ماذا يحمل وزير الخارجية الإيراني في جعبته خلال زيارته إلى بغداد؟

يوسف بنده

رؤية

يعتزم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارة العاصمة بغداد بحسب ما افاد مصدر في مكتب رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.

وحسب وكالة “الفرات نيوز”، أفاد مصدر مطلع، الخميس، بأن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف سيزور بغداد السبت المقبل.

وقال المصدر، إن ظريف سيبحث مع عدد من المسؤولين العراقيين تطورات الأوضاع في البلدين والمنطقة.

وتأتي أنباء الزيارة المرتقبة في ظل صراع ملتهب بين الجمهورية الإسلامية في إيران والولايات المتحدة الأمريكية في وقت يدخل فيه العراق على الخط كوسيط لفك النزاع بين الطرفين.

وفد عراقي

يوم الثلاثاء الماضي، كشف رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، عن عزم حكومته إرسال وفود إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين.

وقال عبد المهدي في مؤتمره الصحفي الأسبوعي: “نتجه إلى دفع التهدئة بين واشنطن وطهران، ولا يوجد أي طرف عراقي يريد الدفع بالأمور باتجاه الحرب بينهما”.

وأضاف: “المسؤولون الأمريكيون والإيرانيون أكدوا لنا عدم رغبتهم بخوض حرب، ونحن بدورنا سنرسل وفدا إلى طهران وواشنطن لإنهاء التوتر بين الطرفين”.

وكانت إيران قد أعلنت أنها أبلغت جميع المسؤولين الأجانب الذين زاروها سرا وعلانية، بأنها لن تدخل في أي مفاوضات مع واشنطن.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الإيراني كيوان خسروي: “لقد ازدادت زيارات المسؤولين من دول مختلفة إلى إيران، وبينهم ممثلون عن الولايات المتحدة بشكل رئيسي… بعض هذه الزيارات علنية وبعضها سرية”.

وتابع: “قلنا بصراحة إننا سنواصل هذا الطريق، ولن تكون هناك مفاوضات مع واشنطن طالما لم تغير سلوكها وتؤمن حقوق إيران”.

النأي بالعراق

تنتهج حكومة عادل عبد المهدي سياسة معلنة وواضحة ترى ضرورة إبعاد العراق عن دائرة التوترات الأمريكية الإيرانية التي تمثل الساحة العراقية، أكثر من غيرها، ساحة لتصفية الحسابات بينهما، سواء مباشرة أو عن طريق حلفاء محليين للدولتين.

وتسعى حكومة بغداد إلى التوفيق بين علاقاتها مع الولايات المتحدة وإيران بنوع من التوازن وعدم الانحياز إلى أي منهما مداراة لمصالحها العليا بتجنيب العراق الدخول في صراعات الدول الأخرى بالوكالة.

ويرفض رئيس الوزراء العراقي دخول العراق في سياسة المحاور إلى جانب دولة ضد دولة أخرى مع حرص بلاده على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول بما يخدم مصالح العراق ومصالح الدول الأخرى في المنطقة والعالم. وانطلاقا من هذه التوجهات جاء عرضه بالتوسط بين واشنطن وطهران.

إلا أن توجهات الحكومة المركزية تصطدم بواقع وجود جهات متنفذة في مراكز القرار ومؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية والتشريعية تصطف إلى جانب السياسات الإيرانية ضد الولايات المتحدة في العراق والمنطقة.

وهناك تصريح غريب من السفير الأمريكي الجديد في العراق بأن العراق سيكون حطبا للمواجهة بين واشنطن وطهران، باعتبار أن العراق سيكون الضحية لو تم الهجوم من العراق على إيران، ما يدل على أن أمريكا تريد جر العراق إلى آتون الحرب.

قوات أمريكية

وكان الموقع الإلكتروني الإخباري العبري “ديبكا”، قد نشر مساء الأربعاء، أن الجيش الأمريكي يزيد من قواته العسكرية في العراق، حيث ضاعفت واشنطن من قوات المارينز في قاعدتين عسكريتين في العراق.

وادعى الموقع الإلكتروني الإسرائيلي أن القوات الأمريكية ستنقل من الأردن إلى قاعدتين عسكريتين في العراق، وهما قاعدة عين الأسد الجوية في مدينة الأنبار، غرب العراق، التي لا تبتعد قليلا عن الحدود العراقية السورية.

أما القاعدة الأمريكية الثانية التي ستنقل إليها قوات المارينز الأمريكية هي قاعدة الحبانية، القريبة من العاصمة العراقية، بغداد. مضيفا أن القوات الأمريكية ستصل بالفعل إلى حوالي 10 آلاف مقاتل في القاعدتين العسكريتين بالعراق.

وفي السياق نفسه، زعم موقع إلكتروني إسرائيلي أن الولايات المتحدة الأمريكية تعزز من قواتها العسكرية في منطقة الشرق الأوسط.

وادعى الموقع الإلكتروني الإخباري “نتسيف نت”، مساء الثلاثاء، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعزز قواتها العسكرية المتواجدة في العراق بقوات أمريكية قادمة من الأردن.

وأوضح الموقع الإخباري العبري أن واشنطن أرسلت أكثر من 60 آلية عسكرية أمريكية من الأردن إلى العراق، في طريقها تحديدا إلى مدينة الأنبار العراقية، والتي تتواجد بها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية على أرض العراق.

وذكر الموقع العبري أن قاعدة الأسد الجوية بغرب العراق ستستضيف هذه القوات الأمريكية الجديدة، بهدف تقوية وتعزيز القوات الأمريكية ككل، لمواجهة أي استفزازات إيرانية، وذلك على هامش المناوشات الكلامية بين الجانبين، الأمريكي والإيراني.

وكانت واشنطن سحبت، هذا الأسبوع، بعض موظفيها الدبلوماسيين من سفارتها ببغداد، في أعقاب هجمات في مطلع الأسبوع على أربع ناقلات نفطية في الخليج.

ذراع إيران في العراق

تساند إيران فصائل مسلحة في العراق وسوريا وأفغانستان، حيث تتمركز قوات أمريكية أيضا، وكذلك في لبنان واليمن الواقعين قرب إسرائيل والسعودية، أوثق حليفتين لواشنطن في المنطقة.

واكتسبت الجماعات الشيعية التي تساندها إيران قوة في الفوضى التي أعقبت الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، وجرى دمجها العام الماضي في قوات الأمن مما يبرز دورها الواسع النطاق رغم الوجود الأمريكي.

وأقوى تلك الجماعات، التي دربتها طهران وجهزتها ومولتها، هي عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله وحركة حزب الله النجباء ومنظمة بدر.

وتقول الولايات المتحدة إن إيران وراء مقتل ما لا يقل عن 603 من أفراد القوات المسلحة الأمريكية منذ 2003.

ولا يزال نحو 5200 جندي أمريكي في العراق، ويتمركزون في أربع قواعد رئيسية وكذلك في مطار بغداد ومقر التحالف في المنطقة الخضراء. وكانت واشنطن أمرت الأسبوع الماضي بإخلاء جزئي لسفارتها.

ولدى الجماعات المسلحة مواقع قريبة للغاية من مناطق تمركز القوات الأمريكية ولديها قدرات هائلة في مجال الصواريخ والطائرات المسيرة.

ربما يعجبك أيضا