ماذا تعني المساعدات الأمريكية الجديدة بالنسبة لأوكرانيا وروسيا؟

ما هو موقف بوتين من حزمة المساعدات الأمريكية للقوات الأوكرانية وكيف سيواجه نقاط ضعفه؟

بسام عباس
جنود أوكرانيون يطلقون النار على مواقع روسية بالقرب من أفدييفكا في منطقة دونيتسك

كان لا بد أن تكون التقييمات الاستخباراتية قاسية لإقناع مايك جونسون بالمخاطرة بمنصبه كرئيس لمجلس النواب الأمريكي، والدفع بمشروع قانون يوفر الدعم الأساسي لأوكرانيا.

وأدى النقص المزمن في الذخيرة والدفاعات الجوية إلى تقدم روسي محدود، من المحتمل أن يصبح كبيرًا، وتعرضت المدن الأوكرانية للقصف، وكان الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، يحذر من أن بلاده قد تخسر الحرب.

تخفيف حدة النقص

أوضحت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية، أنه بمجرد توقيع الرئيس “جو بايدن” على مشروع القانون ليصبح قانونًا، بدأ الجيش الأمريكي في إرسال المواد التي تشتد الحاجة إليها إلى الخطوط الأمامية، والهدف هو ترك أقل وقت ممكن لروسيا لتحقيق أقصى استفادة من تفوقها الحالي قبل أن تبدأ في مواجهة المزيد من المقاومة.

وأضافت أن من الضروري تخفيف حدة النقص الشديد في القوة البشرية، حيث لا يواجه المجندون الجدد احتمال إرسالهم للقتال بذخيرة غير كافية، وبات من الممكن الآن إطلاق المخزونات الحالية في أوكرانيا، فلم تعد القوات في حاجة إلى تخزينها بسبب المخاوف، وإعطاء قوة دافعة للدول الأوروبية لزيادة تبرعاتها للحرب.

 امتصاص الضربات

أوضح الكاتب لورانس فريدمان، في مقال له نشرته الصحيفة السبت 27 أبريل 2024، أن هذا سيؤدي إلى إبطاء الهجوم الروسي الحالي، وحتى عندما عُقدت الآمال على وصول المساعدات الأمريكية في وقت مبكر من العام، كان من المتوقع أن يكون عام 2024 هو الفترة التي تحتفظ فيها أوكرانيا بأراضيها أكثر من تحرير تلك المحتلة.

وأضاف أن القوات الأوكرانية ستتمكن من امتصاص أي ضربات يمكن أن توجهها إليها القوات الروسية، مع سعيها لحل مشاكل القوة البشرية وضمان صمود خطوطها، حيث أمضى القادة العسكريون معظم هذا العام في حل مشكلة كيفية تعبئة المزيد من الرجال، لافتًا إلى أن المجندين يعانون بالفعل من الاستنزاف والإرهاق، وبناء التحصينات لصد الهجمات الروسية المتوقعة.

وأشار إلى أن الأمر سيستغرق بعض الوقت للتعافي من الأشهر الأولى الصعبة من هذا العام، ثم المزيد من الوقت قبل أن تبدأ أوكرانيا في الاستفادة بشكل كامل من الإمدادات الجديدة من المعدات ومن زيادة إنتاج أوروبا والولايات المتحدة من قذائف المدفعية.

أوكرانيا وزمام المبادرة

قال الكاتب إن القوات المسلحة الأوكرانية لا ترغب في التنازل عن زمام المبادرة بشكل كامل، وتريد من الروس أن يبدؤوا في القلق بشأن مواقفهم بدلًا من التركيز على أفضل السبل لمهاجمة تلك القوات في أوكرانيا، وسيستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن تصبح لدى أوكرانيا القوة الكافية للبدء في تحرير مساحات كبيرة من أراضيها.

وأوضح أن أوكرانيا لن تكون قادرة على استخدام صواريخ (ATACMS) طويلة المدى، أو صواريخ كروز (Storm Shadow) الإضافية التي وعد بها سوناك في وارسو هذا الأسبوع، لمهاجمة أهداف في روسيا، ومع ذلك، هناك العديد من الأهداف العسكرية المتاحة في الأراضي الأوكرانية المحتلة، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.

نقاط الضعف الروسية

أوضح الكاتب أنه لا يوجد طرق سهلة لإرغام روسيا على الركوع، لافتًا إلى احتمالية انكشاف نقاط الضعف الروسية، إذ من الصعب على “فلاديمير بوتن” أن يرى كيف يستطيع إنهاء الحرب في وقت مبكر، وهو ما كان يأمله قبل تصويت الكونجرس، وربما كان يأمل أن تؤدي خسارة مدينة كبيرة مثل خاركيف إلى دفع أوكرانيا إلى دوامة من الانحدار.

وأضاف أن بوتين استعد لاحتمال أن هذه الحرب لا نهاية لها، متسائلًا عن حجم الخسائر الروسية الأخيرة مقابل مكاسب محدودة، والإحراج الناجم عن عدم قدرته على وقف الهجمات الأوكرانية على الأراضي الروسية، ما يعني أنه لا يزال يفتقر إلى طريق واضح لتحقيق النصر.

ربما يعجبك أيضا