ماذا تحمل أجندة السياسة الخارجية لأردوغان خلال ولايته الثالثة؟

إسراء عبدالمطلب
تركيا - أردوغان

تركيز أنقرة قد يتحول الآن إلى أن تكون راسخة في الشرق.


مدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، حكمه إلى عقد ثالث، لكن تنتظره العديد من قضايا السياسة الخارجية الملحة.

وتتطلب رغبة أردوغان في بناء إرث تاريخي، بعد فوزه في جولة الإعادة يوم أمس الأحد 28 مايو 2023، الحفاظ على فكرة “تركيا القوية” في السياسة الخارجية ورعايتها.

أردوغان تركيا

أردوغان تركيا

الملف السوري على أجندة أردوغان

حسب صحيفة ذا مونيتور الأمريكية، يعدّ التطبيع مع سوريا الملف الأصعب أمام الرئيس التركي، خصوصًا أن عودة اللاجئين السوريين، سواء قسراً أو طوعاً، كانت من أهم القضايا في مسار الحملة الانتخابية لأردوغان، ولا يعتمد الأمر على المصالحة فقط مع دمشق، بل أيضًا على توفير أماكن المعيشة للعائدين.

اقرأ أيضًا| رئيس وزراء بريطانيا يهنئ أردوغان بالفوز في الانتخابات

وأشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن لاتفاق تركي سوري وحده أن يمهد الطريق لإعادة الإعمار، ويجب التغلب على اعتراضات الولايات المتحدة وأوروبا ضد التعامل مع حكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، من أجل 

شرط سوري مسبق لعودة العلاقات

في وقت سابق من هذا الشهر، اتفقت تركيا وسوريا على مواصلة الحوار نحو التطبيع، في اجتماع رباعي بموسكو، شاركت فيه روسيا وإيران، لكن دمشق اشترطت انسحاب القوات التركية من أراضيها، خصوصًا في السمال السوري، كشرط مسبّق لأي لقاء بين قادة البلدين.

ومن غير المرجح أن يرضخ أردوغان لحل الجيش الوطني السوري، وهو مظلة لجماعات المعارضة المدعومة من تركيا، أو تغيير الوضع الراهن في إدلب، حيث تسيطر جماعة تحرير الشام الجهادية، حتى يحصل على ما يريد على طاولة المفاوضات.

مصدر إزعاج للعلاقات مع واشنطن

بينما لا يزال لدعم قوات سوريا الديمقراطية، التي يقودها الأكراد، مصدر إزعاج للعلاقات التركية الأمريكية، يتعين على أنقرة الآن أن تأخذ عاملًا مهمًا آخر في الحسبان، وهو اتجاه العالم العربي لإعادة بناء العلاقات مع دمشق، والسعي لإنهاء الوجود العسكري التركي، وكبح نفوذ إيران في سوريا.

ونددت جامعة الدول العربية ضمنيًّا بتدخلات تركيا وإيران في سوريا، خلال البيان المشترك للقمة العربية الصادر في 19 مايو الحالي، رافضة “التدخلات الأجنبية ودعم الجماعات المسلحة والميليشيات في الدول العربية”.

تركيا - أردوغان

تركيا – أردوغان

 كيف بنى أردوغان ائتلافه الانتخابي؟

يرى بعض المراقبين أن أردوغان سيسعى إلى تصوير نفسه على أنه زعيم وطني فوق الحزب، على غرار مؤسس الدولة التركية، مصطفى كمال أتاتورك، وبنى أردوغان ائتلافه الانتخابي حول التعهد بمكافحة الإرهاب بحزم، ويعتمد على شركائه الوطنيين لقيادة الأغلبية في البرلمان.

واستندت الاستراتيجيات، التي اتبعها أردوغان لتوطيد تحالفه الانتخابي، إلى سردية “تركيا القوية“، التي حاربت الإرهاب على نطاق واسع، وطورت صناعتها العسكرية، بما في ذلك الطائرات المسلحة من دون طيار.

اقرأ أيضًا| إنفوجراف| اقتصاد تركيا يواصل الانتعاش بوتيرة أبطأ خلال 2023

خطة «ممر زانجيزور»

رجح التقرير ألا تزول التوترات مع اليونان حليفة الناتو والقبارصة اليونانيين، بالنظر إلى الأهمية، التي يوليها أردوغان لموارد الطاقة في شرق البحر المتوسط.

وخلال ولاية أردوغان الثالثة كرئيس، يمكن أن يكرس جهدًا أقوى لتحقيق خطة ممر زانجيزور، وهو طريق نقل يربط الأراضي الأذربيجانية عبر أرمينيا، ويزود تركيا بوصلة مباشرة إلى أذربيجان، في محاولة لترسيخ النفوذ التركي في المنطقة.

انضمام تركيا إلى منظمة شنجهاي للتعاون

أما بالنسبة للصين، تراجع أردوغان إلى حد كبير عن انتقاد معاملة بكين لمجتمع الأويغور، ما أثار احتمال انضمام البلاد إلى منظمة شنغهاي للتعاون بقيادة روسيا والصين.

وقال نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، ماثيو بريزا، إن دور تركيا في الجسر بين الغرب والشرق سيستمر، لكن تركيز أنقرة قد يتحول الآن إلى “أن تكون راسخة في الشرق، وفي نفس الوقت مستعدة للاحتفاظ بعلاقتها بالغرب على مسافة ذراع”.

ربما يعجبك أيضا