مأساة إنسانية.. الحروب الأمريكية شردت 37 مليون شخص

أسماء حمدي

كتبت – أسماء حمدي

قبل عقدين تقريبا، تسببت الصراعات التي حدثت منذ بداية «الحرب على الإرهاب» ومع التدخل العسكري الأمريكي في نزوح ما لا يقل عن 37 مليون شخص من أوطانهم.

وأدى غزو العراق وعقود من عدم الاستقرار التي أعقبت ذلك إلى اقتلاع ما لا يقل عن 9.2 مليون حتى الآن، وهي الأكثر تكلفة من بين ثماني عمليات عسكرية أمريكية تم تضمينها في تقرير مشروع تكاليف الحرب التابع لجامعة براون الأمريكية.

وركز التقرير الذي أعدته جامعة براون، على النزاعات منذ هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، التي بدأت فيها الولايات المتحدة قتالًا مسلحًا كما في «العراق» أو «أفغانستان»، أو ساهمت في تصعيده «ليبيا» و«سوريا» أو شاركت من خلال ضربات الطائرات بدون طيار والمستشارين في ميدان المعركة ومبيعات الأسلحة ووسائل أخرى «اليمن» و«الصومال» و«الفلبين».

بالاعتماد على بيانات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومركز مراقبة النزوح الداخلي، يقدر التقرير أن 7.1 مليون شخص نزحوا في سوريا، و5.3 مليون في أفغانستان، ة4.4 مليون في اليمن، و4.2 مليون في الصومال، و3.7 مليون في باكستان، و1.7 مليون في الفلبين، و1.2 مليون في ليبيا.

ووفق صحيفة “الجارديان البريطانية، فإن معدي التقرير يرون أن الولايات المتحدة ليست وحدها المسؤولة عن النزوح الواسع، وقالوا: «السببية تنطوي دائمًا على تعدد المقاتلين والجهات الفاعلة القوية الأخرى، وقرون من التاريخ، وقوى سياسية واقتصادية واجتماعية واسعة النطاق».

بالنسبة للصراعات مثل الحرب الأهلية في سوريا، حدد التقرير التدخل الأمريكي بشكل ضيق، حيث تم إحصاء النازحين في خمس محافظات سورية حيث تنشط القوات الأمريكية منذ عام 2014.

وقالت الصحيفة: «النهج الأقل تحفظًا قد يشمل النازحين من جميع المحافظات السورية منذ بداية العمليات العسكرية الأمريكية المباشرة في 2014 أو في وقت مبكر مثل 2013 عندما بدأت الحكومة الأمريكية في دعم الجماعات المتمردة السورية، ويمكن أن يرتفع هذا العدد الإجمالي إلى ما بين 44 مليون و 51 مليونًا، مقارنة بحجم النزوح في الحرب العالمية الثانية».

انتقد بعض الباحثين والمعلقين استنتاجات التقرير لعدم احتساب أسباب النزوح منفصلة عن التدخل الأمريكي، على سبيل المثال في الصومال، حيث تشير الدراسة إلى أن «النزوح شكل الحياة لعقود».

يعد إحصاء الأشخاص النازحين بدقة أمرًا بالغ الصعوبة بالنسبة للمنظمات الدولية، وهو محفوف بالمخاطر الجسدية ومحاولات الحكومات وغيرها من المصالح الخاصة للتأثير على الإحصاءات لأغراضها الخاصة، وأقر التقرير بالقيود وقال إنه اختار المجاميع الأكثر تحفظًا.

وأضافت الصحيفة أن ما يقدر بنحو 25.3 مليون شخص قد عادوا منذ نزوحهم، لكنه أشار إلى أن: «العودة لا تمحو صدمة النزوح أو تعني أن النازحين قد عادوا إلى ديارهم الأصلية أو إلى حياة آمنة».

قدرت الأبحاث الأخرى للتقرير، أن أكثر من 800 ألف شخص لقوا حتفهم في صراعات مع تورط الولايات المتحدة بسبب عنف الحرب المباشر إلى جانب 335 ألف مدني على الأقل، وأن الاشتباكات كلفت الخزانة الأمريكية ما يقدر بنحو 6.4 تريليون دولار (4.9 تريليون جنيه إسترليني).

عداء مستمر

ويتزامن ذلك مع انخفاض حاد بقبول الولايات المتحدة الأمريكية لقبول طلبات اللجوء من مناطق الصراع التي تدخلت بها، وذلك منذ تولي الرئيس دونالد ترامب مقاليد الحكم عام 2016 إذ انخفض عدد اللاجئين المقبولين من العراق إلى 95% ولاجئين الصومال إلى 91%.

ومنذ أن أعلنت الولايات المتحدة حالة الطوارئ الوطنية بسبب تفشي وباء كورونا في مارس، استغل ترامب الوضع الجديد لتنفيذ مجموعة من الإجراءات بهدف تسريع ودعم أجندته المناهضة للهجرة، والتي كانت أحد أبرز مرتكزات حملته الرئاسية.

وفي هذا الإطار نشرت صحيفة «بوبليكو» الإسبانية تقريرا، أكدت فيه أن سياسة ترامب المناوئة للمهاجرين وصلت في الفترة الأخيرة إلى ذروتها، ونقلت عن أستاذ علم الاجتماع في جامعة كاليفورنيا، غونزالو سانتوس، أن «وباء كورونا شكّل فرصة لإدارة ترامب لمواصلة تضييق الخناق على المهاجرين بوضع إجراءات أكثر صرامة».

أواخر مارس الماضي، أعلن ترامب إغلاق الحدود مع المكسيك وكندا، كما أوقف مرور السياح والمسافرين، وهو إجراء سيشمل لاحقا بلدانا أخرى.

وبرغم تفشي الوباء، استمر في اعتقال وترحيل المهاجرين الذين يعبرون الحدود بشكل غير قانوني، مما يحرمهم من طلب حق اللجوء الذي ينص عليه القانون الأمريكي والمواثيق الدولية.

ويرى سانتوس أنه «بموجب قانون الصحة العامة لعام 1944، يمنع ترامب اللاجئين من تقديم طلب اللجوء، سواء أولئك الذين يحاولون الدخول بشكل قانوني أو غير قانوني، ليترك بذلك حوالي 80 ألف طالب لجوء عالقين في الجانب المكسيكي».

للاضطلاع على الموضوع الأصلي اضغط هنا

ربما يعجبك أيضا