ماذا لو انفجرت قنبلة ذرية في قلب أوكرانيا؟

العد التنازلي للكابوس.. ماذا لو ضربت روسيا نوويًا؟

أحمد عبد الحفيظ
انفجار نووي

تعد احتمالية استخدام السلاح النووي في النزاع الدائر بين روسيا وأوكرانيا من أكثر السيناريوهات إثارة للقلق في السياسة الدولية.

فإذا قررت روسيا استخدام قنبلة ذرية ضد أوكرانيا كما هدد مسؤولون في روسيا وفق تقارير صحفية أذاعتها وسائل إعلام محلية، اليومين الماضيين، فإن التداعيات لن تكون محصورة فقط في البلدين المتنازعين، بل ستكون لها آثار كارثية على الصعيد الإقليمي والدولي، مهددةً السلام العالمي والنظام الدولي برمته.

تداعيات مباشرة على أوكرانيا

إذا أقدمت روسيا على ضرب أوكرانيا بقنبلة ذرية، فإن أولى التداعيات ستكون إنسانية واقتصادية في الدرجة الأولى. ستتعرض المدن الأوكرانية المستهدفة لدمار هائل، حيث ستتسبب القنبلة الذرية في مقتل مئات الآلاف من المدنيين على الفور، فضلاً عن الإصابات البالغة والحروق الناجمة عن الانفجار النووي والإشعاعات النووية التي ستنتشر في المنطقة.

سيؤدي ذلك إلى انهيار النظام الصحي الأوكراني بسبب حجم الكارثة، وستغرق المستشفيات في فوضى هائلة، مع تزايد حالات السرطان والتشوهات الوراثية بين الأجيال القادمة.

من الناحية الاقتصادية، ستكون الأضرار هائلة؛ ستنهار البنية التحتية الأوكرانية، وستتعرض القطاعات الحيوية مثل الطاقة والصناعة لخسائر لا تقدر بثمن، ما سيعطل الحياة اليومية بشكل كامل ويدفع البلاد إلى هاوية الانهيار الاقتصادي.، كما ستواجه أوكرانيا أزمة إنسانية ضخمة، حيث سيصبح الملايين من مواطنيها لاجئين باحثين عن ملاذ آمن داخل وخارج البلاد.

نوع القنبلة المتوقعة

إذا قررت روسيا استخدام قنبلة ذرية ضد أوكرانيا، فمن المرجح أن تكون من نوع القنابل التكتيكية النووية، وهي قنابل صغيرة الحجم نسبيًا مقارنة بالقنابل الاستراتيجية، ومصممة للاستخدام في ساحات المعارك ولأهداف محددة.
عادةً ما تكون القنابل التكتيكية ذات قدرة تفجيرية تتراوح بين كيلوتون واحد إلى عدة عشرات من الكيلوتونات (للمقارنة، القنبلة التي دمرت هيروشيما كانت بقوة 15 كيلوتونًا).
اختيار قنبلة تكتيكية قد يكون بهدف إحداث تأثير عسكري مباشر في منطقة محدودة دون التسبب في دمار شامل على نطاق واسع، في محاولة للضغط على أوكرانيا والغرب لإجبارهم على التفاوض.

التداعيات الإقليمية والدولية

استخدام السلاح النووي في أوكرانيا لن يقتصر على تأثيره المحلي، بل سيؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية والدولية بشكل خطير. ستشعر الدول الأوروبية المجاورة، وخاصة تلك التي تشارك في حلف الناتو، بقلق بالغ من التصعيد النووي الروسي.
قد تدفع هذه الخطوة الأطراف المعنية إلى تعزيز استعداداتها العسكرية، وربما يؤدي إلى رد عسكري مباشر أو غير مباشر من قبل الناتو، مما سيزيد من احتمالية اندلاع حرب نووية أوسع نطاقًا.

من الناحية الدبلوماسية، ستتعرض روسيا لعزلة دولية غير مسبوقة، حيث ستواجه موجة من الإدانات والعقوبات الشديدة من الدول الغربية وحلفائها، ومن المحتمل أن تفرض الأمم المتحدة والمجتمع الدولي عقوبات إضافية على روسيا، مما سيزيد من الضغط الاقتصادي والسياسي عليها، وربما يؤدي إلى انهيار اقتصادها المحلي.

الأثر البيئي والإشعاعي

التبعات البيئية لاستخدام قنبلة ذرية ستكون مدمرة، ستطلق القنبلة الذرية كميات هائلة من الإشعاعات النووية في الجو، ما سيؤدي إلى تلوث هوائي ومائي قد يمتد لعقود. المناطق المحيطة بموقع الانفجار ستصبح غير صالحة للسكن لفترات طويلة بسبب التلوث الإشعاعي. سيتعرض النظام البيئي في أوكرانيا والدول المجاورة لمخاطر بيئية جسيمة، بما في ذلك تلوث التربة والمياه، مما سيؤثر على الزراعة والحياة البرية.

ردود الفعل العالمية وعواقبها

من المتوقع أن تكون ردود الفعل العالمية سريعة وقوية، ستدعو الدول الكبرى، مثل الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي، إلى عقد اجتماعات طارئة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لمناقشة الرد المناسب. من المحتمل أن تضغط القوى العظمى باتجاه تنفيذ إجراءات عسكرية، أو حتى دعم تسليح أوكرانيا بأسلحة متقدمة للدفاع عن نفسها.

من جهة أخرى، قد تلجأ بعض الدول إلى تعزيز ترساناتها النووية كإجراء وقائي، مما يؤدي إلى سباق تسلح نووي جديد يشكل تهديدًا أكبر للأمن العالمي. وسيزيد من صعوبة تحقيق أي جهود مستقبلية للحد من التسلح النووي أو نزع السلاح.

ربما يعجبك أيضا