مأساة الطفلة جنى.. صرخة البراءة في وجه الموتى الأحياء

عاطف عبداللطيف

كتب – عاطف عبداللطيف

مأساة إنسانية جديدة يندى لها الجبين وجريمة أخرى يرتكبها وحوش في صورة آدميين، إنها جريمة قتل وانتهاك براءة طفلة مسكينة لا تتعدى الـ4 سنوات شهدتها إحدى القرى المصرية؛ بإهمال طفلة وتركها نهبًا في يد جدتها لأمها التي عذبتها كيًا بالنار إلى الموت بعد أن تعرضت لاعتداءات من خالها، وعلى مدار الأيام الماضية تناقلت مختلف وسائل الإعلام المصرية والعربية والعالمية مأساة الطفلة جنى محمد سمير التي قامت جدتها لأمها بتعذيبها وحرقها وكيها بالنار وكسر رجلها نتيجة الضرب المبرح، وأصيبت قدمها بالغرغرينا بسبب الإهمال وأخيرًا اضطر الأطباء إلى بتر القدم لتتوفى بالمستشفى وتصعد روحها إلى بارئها تشكو إلى الله أفعال أقرب الناس إليها من استباحو عفتها وانتزعوا حقها في الحياة.

وتوفيت الطفلة ذات الـ4 سنوات، إثر تعذيبها على يد جدتها بالكي في مناطق حساسة من جسدها، في قرية تابعة لمحافظة الدقهلية، عقابًا لها على تبولها اللا إرادي، في حادث هز الرأي العام في مصر خلال الأيام الماضية، والطفلة المسكينة ضحية للتفكك الأسرى والآلاف من حالات الطلاق التي انتشرت في مصر وضحيتها في المقام الأول، الأطفال.

وقال المجلس القومي للطفولة والأمومة، في بيان، إنه “ينعي ببالغ الحزن والأسى وفاة الطفلة جنة، التي وافتها المنية إثر تعذيب الجدة لها لفترة طويلة”. وكانت مصادر صحية في الدقهلية، أكدت أن سبب وفاة جنة توقف عضلة القلب متأثرة بإصاباتها داخل العناية المركزة بمستشفى المنصورة الدولي.

وأضافت المصادر أن الطفلة خضعت لعملية بتر لقدمها اليسرى من أعلى الركبة نتيجة إصابتها بغرغرينا وتورم في القدم إثر إصابتها بكسر في الساق، نتيجة التعذيب الذي تعرضت له، وظلت دون علاج أو رعاية لفترة طويلة فضلًا عن كيها بمناطق حساسة بجسدها.

فاجعة إنسانية

وعلق فضيلة شيخ الأزهر الشريف، الدكتور أحمد الطيب، الأحد، على الجريمة التي هزت الرأي العام في مصر على مدار اليومين الماضيين.

ونشرت صفحة “الأزهر الشريف” عبر موقع التدوينات المصغرة “تويتر” تصريحات شيخ الأزهر، قائلًا :”تألمت كثيرًا بعد سماع ما ارتكب من جريمة وحشية بحق الطفلة البريئة “جنة”، تلك الطفلة الملائكية التي تحملت ويلات العذاب على يد من أوكلوا برعايتها، فما تعرضت له من حرق وتعذيب هو فاجعة إنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى”.

وأضاف “الآن صعدت روحها البريئة إلى بارئها تشكو ما حل بها من ألم وعذاب في غفلة منا جميعًا، ما حدث للطفلة جنة يضعنا جميعًا أمام مسؤولياتنا تجاه أطفالنا وأبنائنا، ولنعلم جميعًا أننا محاسبون أمام الله عليهم”.

وتابع: “أطالب بتوقيع أقصى العقوبة القانونية على من سولت له نفسه المريضة ارتكاب هذه الجريمة الوحشية، وأدعو الله أن يحفظ أبناءنا من كل مكروه وسوء”.

أقصى عقوبة

وفي أول تعليق رسمي من الحكومة المصرية على واقعة الطفلة جنة، أصدر المجلس القومي للطفولة والأمومة، أمس السبت، بيانًا يطالب بتوقيع أشد العقوبة على الجناة.

وتابع البيان: “في هذا الصدد، طالبت الدكتورة عزة العشماوي الأمين العام للمجلس بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة، باعتبار الجريمة قتل عمد مع سبق الإصرار، وفقًا لحكم المادتين 230 و231 من قانون العقوبات المصري، وهي الإعدام”.

وأشارت إلى أن المجلس “يتخذ حاليًا كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى أماني محمد سمير، 6 سنوات، والتي تعاني آثار التعذيب وحروق في الظهر والأعضاء التناسلية، مثل شقيقتها الراحلة الطفلة جنة، فضلًا عن تقديم كافة سبل الدعم النفسي لها، حيث سيتم تقديم تقرير بحث حالة للنيابة العامة للنظر في إخراجها من المكان الذي تتعرض فيه للخطر وفقًا لحكم المادة 99 مكرر من قانون الطفل”.

وتابعت الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة أنه “جار العمل على تسليمها لعائل مؤتمن، أو إيداعها إحدى دور الرعاية الآمنة لحين زوال تعريضها للخطر”، مشددة أن “المجلس لا يتهاون أبدًا في تقديم كافة سبل الحماية للأطفال وتحقيق المصلحة الفضلى لهم التي نص عليها القانون والمواثيق الدولية”، منوهة أن “هذا هو دور المجلس الأصيل من خلال آلياته”.

ربما يعجبك أيضا