مؤتمر وارسو.. كبح لجماح إيران أم تمرير لصفقة القرن؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان

يشكل السلوك الإيراني المستفز الذي يسبق الاستعدادات التي تجري لعقد مؤتمر وارسو بشأن الشرق الأوسط الأسبوع المقبل، التحدي المشترك لدول المنطقة والأمريكيين والأوروبيين.

حيث وجهت واشنطن الدعوة لـ 70 وزيرًا ليمثلوا دولهم في مسعى أمريكي لكسب مؤيدين لها، للوقوف في وجه الخطر الإيراني، وطموحاتها النووية، وذلك في المؤتمر الذي يعقد في العاصمة البولندية وارسو برعاية أمريكية.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن أكثر من 40 دولة ستشارك في المؤتمر الذي تستضيفه العاصمة البولندية وارسو في الفترة بين 12 و14 فبراير/ شباط.

عملية السلام

وبحسب خبراء في الولايات المتحدة الأمريكية، لن تكون طهران هي الملف الوحيد، بل ستعقد القمة لتعزيز مستقبل السلام والأمن في الشرق الأوسط، فضلا عن تطوير الصواريخ الباليستية، والإرهاب، والأزمات الانسانية، والأمن الإلكتروني، بالإضافة إلى ملفي سوريا واليمن.

وقال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية للصحفيين إن جاريد كوشنر المستشار البارز للبيت الأبيض سيبحث خلال المؤتمر خططا للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

عنوان القمة بحد ذاته يجعل جدول أعمال القمة يتسع لملفات أساسية أخرى تعني السلام في المنطقة، ومنها الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وأوضح المسؤول أن كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيبحث خلال المؤتمر “جهود الإدارة لدفع عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسيجيب على أسئلة يوجهها الحضور”.

وأضاف “سنرحب بشدة بآراء السلطة الفلسطينية خلال النقاش لكنني أود أن أؤكد أن ذلك (المؤتمر) ليس مفاوضات ولكنه نقاش ونحن نتطلع لرعاية حوار بناء في وارسو”.

تصفية القضية الفلسطينية

أكدت حركة “فتح” أن مؤتمر وارسو حول الشرق الأوسط هدفه تصفية القضية الفلسطينية، معتبراً أنه “محاولة أمريكية – إسرائيلية للترويج لأفكار لا يقبلها أو يتعاطى معها إلا كل خائن للقدس والأقصى وكنيسة القيامة”.

وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إن الوفد الفلسطيني لن يحضر المؤتمر الأمريكي الذي تستضيفه بولندا الأسبوع المقبل.

فيما شدد عضو المجلس الثوري لحركة فتح، المتحدث باسم حركة فتح أسامة القواسمي، في تصريح صحفي أمس السبت، على أن أية محاولة للالتفاف على منظمة التحرير الفلسطينية هي مجرد قفزة في الهواء، ومحاولة محكوم عليها بالفشل، وأن الجهة الوحيدة المخولة بالحديث باسم الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير، ولم ولن يُخول غيرها بالحديث باسم الفلسطينيين.

وجاءت تصريحات عريقات بعد إعلان مسؤول أميركي توجيه دعوة للفلسطينيين لحضور المؤتمر، إلا أن الرد جاء من عريقات الجمعة، حيث أكد أن المسؤولين الفلسطينيين لن يحضروا المؤتمر الأمريكي.

وقال القواسمي “أي لقاء عربي مع نتنياهو، أو أي تطبيع أياً كان شكله مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، هو بمثابة طعنة للقدس ولشعبنا الفلسطيني وللدماء الفلسطينية النازفة، وهدية مجانية لتل أبيب، وتشجيع على احتلالها وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني”.

وأضاف عريقات على تويتر: “فيما يتعلق بتوجيه دعوة لنا، نستطيع القول أنه جرى اتصال اليوم فقط من الجانب البولندي… موقفنا ما زال واضحا: لن نحضر هذا المؤتمر ونؤكد على أننا لم نفوض أحدا للحديث باسم فلسطين”.

وارسو.. وصفقة القرن

من جانبها، ذكرت صحف عبرية أن مستشار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وصهره، جاريد كوشنير، سيكشف عن بعض تفاصيل “صفقة القرن”، خلال مؤتمر “وارسو”.

وقالت صحيفة “معاريف” العبرية إن جاريد كوشنر سيعلن عن بعض تفاصيل، وربما الكثير من تفاصيل الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط، المعروفة باسم “صفقة القرن”، خلال مؤتمر الدولي حول الشرق الأوسط، في العاصمة البولندية وارسو، منتصف شهر فبراير/ شباط الجاري.

وأضافت الصحيفة العبرية أن هناك احتمالية لعقد لقاء بين رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وبين كوشنير، والمبعوث الأمريكي الخاص، للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، على هامش فعاليات المؤتمر نفسه.

رفض دولي

طهران لم يرق لها عقد قمة في وراسو، وأرسلت رسائل تحذيرية إلى بولندا بأن تتراجع عن استضافة القمة التي وصفتها بالمعادية لها.

وهاجم وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، مؤتمر وارسو، قائلا: الأمريكيين سعوا كثيرا لعقد مؤتمر ضد إيران فى بولندا إلا أنهم تراجعوا عن مواقفهم ولهذا السبب فقد غيروا عنوانه وأعلنوا بأن إيران ليست موضوع المؤتمر.

وقال ظريف، أمريكا تسعى بصورة ما للتعويض عن الأجواء المتبلورة ضدها لذا يبدو أن هذا المؤتمر لن يعقد وفقا لما يريده الأمريكيين، لافتا إلى أنه لم توجه دعوة لأي مسؤول إيراني للمشاركة في المؤتمر.

من جانبها، رفضت روسيا حضور القمة، لا لأنها تتعاطف مع إيران كما تقول، بل لربما خشية أن تكون واشنطن هى القطب الفاعل في المنطقة مما يقلص دور موسكو الذي عملت على تفعيله في الشرق الأوسط الذي عملت على تفعيله لمدة سنوات.

أخيرًا ليست واشنطن وحدها من يدرك الخطر الإيراني والأجندة التوسعية والتخريبية التي ينفذها ساسة إيران وأذرعهم المنتشرة في الدول العربية، بل بات الدور الإيراني المزعزع للاستقرار والأمن الدوليين معروفا لدى الجميع، إذ تدرك الدول الأوروبية دور اليد الإيرانية الضالعة في دعم الإرهاب والتخطيط له، خاصة بعد الكشف عن تورط وكالة الاستخبارات الإيرانية بالتخطيط لتنفيذ اغتيالات في أوروبا، غير أن هذه الدول تساير إيران بزعم إنقاذ الاتفاق الإيراني الذي انسحبت منه واشنطن، غير أن بعض الخبراء يون أن الهدف من المؤتمر هو تمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

ربما يعجبك أيضا