاء.

ويضغط المحتجون من أجل فترة انتقالية بقيادة مدنية  وواصلوا مظاهراتهم منذ أن عزل الجيش البشير الذي يواجه حاليًا عدة تحقيقات جنائية.

المجلس العسكري يرد

بيان المجلس العسكري الانتقالي في السودان، اتهم جهات مجهولة بمهاجمة المعتصمين بهدف إجهاض الاتفاق مع قوى الحرية والتغيير وإشاعة الفوضى.

واتهم بيان المجلس جهات بدخول منطقة الاعتصام وعدد من المواقع الأخرى، موضحًا أنها “قامت بدعوات مبرمجة لتصعيد الأحداث من إطلاق للنيران وإحداث انفلات أمني في منطقة الاعتصام وخارجها والتحرش والاحتكاك مع المواطنين والقوات النظامية التي تقوم بواجب التأمين والحماية للمعتصمين”.

وقال البيان، إن هذه الأحداث أدت إلى مقتل ضابط يتبع للقوات المسلحة إدارة الشرطة العسكرية، وإصابة 3 أفراد آخرين إلي جانب عدد كبير من الجرحي والمصابين من المعتصمين.

ولفت بيان المجلس إلى “وجوب الانتباه لهذه المجموعات التي تحاول النيل من القوات المسلحة والقوات النظامية الأخري وتعمل على منعنا من الوصول لتحقيق أهداف الثورة”.

وشدد البيان العسكري، على العمل مع قوى إعلان الحرية والتغيير لاحتواء الموقف، وعلى سلامة الأوضاع في كافة أنحاء البلاد والسيطرة عليها، و”اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة بما يحول دون وصول هؤلاء المتربصين بالثورة والثوار إلي مراميهم”.

من جهتها، دعت قوى “إعلان الحرية والتغيير” في السودان، مساء الإثنين، المجلس العسكري الانتقالي إلى حماية سلمية الثورة، عبر التصدي لمحاولات “جر البلاد إلى العنف والتصعيد السلبي”.

اتهامات لـ”نظام البشير” بالتحريض

من جهة أخرى، وجهت النيابة العامة السودانية تهمة التحريض والتورط في قتل متظاهرين للرئيس السابق عمر البشير.

وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية في السودان، فإن النيابة العامة تتهم البشير وآخرين بـ”التحريض والاشتراك الجنائي في قتل المتظاهرين في الأحداث الأخيرة”.

وجاء الاتهام بعد تحقيقات في مقتل طبيب كان يعالج المحتجين المصابين في منزله بالعاصمة الخرطوم.

ويواجه البشير تحقيقًا يتعلق بتهم “غسيل أموال وتمويل الإرهاب”، ولكنه لم يدل بأي تعقيب منذ الإطاحة به واعتقاله في 11 أبريل.

دعوات للحشد وحماية مكتسبات الثورة

وعقب تلك الأحداث، دعت قوى التغيير السودانيين إلى تنظيم مسيرات سلمية إلى أماكن الاعتصام في الخرطوم وبقية الولايات؛ لـ”حراسة مكتسبات الثورة”.

واتهمت، في بيان، “بقايا النظام الساقط” بمحاولة “فض الاعتصامات، التي تمثل صمام أمان الثورة، عبر عناصرهم في جهاز أمن النظام وميليشاته”.

بدوره، دعا تجمع المهنيين السودانيين إلى “مواصلة الاحتشاد والتوجه فورًا في هذا الصباح نحو ساحة الاعتصام أمام القيادة العامة؛ حراسة لمكتسباتنا وانتصاراتنا ودماء شهدائنا الغالية”.

كما دعا إلى ضبط النفس والسلمية، وذكر في بيان: “شعبنا الأبي والثوار المعتصمين ضد الرصاص والانتكاس، إن الشهداء الذين ارتقوا هم شموس ساطعة تكشف عورات الجبناء الذين يتخفون وراء السلاح الجبان الغادر”.

وعزلت قيادة الجيش، في 11 أبريل الماضي، عمر البشير من الرئاسة، بعد ثلاثين عامًا في الحكم، وقامت بإيداعه بسجن “كوبر” شمالي العاصمة؛ تحت وطأة احتجاجات شعبية، بدأت أواخر العام الماضي؛ تنديدًا بتردي الأوضاع الاقتصادية.

ويعتصم آلاف السودانيين، منذ السادس من الشهر الماضي، أمام مقر قيادة الجيش؛ للضغط على المجلس العسكري لتسريع عملية تسليم السلطة إلى مدنيين، في ظل مخاوف من الالتفاف على مطالبهم.

وقالت قوى التغيير، قائدة الحراك الشعبي، في بيان “على المجلس العسكري تحمل مسؤولياته كاملة في حماية البلاد، وضمان العبور بها نحو الأمان والاستقرار”.

وتابعت “المجلس العسكري يجب أن يقوم بخطوات جادة لحماية المواطنين، وفق أوامر صريحة وواضحة بالتعامل بالصرامة اللازمة مع كل من يفتعل العنف، ويسعى للبلبلة في هذا الوقت العصيب”.

ربما يعجبك أيضا