ماذا بعد الخسارة التاريخية لحزب المحافظين في بريطانيا؟

ماذا بعد بالنسبة لحزب المحافظين بعد الخسارة أمام العمال؟

محمد النحاس

المهمة الأكثر أهمية لسوناك تكمن في أن يضمن، بكل الوسائل الممكنة، أن يعود اختيار القيادة للمحافظين إلى نواب الحزب، مهما كانوا قليلين، بدلاً من أعضاه


تمكن حزب العمال من تحقيق “فوز ساحق” في الانتخابات العامة البريطانية، لينهي بذلك 14 عامًا من حكم المحافظين. 

وبحسب مقال نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الجمعة 5 يوليو 2024،  أراد الناخبون أن يعزوا مشكلات المملكة المتحدة إلى 14 عامًا من حكم المحافظين.. فماذا بعد بالنسبة للحزب؟ 

رغبة في التغيير

جرى تعيين زعيم حزب العمال، كير ستارمر، رئيسًا للوزراء، لتنتهي بذلك حقبة شهدت 5 رؤساء للحكومة البريطانية من حزب المحافظين، وأظهرت الاستطلاعات أن زعيم حزب العمال، كير ستارمر، لم يكن ذا شعبية كبيرة، لهذا السبب كانت رسالته التي حفزت الناخبين هي “التغيير”.

وفي خطاب بعد إعلانه الفوز الكبير، تعهد زعيم حزب العمال “بالتجديد الوطني” وأنه سيضع “البلاد أولًا والحزب ثانيًا”.

ومن جانبه قال سوناك إنه يتحمل مسؤولية خسارة حزبه، لكن إلقاء اللوم الآن على ريشي سوناك لخسارة الانتخابات التي لم يكن لديه أمل في الفوز بها أمر لا جدوى منه، وفق المقال. 

أخطاء سوناك

يعدد المقال أخطاء سوناك، ومنها أنه دعا إلى الانتخابات في وقت مبكر جدًا، وكان ينبغي أن يحضر احتفالات يوم النصر حتى آخرها، كما أن الخدمات العامة في البلاد في حالة فوضى. 

ورغم الأغلبية التي اكتسحها حزب العمال في البرلمان، فإن الرسالة الحقيقية لانتخابات 2024 لم تكن “يحيا حزب العمال”، بل “أي شيء سوى المحافظين”.

أما عن دور ريشي سوناك خلال الفترة المقبلة، يرى المقال أنه هو المحافظ الوحيد الذي يمتلك القدرة على توجيه حزبه خلال الأشهر المقبلة.كما كان حزب الإصلاح بقيادة نايجل فاراج مسؤولًا عن خسارة العشرات من نواب المحافظين.

أجندة جديدة

سيكون لـ فاراج صوت عالٍ وقدرة على جذب الانتباه، فقد أثبت كيف يمكن للكاريزما الشعبوية أن تغوي المحافظين البارزين، مثل لي أندرسون وآن ويديكومب ومئات الآلاف من أعضاء الحزب.

ومن أجل المحافظين على سوناك إعادة الترويج خلال الفترة القادمة لأجندة مختلفة، يمكن البناء أو التعويل عليها. ولا تحتل الهجرة مكانة عالية في استطلاعات قضايا الناخبين.  

وفق المقال، فإن المهمة الأكثر أهمية لسوناك تكمن في أن يضمن، بكل الوسائل الممكنة، أن يعود اختيار القيادة للمحافظين إلى نواب الحزب، مهما كانوا قليلين، بدلاً من أعضاه. مع ذلك ينصح المقال بضرورة إيجاد وسائل لكي يكون للحزب رأيه.

ماذا بعد؟

يستدرك بأن بريطانيا ديمقراطية برلمانية، وليست رئاسية، ويجب أن يجري الاعتماد على النواب لاختيار من يريدون رؤيته في داونينج ستريت.

ولن تكون مواجهة ستارمر في الأشهر المقبلة صعبة، وينتظره مشكلات معقدة، مثل مستويات التضخم ومعدلات النمو وأسعار الفائدة والعجز.

يجب أن يمهد هذا الطريق لقائد محافظ مصمم على تجديد الحزب لعصر جديد، لهذا السبب يجب أن يعمل المحافظون على إرساء قواعد جديدة لقيادة الحزب، وإيجاد قائد قادر على توحيده وليس تقسيمه. 

ربما يعجبك أيضا