ماذا نعرف عن المقاتلة التركية «قآن» المُدشنة حديثًا؟

تركيا تدشن طائرتها الحربية.. الأبعاد والمستقبل

محمد النحاس

بإمكان المقاتلة أداء مهام قتالية جو - جو، وشن ضربات دقيقة من فتحات الأسلحة الداخلية بسرعة تجاوز سرعة الصوت. وتأمل الشركة التركية لصناعات الفضاء المملوكة للدولة في تطوير قآن، بحلول عام 2030، وإضافة قدرات التخفي عن الرادرات


نفذت الطائرة المقاتلة التركية “قآن” محلية الصنع، أولى رحلاتها الجويّة بنجاح اليوم الأربعاء الموافق 21 فبراير 2024.

وبعد نجاح أول عملية إقلاع جوية للمُقاتلة الجديدة، قالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، إن تركيا أصبحت بين 5 دول في العالم تصنّع طائرات من الجيل الخامس، ويأتي مع تزايد اهتمام الأتراك بتطوير صناعات الدفاع، والانخراط في تصدير الأسلحة التي تطورها.

مرحلة مهمة

تعليقًا على إتمام مهمة إقلاع الطائرة المقاتلة قآن، وعودتها بسلام إلى قاعدتها، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة ألقاها أمام تجمع جماهيري بولاية أفيون قره حصار، إن بلاده أنجزت “مرحلة مهمة للغاية” في طريق إنتاج مقاتلات الجيل الخامس.

وأردف الرئيس التركي: “عشنا اليوم أحد أيام فخر الصناعات الدفاعية التركية بنجاح أول تحليق لطائرتنا القتالية الوطنية قآن”، يأتي ذلك مع تزايد الاهتمام التركي بالصناعات الدفاعية، إذ تنتج تركيا 70 % من سلاحها، كما أنها رابع أكبر مصدّر دفاعي في العالم.

وأجرت المقاتلة عرضًا جويًا خلال فعالية “قرن المستقبل”، التي جرت بمشاركة أردوغان للتعريف بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية.

ماذا نعرف عن المقاتلة التركية؟

وبالعودة إلى “قآن”، بإمكان المقاتلة أداء مهام قتالية جو – جو، وشن ضربات دقيقة من فتحات الأسلحة الداخلية بسرعة تجاوز سرعة الصوت، وتأمل الشركة التركية لصناعات الفضاء المملوكة للدولة في تطوير “قآن” بحلول 2030، وإضافة قدرات التخفي عن الرادارات، وتستخدم المقاتلة محركات أمريكية الصنع، لكنها تسعى لتغيير ذلك بداية من 2028.

وقالت دائرة الاتصال في الرئاسة التركيّة “ستكون بلادنا من الدول الـ5 في العالم التي يمكنها إنتاج طائرات الجيل الخامس، وذلك عبر قآن التي ستساهم في تعزيز القدرة العملياتية لقواتنا الجوية، وتلبية احتياجاتها العسكرية الاستراتيجية”، ولدى المقاتلة القدرة على العمل المشترك مع المركبات الجوية المسيّرة ومنصات مثل التحذير الجوي والتحكم.

من جانبه، ذكر رئيس وكالة الصناعات الدفاعية التركية، خلوق جورجون، في منشور له على موقع إكس (تويتر سابقًا)، إنه “مع قآن لن تتمتع بلادنا بطائرة مقاتلة من الجيل الخامس فحسب، بل أيضًا بتقنيات غير متوفرة إلا في دول قليلة بالعالم”.

تفاصيل التشغيل

من المقرر، تشغيل المقاتلة الجديدة في البداية بمحركين من إنتاج شركة “جنرال إلكتريك” من طراز “إف-110″، وهما مستخدمان أيضًا في مقاتلات الجيل الرابع من طراز “إف-16” الأمريكية التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، وتسعى أنقرة لإنتاج محركات محلية الصنع من أجل المقاتلة قآن، ومن المُرجح أن يبدأ ذلك بحلول 2028.

يُذكر أن تركيا كانت قد أطلقت عام 2016 مشروع “تي إف إكس” لإنتاج طائرات مقاتلة محلية الصنع، وبحلول 2017، أبرمت الشركة التركية لصناعات الفضاء صفقة مع شركة “بي إيه إي سيستمز” البريطانية بقيمة 125 مليون دولار لإنتاج طائرات مقاتلة من الجيل الجديد.

وفي عام 2019، كثفت تركيا جهودها لتطوير الطائرات المقاتلة منذ طردها من برنامج الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس بقيادة الولايات المتحدة في عام  بعد حصولها على أنظمة الدفاع الصاروخي الروسية، ومن شأن المقاتلة الجديدة أن تعطي دفعة إضافية للصادرات التركية في مجال الدفاع.

تصدير لدول آسيوية

تضع تركيا، نصب عينيها السوق الآسيوية الواعدة، كهدف للتصدير، وقد باعت الشركة التركية لصناعات الفضاء بالفعل مسيرّات إلى ماليزيا وإندونيسيا وكازاخستان، بالإضافة إلى طائرات هليكوبتر هجومية إلى الفلبين، وافتتحت مكاتب في آسيا لتوظيف مهندسين محليين للتعاون في مشاريع دفاعية، وفي السابق قدمت تركيا دعوات مفتوحة لدول آسيوية مثل باكستان وماليزيا وإندونيسيا وأذربيجان وقطر للانضمام إلى مشاريعها الرئيسة لتطوير صناعات الدفاع، بما في ذلك “قآن”.

مطلع العام الماضي، دشن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مؤخرًا رؤية القرن الثاني للجمهورية، ومن ضمن أبرز المحاور فيها الصناعات الدفاعية والعسكرية، وتجاوز إجمالي صادرات قطاع صناعة الدفاع والطيران في الأشهر الأحد عشر الأولى من عام 2023، 4.8 مليار دولار، وشهد القطاع نموًا بنسبة 30 بالمئة مقارنة بـ2022.

وفي حين وضعت أنقرة هدفًا لبلوغ حجم الصادرات العسكرية في 2023 إلى 6 مليارات دولار، فإنها حافظت على مكاسبها لكنها لم تصل إلى الرقم المرجو، إذ بلغت الصادرات العسكرية في عام 2023 إجمالًا 5.545 مليار دولار، مقتربةً بذلك من الهدف المحدد سلفًا.

ربما يعجبك أيضا