تراجع شعبية الرئيس الأمريكي تهدد حزبه في الانتخابات المقبلة.. ما القصة؟

علاء بريك

في استطلاعات متزامنة أجرتها عدة مؤسسات أمريكية، أظهرت النتائج استمرار تراجع شعبية الرئيس الأمريكي في ظل اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فما الأسباب؟


بعد مضي أكثر من 400 على وجوده في البيت الأبيض، أظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبية الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى مستويات متدنية.

بالمقارنة مع أسلافه من الرؤساء الديمقراطيين خلال العقدين الماضيين، تبدو شعبية بايدن أدنى من أسلافه خلال الفترة ذاتها. وبالنظر إلى اقتراب موعد الانتخابات النصفية، فإنَّ الحزب الديمقراطي في طريقه على ما يبدو لخسارة الأغلبية في مجلس النواب الأمريكي، فما أسباب التراجع؟

تراجع مستمر

بحسب موقع “فايف ثيرتي إيت” المتخصص بتحليل استطلاعات الرأي، أظهرت 5 استطلاعات رأي لشهر إبريل الحالي استمرارَ تراجعِ شعبية بايدن، فقد انخفضت نسبة مؤيديه من 44% في بداية إبريل إلى 39% في الوقت الراهن وفق استطلاع مؤسسة “إبسوس”، أما استطلاع “جامعة كوينيبايك” فقد أظهر تراجع شعبية بايدن إلى 37% بعدما كانت في أواخر مارس وأوائل إبريل 42%.

وتُظهِر البيانات المقارنة بين شعبية بايدن والرئيس السابق، دونالد ترَمب، وجود تشابه، فانخفضت شعبية الرئيسين في السنة الأولى لولايتهما وتكاد تتطابق نسبة شعبية كلٍ منهما في اليوم 451 لولايتهما. وبالمقارنة مع الرئيس الديمقراطي الأسبق، باراك أوباما، يظهر انخفاض شعبية كليهما لكنَّ شعبية بايدن هوَت بدرجة أكبر في اليوم 451 لولايتهما، فبلغت شعبية أوباما 48% وبايدن 41%.

الانتخابات النصفية وحكمة التاريخ

بحسب شبكة “سي إن إن“، فإنَّ تراجع شعبية بايدن على مدى الأشهر الماضية يبيّن أنَّ ارتفاع شعبية بايدن في بداية شهر مارس كان ارتفاعًا عارضًا، لكنَّ الخبر السيئ من نصيب الحزب الديمقراطي ومرشحيه في الانتخابات النصفية في نوفمبر القادم. تاريخيًا متى انخفضت شعبية الرئيس الأمريكي عن 50% خسر حزبه مقاعد عدة، حسبما قالت السي إن إن، ففي 2018 خسر حزب ترَمب 37 مقعدًا في الانتخابات النصفية.

في الوقت الحالي، ومع بقاء أقل من 200 يوم على الانتخابات النصفية، تراجعت شعبية بايدن لأدنى من 40% في بعض الاستطلاعات، ما يهدِّد بفقدان حزبه لأغلبيته في المجلس، وفي الماضي نجح الحزب الجمهوري في سحب الأغلبية من يد الحزب الديمقراطي في عهد كل من الرئيسين الديمقراطيين بيل كلينتون وباراك أوباما، واليوم يحتاج الحزب الجمهوري لكسب الأغلبية مقعد واحد فقط.

ما الأسباب؟

يمكن إيجاز أسباب هذا التراجع إلى عدم رضا الأمريكيين عن أداء الرئيس بايدن في عدة ملفات. فأرجعت “سي أن بي سي” تراجعَ شعبية الرئيس في أواخر عام 2021 إلى الأداء الاقتصادي السيئ والتضخم وارتفاع أسعار السلع يوميًا، بالإضافة إلى تعامل إدارة بايدن مع جائحة كورونا. ورأي قسم من الأمريكيين أنَّ الإدارة الحالية ذهبت بعيدًا في متطلباتها، ومع ذلك زادت حالات الإصابة والوفيات بسبب الفيروس.

وأشارت رئيسة اللجنة الوطنية في الحزب الجمهوري في تصريحٍ لصحيفة “واشنطن بوست” إلى أنّ الانسحاب الأمريكي من أفغانستان كان الضربة الأولى لشعبية بايدن، وعلاوة على هذا تبرز أسباب أخرى تتعلق بالقاعدة الداعمة لبايدن، فهذه القاعدة لم تعد تظهر دعمًا كبيرًا للرئيس الأمريكي، لا سيَّما الأصوات المستقلة منها التي نجح بايدن في اجتذابها، بحسب شبكة “إن بي آر” الأمريكية.

ربما يعجبك أيضا