مؤتمر المناخ.. من قمة الأرض إلى منصة التعاون العالمي

مؤتمر المناخ.. لماذا تم أُنشئ ومن قاد تأسيسه؟

أحمد عبد الحفيظ

يعد مؤتمر المناخ، أو مؤتمر الأطراف (COP)، واحدًا من أهم الفعاليات الدولية المكرسة لمواجهة تغير المناخ على المستوى العالمي.

انطلق هذا المؤتمر في أوائل التسعينيات كمحاولة استجابة للتحديات البيئية التي ظهرت بقوة خلال العقود الأخيرة، والتي بدأت تؤثر بوضوح على النظام البيئي العالمي والحياة البشرية، وقد أطلقته الأمم المتحدة بمشاركة مجموعة واسعة من الدول، وشكل منصة عالمية للنقاش حول تغير المناخ وسبل مواجهته.

البداية

كانت البداية الفعلية لمؤتمر المناخ في عام 1992، حينما عقد “مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية” في مدينة ريو دي جانيرو، البرازيل، والمعروف أيضا بـ”قمة الأرض”.

في هذه القمة، تم تبني “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” (UNFCCC) والتي تمثل الوثيقة الأساسية التي انبثق منها مؤتمر الأطراف (COP).

وقع على هذه الاتفاقية 154 دولة، ما يعد اعترافًا عالميًا بالحاجة الملحة لمواجهة آثار تغير المناخ. تهدف الاتفاقية إلى تحقيق الاستقرار في تركيزات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما يمنع تدخلات بشرية ضارة بالنظام المناخي.

إنشاء مؤتمر الأطراف (COP)

بعد توقيع اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، بدأ تطبيق اتفاقية الإطار بمؤتمر الأطراف، وهو مؤتمر سنوي يجمع ممثلي الدول الموقعة على الاتفاقية بهدف مناقشة التطورات والمستجدات وتقييم الالتزامات نحو تحقيق أهداف المناخ.

عقد أول مؤتمر COP في برلين، ألمانيا، عام 1995، حيث شارك ممثلون عن دول متعددة، إضافة إلى منظمات بيئية غير حكومية وخبراء من مختلف المجالات. وشكل المؤتمر انطلاقة للمناقشات الجادة حول خطط تخفيف الانبعاثات وضرورة التحرك الدولي في هذا المجال.

أهداف إنشاء مؤتمر المناخ

أنشئ مؤتمر المناخ أساسًا للاستجابة العالمية لتغير المناخ وتنسيق الجهود الدولية للحد من تأثيرات هذه الظاهرة. من خلال هذا المؤتمر، تعمل الدول على وضع سياسات واتفاقيات مشتركة للتحكم في انبعاثات الغازات الدفيئة، وتعزيز التحول إلى مصادر طاقة مستدامة، وحماية النظم البيئية من الآثار السلبية للتغير المناخي.

ومع مرور السنوات، بات المؤتمر يسعى ليس فقط إلى تقليل انبعاثات الكربون، بل أيضًا إلى تعزيز مرونة الدول للتكيف مع التغيرات المناخية المتسارعة.

لماذا يعد المؤتمر ضرورة ملحة؟

تظهر التقارير العلمية المتتالية أن تغير المناخ يسبب ارتفاعًا ملحوظًا في درجات الحرارة العالمية، ويؤدي إلى تكرار الكوارث الطبيعية من جفاف، وفيضانات، وأعاصير، وحرائق الغابات، ما يهدد ملايين البشر ويؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي.

ومع تزايد وتيرة هذه الظواهر، أصبح من الواضح ضرورة وجود آلية دولية قوية مثل مؤتمر المناخ، وبهذا السياق، يأتي المؤتمر لتسليط الضوء على التحديات البيئية وتطوير استراتيجيات جماعية للحد من تفاقم أزمة المناخ.

النتائج والإنجازات المحققة

خلال العقود الماضية، حقق مؤتمر المناخ عدة إنجازات، أبرزها “بروتوكول كيوتو” الذي تم اعتماده في COP3 عام 1997، والذي ألزم الدول المتقدمة بتقليل انبعاثاتها من الغازات الدفيئة، واتفاقية باريس للمناخ عام 2015 في COP21، التي وضعت إطارًا عالميًا لخفض درجات الحرارة إلى مستويات آمنة.

كما يشكل المؤتمر منصة هامة لمشاركة الابتكارات والحلول التي تسهم في تحقيق الأهداف المناخية، وتشجيع الدول الأقل تقدمًا على تبني سياسات خضراء بدعم من الدول المتقدمة.

تحفيز التعاون

يعتبر مؤتمر المناخ أحد أهم الجهود الدولية للتصدي لتغير المناخ، وقد بدأ كمبادرة دولية من الأمم المتحدة لتحفيز التعاون والتضامن العالمي في مواجهة تهديدات المناخ المتفاقمة.

ومنذ انطلاقته، يواصل المؤتمر تعزيز التعاون بين الدول لمواجهة أزمة المناخ وضمان مستقبل آمن ومستدام للإنسان والطبيعة.

ربما يعجبك أيضا