ماذا وراء أنباء استنفار «حزب الله» على حدود لبنان مع إسرائيل؟

ضياء غنيم
عناصر ميليشيا «حزب الله»

مع بروز معطيات جديدة، يسعى الوسيط الأمريكي آموس هوكشتاين لإيجاد "حل وسط يمنع الانفجار" بخصوص ترسيم الحدود البحرية بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلي، حسب صحيفة مقربة من «حزب الله».


يزداد التوتر على الحدود الجنوبية بلبنان مع استنفار “حزب الله” الشيعي المسلح، ووقف إجازات عناصره، بالتزامن مع تجديد ولاية بعثة “اليونيفيل” الأممية لحفظ السلام.

وتحدثت وسائل إعلام لبنانية وشخصيات قريبة من “حزب الله” عن حالة الاستنفار على الحدود الجنوبية، واستدعاء العناصر المساندة، استعدادًا لمواجهة محتملة مع إسرائيل، حال استخراجها الغاز من حقل “كاريش” دون اتفاق على ترسيم الحدود البحرية بعد 15 سبتمبر 2022.

استنفار عناصر «حزب الله»

قال الإعلامي والمراسل الحربي المقرب من «حزب الله» حسين مرتضى، في تصريحات لبرنامج “سبوت شوت” أمس الخميس 1 سبتمبر 2022، إن لديه معلومات عن “حالة استنفار وتعبئة كاملة في صفوف الحزب والعناصر المساندة له، استعدادًا للحرب”.

وذكر  المراسل الحربي أن “حزب الله لن يبدأ الحرب، لكنه مستعد لتثبيت المعادلة القائمة بمنع استخراج الغاز من حقل كاريش قبل الوصول إلى اتفاق بشأن ترسيم الحدود البحرية”، منوهًا بتأخر وصول المبعوث الأمريكي، آموس هوكشتاين، نتيجة “مماطلة الجانب الإسرائيلي”.

الإدارة الأمريكية: ترسيم الحدود أولوية

أوضح محللون لبنانيون أن تصريحات “حزب الله” وتسريباته المتعمدة لوسائل الإعلام عن مناوراته ورفع جاهزية عناصره على مدار شهر أغسطس المنقضي، ترتبط بملفات أخرى على الصعيد الداخلي، بالنظر إلى مخاوف الفراغ الرئاسي وتعليق ملف تشكيل الحكومة، بجانب ملفات إقليمية تتصل بإيران، على غرار التطورات في الساحة العراقية.

لكن التسريبات لم تخفِ في الوقت ذاته ارتفاع منسوب التوتر  على الحدود، وتأهب الجانب الإسرائيلي لاحتمالات التصعيد مع حزب الله، بعدما كشفت تقارير عن إنشاء 22 برج مراقبة إضافية على خط الحدود، في وقت أعربت فيه الإدارة الأمريكية عن أولوية حل ملف الترسيم لواشنطن، التي قد يزور مبعوثها للطاقة، هوكشتاين، لبنان في 7 سبتمبر.

تأجيل الاتفاق

فيما يتأرجح موقف المسؤولين اللبنانيين بين التفاؤل والتشاؤم، برزت معطيات جديدة على خط التفاوض خاصة بعد المكالمة الهاتفية المطولة التي جرت بين هوكشتاين ونائب رئيس مجلس النواب اللبناني، إلياس بوصعب، في 22 أغسطس 2022، والتي نقل خلالها الأول موقف دولة الاحتلال من العرض اللبناني السابق، وعرضها الجديد لبيروت، حسب صحيفة “الديار” اللبنانية.

وتتمثل المعطيات الجديدة لدى الجانب الإسرائيلي في أن استخراج الغاز من حقل كاريش لن يبدأ قبل نهاية شهر سبتمبر الحالي، ما يعطي مهلة أطول للتفاوض ولمساعي حكومة رئيس الوزراء، يائير لابيد، لتأجيل توقيع اتفاقية الترسيم، في حال توصل إليها الجانبان لحين تشكيل حكومة إسرائيلية جديدة، بعد انتخابات الكنيست مطلع نوفمبر المقبل.

معضلة التفاوض

يتواصل هوكشتاين مع شركة “إنرجيان باور” اليونانية العاملة في حقل كاريش، وشركة “توتال” الفرنسية التي تمتلك حقوق التنقيب في لبنان لإيجاد “حل وسط يمنع الانفجار” ويسمح ببدء أعمال استخراج الغاز في لبنان وإسرائيل بالتزامن، وفق ما نقله موقع “النشرة” اللبناني المحلي عن صحيفة “الأخبار” المقربة من “حزب الله”.

وفي مقابل تفاؤل يسود الصحف الإسرائيلية بقرب الوصول إلى اتفاق خلال أسابيع، يظل الخلاف الرئيس حول حقل “قانا” مستمرًّا، ويطالب المسؤولون اللبنانيون بالحقل كاملًا، ويعارضون اقتسام المنافع الاقتصادية مع إسرائيل، أو أي تعاون معها في استخراج الثروات النفطية.

ربما يعجبك أيضا