زعيم فنزويلا يوقع اتفاقية استراتيجية مع إيران.. على خطى دبلوماسية الطاقة

يوسف بنده

جولة مادورو تكشف عن اقتراب اكتمال تشكيل نظام دولي جديد.


استقبل الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، اليوم السبت 11 يونيو 2022، نظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في قصر سعد آباد بالعاصمة الإيرانية طهران.

تأتي زيارة مادورو بعد دعوة رسمية من طهران، مادورو أعلن أنه سيلتقي بنظيره الإيراني لمناقشة الخطط والاستراتيجيات المشتركة للسنوات القادمة في إطار خارطة التعاون بين البلدين، وسبل تعزيز العلاقات والتعاون في قضايا الطاقة.

خطة تعاون إستراتيجية

أعلن الرئيس الفنزويلي، أمس الجمعة، أنه سيجري توقيع خطة للتعاون مدتها 20 عامًا مع إيران. وعن افتتاح خط طيران أسبوعي من كراكاس إلى طهران، موضحًا أنه يمكن بيع البن الفنزويلي إلى إيران.

ووسعت إيران وفنزويلا اللتان فُرضت عليهما عقوبات أمريكية التعاون بينهما منذ عام 2020، خاصة فيما يتعلق بمشاريع الطاقة ومقايضة النفط، ما ساعد كراكاس على تخفيف تأثير عقوبات واشنطن. وفي مايو الماضي، وقعت شركة إيرانية مملوكة للدولة عقدًا بقيمة 110 ملايين يورو لإصلاح مصفاة نفط فنزويلية تبلغ طاقتها 146 ألف برميل يوميًّا.

وأبرم الاتفاق بعد مفاوضات، جرت مؤخرًا، بحضور وزير النفط الإيراني، الذي زار فنزويلا مطلع الشهر الماضي. كذلك حصلت فنزويلا على معدات من إيران لتحديث مصافيها في السنوات الأخيرة، بموجب اتفاقيات التعاون مع طهران، حسب تقرير رويترز.

فنزوييلا ايران

تخطي العقوبات

قال الرئيس الإيراني، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفنزويلي: “لقد قررنا أن نتصدى للعقوبات والتهديدات، وأن نحول التهديد إلى فرصة للتطور”. وخلال زيارته، قال مادورو: “إن قيام إيران بإرسال ناقلة نفط إلى فنزويلا، جاء في وقت كنا بأمسّ الحاجة لمثل هذه الخطوات في ظل العقوبات الأمريكية”.

واصفًا خطوة إيران بإرسال ناقلات النفط إلى بلاده، بأنها كانت إجراءً شجاعًا وتحديًا لتهديدات الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب. وتفرض أمريكا حظرًا اقتصاديًّا على فنزويلا التي تتعاون مع إيران في مجال صادرات النفط والمشاريع النفطية. ولدى إيران استثمارات كثيرة في فنزويلا.

وتمتلك فنزويلا أكبر احتياطي نفطي في العالم، لكن الافتقار إلى الاستثمار والفساد والعقوبات الأمريكية دفعت إنتاجها النفطي اليومي من 3 ملايين برميل إلى حوالي 340 ألفًا، وأصبحت معظم مصافيها قديمة متهالكة.

التطوير مقابل النفط

اتبعت طهران سياسة عابرة للحدود لترسيخ دور نفطها دوليًّا، في دولة خاضعة هي الأخرى إلى العقوبات الأمريكية. واتجهت إيران نحو دولتين في أمريكا اللاتينية لتعزيز دور نفطها دوليًّا، بعقدها اتفاقيتين مع فنزويلا ونيكاراجوا لا تتعلقان فقط بتبادل الإمدادات، بل امتدّتا إلى امتلاكها حصصًا بمصافي الدولتين.

وبموجب الاتفاق مع فنزويلا تحصل طهران على حصص بمصفاتين في البلاد، مقابل تزويدها بالنفط ومعدات التطوير، حسب برس تي في. يأتي ذلك، بينما تسعى الولايات أمريكا إلى تخفيف القيود عن النفط الفنزويلي، لتعويض الأسواق العالمية، بعد الأزمة التي تسببت فيها روسيا بحربها ضد أوكرانيا، وسط مخاوف أوروبية من مواجهة عجز في توفير الطاقة.

وقد قال نائب رئيس فنزويلا، ديلسي رودريجيز، 18 مايو الماضي، إن واشنطن سمحت لشركات النفط الأمريكية والأوروبية باستئناف العمل في فنزويلا.

تحالفات جديدة

قبل زيارته إلى إيران، سافر الرئيس مادورو أولًا إلى تركيا ثم إلى الجزائر. يرافقه الوزراء والمسؤولون في مجالات مثل الزراعة والتكنولوجيا والنفط والاتصالات والسياحة والنقل.

ويشير تقرير إندبيندنت عربية إلى أن جولة مادورو تكشف عن اقتراب اكتمال تشكيل نظام دولي جديد، فتحركات فنزويلا تأتي بعد الأزمة الأوكرانية، وما رافقها من تجاذبات سياسية واقتصادية عالمية.

ويوضح التقرير، أن هذه الأزمة أثرت في اقتصادات عدد من الدول، وأعادت ترتيب التوازنات الإقليمية والدولية وانعكست على قضايا عدة، وكانت الدول التي تمد أوروبا بالغاز في محور هذه التجاذبات، خاصة أن دولة مثل الجزائر لها مواقف معارضة للسياسة الأوروبية، وتبحث عن دور ريادي إقليمي، كما أنها تمتلك تأثيرًا واضحًا على سوق الغاز والطاقة.

ربما يعجبك أيضا