«مأزق» نتنياهو في غزة.. هل يرضخ لصفقة الرهائن؟

ما مستقبل صفقة الرهائن بين حماس وإسرائيل؟

محمد النحاس
نتنياهو

مهما تكن معالم الاتفاق النهائي، فلا توجد خيارات جيدة لنتنياهو، فمن ناحية، تضغط عليه عائلات الرهائن للقيام بكل ما يلزم لإعادتهم جميعاً إلى منازلهم أحياءًا، وعلى الجانب الآخر، يوجد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف.


تتسع الفجوة بين تصور قادة حركة حماس وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للوضع في قطاع غزة، ومستقبل الصراع بين الجانبين.

لكن يجمع الجانبين الاتفاق على رفض حل الدولتين، وتتباين الآراء بشأن صفقة الرهائن الإسرائيليين في غزة، والذين يتجاوز أعدادهم 100، حيث تريد الأطراف الحصول على أكبر قد ممكن من المكاسب، دون أي تنازل، وفق تحليل نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية الإخبارية.

تباين الآراء بين طرفي الصراع

تطالب حماس إسرائيل بسحب جميع قواتها من غزة، والإفراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، في المقابل رد نتنياهو على ذلك مشددًا على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من غزة، ورفض إطلاق سراح من أسماهم “آلاف الإرهابيين”.

ويرجح التحليل المنشور 31 يناير 2024، إصابة كلا الطرفان بـ”خيبة أمل”، ويطرح في الوقت الحالي صفقة مُحتملة ستشهد المرحلة الأولى وقفاً للقتال لمدة 6 أسابيع، يتم خلالها إطلاق سراح الرهائن المدنيين، وأمام كل إسرائيلي سيفرج عن 3 أسرى فلسطينيين.

وقد يتبع ذلك هدنة أطول والإفراج عن مزيد من الفلسطينيين، وفي المقابل إطلاق سراح الجنود الإسرائيليين، وإعادة جثث من قتل منهم.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إن “التقارير المتعلقة بالصفقة غير صحيحة وتتضمن شروطًا غير مقبولة لدى إسرائيل، وأضاف: “سنستمر حتى النصر الكامل.

لا خيارات أمام نتنياهو

في وقتٍ سابق ذكر رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى وقف دائم للقتال في غزة، وإطلاق سراح الرهائن حققت “تقدمًا جيدًا لإعادة الأمور إلى نصابها وعلى الأقل وضع الأساس للمضي قدمًا”.

ويرى التحليل أن مهما تكن معالم الاتفاق النهائي، فلا توجد خيارات جيدة لنتنياهو، فمن ناحية، تضغط عليه عائلات الرهائن للقيام بكل ما يلزم لإعادتهم جميعًا إلى منازلهم أحياءًا.

على الجانب الآخر، يوجد شركاؤه في الائتلاف اليميني المتطرف؛ وزير الأمن القومي، إيتامار بن جفير، الذي قال يوم الثلاثاء إنه سيُسقِط الحكومة إذا وافقت على صفقة “متهورة” مع حماس، مع ذلك، وحال أراد، يظل أمام نتنياهو هذا المسار متاحًا، فحتى دون الوزراء من اليمين المتطرف يمكن إبرام الصفقة، ناهيك عن إعلان زعيم المعارضة، يائير لابيد، دعم نتنياهو في المسار التفاوضي الذي يقود لصفقة تبادل.

ونقلت وكالة “فرانس برس”، عن المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحماس طاهر النونو قوله “نتحدث أولًا عن وقف إطلاق نار شامل وكامل وليس عن هدنة مؤقتة”، مشددًا على أنه يتوّقف القتال “يمكن بحث باقي التفاصيل”، بما في ذلك الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين لدى حماس.

مخاطر وتحديات وتفاؤل

لا تقف مشكلات نتنياهو عند هذا الحد، فقد أظهر آخر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن شعبيته تتراجع، ومن المُحتمل أن يخسر أي انتخابات مستقبلية، وتستمر المعضلة وموقف رئيس الوزراء المعقد، حيث أن 50 % من الإسرائيليين يعارضون صفقة تقود إلى إطلاق سراح آلاف الرهائن الفلسطينيين.

ومن الجائز أن تؤدي سيناريوهات عديدة مُحتملة إلى إحباط أي اتفاق مستقبلي لإخراج الرهائن، بما في ذلك الرد الأمريكي على الجماعات الشيعية المدعومة من إيران بعد استهداف القوات الأمريكية على الحدود السورية الأردنية، في هجومٍ أودى بحياة 3 من الجنود الأمريكيين، وأصيب نحو 40، ورغم المخاطر المُحتملة والتحديات التي تلوح في الأفق، يظل التفاؤل حاضرًا بإمكانية إبرام صفقة “أكثر من أي وقتٍ مضى”، وفق تحليل “سي إن إن”.

ربما يعجبك أيضا