مؤسس «أمازون» يهاجم الرئيس الأمريكي على «تويتر».. ما القصة؟

آية سيد

انتقد الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، مؤسس شركة أمازون، الرئيس جو بايدن على ربط الهيكل الضريبي للشركات بارتفاع التضخم.


انتقد مؤسس شركة أمازون، جيف بيزوس، إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي، تويتر.

وبحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأحد 15 مايو 2022، نشر بيزوس تغريدتين، نهاية الأسبوع، ينتقد فيهما إدارة بايدن على ربط الهيكل الضريبي للشركات بارتفاع التضخم.

ضريبة الشركات وخطة الإنقاذ

بحسب التقرير، كتب الرئيس بايدن تغريدة، الجمعة الماضية، جاء فيها: “هل تريد خفض التضخم؟ فلنحرص على أن تدفع الشركات الأكثر ثراءً حصتها العادلة”، ما دفع بيزوس للرد بأنه ينبغي بحث المسألتين على حدة. وغرّد “إن دمجهما معًا تضليل”. وطالب بيزوس، في تغريدته، هيئة مكافحة المعلومات المضللة التي استحدثها بايدن مؤخرًا، بمراجعة التغريدة.

وفقًا للتقرير، فقد غرّد بيزوس مرة أخرى، الأحد الماضي، بأن تمرير خطة الإنقاذ الأمريكية بقيمة 1.9 تريليون دولار، التي أقرها بايدن، مارس الماضي، أسهم في ارتفاع التضخم. وقال أيضًا إن اعتراض السيناتور جو مانشين، على خطط إنفاق بايدن الأخرى منع الإدارة من زيادة التضخم. وكتب بيزوس “التضخم ضريبة رجعية تضر الأقل ثراءً أكثر من غيرهم. والتضليل لا يساعد الدولة”.

التضخم في الولايات المتحدة

رفض البيت الأبيض التعليق يوم الأحد على تغريدات بيزوس، بحسب التقرير. وعند سؤال بايدن عما إذا كانت سياساته مسؤولة عن التضخم، أجاب “أعتقد أن سياساتنا تساعد، ولا تضر”. وأورد التقرير أن التضخم الأمريكي ظل قريبًا من أعلى مستوى له منذ 4 عقود في إبريل الماضي.

وانخفض التضخم الأمريكي قليلًا إلى معدل سنوي 8.3%، بعد وصوله إلى أعلى معدلاته منذ 4 عقود، مارس الماضي. وبالنسبة إلى خطة الإنقاذ الأمريكية، كان الديمقراطيون يحتاجون إلى دعم مانشين، لتمرير التشريع في مجلس الشيوخ. ولكن السيناتور الديمقراطي أعرب عن مخاوفه من أن حزمة الإنفاق الأخرى سوف تؤدي إلى ارتفاع التضخم.

هل تدفع أمازون ضرائبها؟

أورد تقرير لشبكة سي إن إن الأمريكية، 14 مايو 2022، أن بايدن انتقد أمازون من قبل، ففي مايو 2020، قال بايدن إن أمازون يجب أن “تبدأ في دفع ضرائبها” في حوار مع شبكة “سي إن بي سي”. وقال بايدن، كان مرشحًا للرئاسة حينها، “لا أعتقد أن أي شركة يجب أن تكون في موقف لا تدفع فيه الضرائب، وهي تجني مليارات الدولارات”.

وبحسب التقرير، في العامين الضريبيين 2017 و2018، أظهرت الإيداعات المالية لأمازون أنها لا تدين بأموال لضريبة الدخل، بل إنها تتوقع استرداد الضرائب من الحكومة الفيدرالية. وقالت أمازون إنها دفعت 1.7 مليار دولار في صورة ضريبة دخل فيدرالية، عن السنة الضريبية 2020، ودفعت 1.8 مليار دولار للضرائب الفيدرالية الأخرى.

انتقادات متكررة لأمازون

لفت التقرير إلى أن فاتورة ضريبة الدخل الفيدرالية لأمازون قُدرت بنحو ثلث معدل ضريبة الشركات البالغ 21%. وجرى التدقيق مع بيزوس نفسه بسبب فواتير ضرائبه الشخصية في الماضي. وبحسب ما أورد موقع بروبابليكا في 2020، لم يدفع بيزوس أي ضرائب على الدخل في 2007 و2011.

وذكر تقرير وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، انتقد كثيرًا المديرين التنفيذيين لكبرى الشركات الأمريكية، ومنهم بيزوس، خلال فترة حكمه. وهاجم ترامب أمازون، في تغريدات بسبب الضرائب، واستخدامها خدمة البريد الأمريكي وتأثيرها في تجار التجزئة الآخرين. ووصف صحيفة واشنطن بوست، المملوكة لبيزوس، بأنها ذراعه للضغط السياسي.

كيف تأثرت أمازون بالتضخم؟

وفقًا للتقرير، تلقت أمازون ضربة موجعة هذا العام من التضخم، ويشمل هذا ارتفاع تكاليف العمالة، وصارعت الشركة مع مشكلات سلاسل الإمداد. وفي إبريل الماضي، أبلغت الشركة عن أول خسارة ربع سنوية لها، منذ 7 أعوام. وقال المدير المالي للشركة، براين أولسافسكي، في إبريل، الشركة شهدت تكاليف إضافية بـ6 مليارات دولار، في الربع السنوي المتعلق بخسارة الإنتاجية.

وتأتي هذه التكاليف الإضافية بجانب التضخم، فقد تجاوزت سعة مستودعاتها الطلب. وأضاف أيضًا أن شركة أمازون لم تعد مقيدة بمشكلات العمالة أو السعة، مثل ما كانت في أوقات مختلفة، خلال جائحة فيروس كورونا كوفيد 19، إبان ظهوره، وفي بداية انتشاره وفزع العالم منه.

نشاط بيزوس على تويتر

ذكر التقرير أن بيزوس كان نشطًا في التغريد على تويتر، في إبريل وحتى الآن في مايو، أكثر من الشهور السابقة لهذا العام. وكان أيضًا مباشرًا أكثر في طرح آرائه حول مجموعة متنوعة من القضايا، مثل استحواذ إيلون ماسك على تويتر، وآرائه حول التضخم، وحتى الحاجة إلى التحضر في الحوار.

وبالإضافة إلى هذا، كان بيزوس سريعًا في الاحتفاء بنجاحات أمازون، أو الدفاع عن الشركة. وكانت “وول ستريت جورنال” قد أوردت، في مارس الماضي، أن بيزوس انزعج من الانتقادات التي تتعرض لها أمازون في واشنطن، وضغط لكي تصبح الشركة أكثر حزمًا وصرامة في الدفاع عن نفسها، على نحو جازم.

 

ربما يعجبك أيضا