ماذا يعني السيطرة على باخموت لروسيا وأوكرانيا؟

شروق صبري
معركة باخموت

زعمت موسكو أنها سيطرت بالكامل على مدينة باخموت، لكن كييف تقول إن القوات الروسية في المدينة محاصرة من 3 جهات.


تزعم روسيا أنها سيطرت على مدينة باخموت في شرق أوكرانيا بالكامل، وهنأ الرئيس فلاديمير بوتين قواته ومجموعة فاجنر على “تحرير” المدينة.

لكن الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، على الرغم من إقراره بوجود القوات الروسية في باخموت، فإنه قال إن المدينة “ليست محتلة”، مشددًا على أن القوات الأوكرانية لا تزال تسيطر على جزء منها.

نكسة لأوكرانيا

رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن السيطرة على باخموت بمثابة نجاح رمزي لموسكو، وسيكون بمثابة نكسة لكييف، التي أنفقت ذخيرة ثمينة وأرسلت بعضًا من أقوى قواتها لمحاولة إحباط هجوم روسيا المدمر، الذي دام شهورًا، على المدينة. ويُعتقد أن آلاف الجنود من الجانبين قتلوا في قتال عنيف، منذ ما يقرب من عام هناك.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فإن المدينة الآن في حالة خراب، والسيطرة عليها لن يساعد بالضرورة موسكو في تحقيق هدفها المعلن الأكبر، وهو السيطرة على منطقة دونباس الشرقية بأكملها، خاصة بعد أن أجهد الجيش الأوكراني القوات الروسية واخترق دفاعاتها في بعض المناطق شمال وجنوب المدينة.

ماذا يعني خسارة أوكرانيا لباخموت؟

بينما يبدو الوضع في باخموت نفسه قاتمًا بالنسبة لأوكرانيا، تقول كييف إن وجود مقاتليها لعب دورًا رئيسًا في استراتيجيتهم لإرهاق الجيش الروسي، قبل الهجوم المضاد المخطط له.

وقال قائد القوات البرية الأوكرانية، العقيد الجنرال أولكسندر سيرسكي، يوم الأحد، إن قواته تقترب من الاستيلاء على المدينة في تطويق تكتيكي. في حين قال نائب وزير الدفاع حنا ماليار، إن القوات الأوكرانية تتقدم “في الضواحي” و”حاصرت المدينة على نحو شبه كامل” حسب ما نشرت صحيفة الإندبندنت البريطانية.

وقال الرئيس الأوكراني، يوم الأحد، على هامش قمة مجموعة الـ7 في هيروشيما باليابان، إن المدينة “دمرت تمامًا”، ما يشير إلى أن هزيمة محتملة ستعتبرها كييف انتصارًا باهظ الثمن لروسيا.

فاجنر

فاجنر

مخاوف بين حلفاء أوكرانيا

من ناحية أخرى، فإن استيلاء روسيا على باخموت جاء في وقت من المتوقع أن تشن فيه أوكرانيا هجومًا مضادًا، ما قد يثير مخاوف بين حلفاء كييف.

وقد تؤدي خسارة المدينة إلى توجيه ضربة لمعنويات الجنود الأوكران، بعد شهور عديدة من القتال المرير. ومن غير المعروف بالضبط عدد القوات من كلا الجانبين، الذين لقوا حتفهم في الصراع، لكن موسكو وكييف زعمتا أن المئات قتلوا في يوم واحد.

ومن الناحية الاستراتيجية، قد يفتح الانتصار في باخموت طريقًا إلى الغرب حيث مدينة كراماتورسك، التي كان عدد سكانها قرابة 150 ألف نسمة قبل الحرب، ومع ذلك، شيدت أوكرانيا تحصينات شديدة في المناطق المحيطة بمدينة باخموت.

ما أهمية باخموت لروسيا؟

باتت مدينة باخموت مهمة لروسيا، لأنه من خلالها يمكن أن يحقق بوتين هدفه المتمثل في “تحرير دونباس”، ومن ناحية أخرى، فإن موسكو بحاجة إلى النصر، خاصة بعد التقدم الأول في الأشهر الأولى من الحرب واسعة النطاق، واستعاد هجوم مضاد أوكراني ناجح مساحات شاسعة من الأراضي في سلسلة من الهزائم للقوات الروسية، حسب وول ستريت جورنال الأمريكية.

وبعد أن فقد الجيش الروسي ماء وجهه، خاضت مجموعة فاجنر المسلحة القتال من أجل باخموت أواخر العام الماضي. وبالتالي بات يُنظر إلى انتصار روسيا على أنه انتصار لقائد المجموعة، يفجيني بريجوجين، وقد يرفع مكانته عند الكرملين.

باخموت

باخموت

دعم لموقف روسيا

في مارس 2023، قال زيلينسكي إن سقوط باخموت قد يسمح لروسيا بالحصول على دعم دولي لاتفاق قد يجبر أوكرانيا على تقديم تنازلات غير مقبولة.

ومنذ النصف الأخير من عام 2022، شنت روسيا عدة موجات من الضربات الصاروخية والطائرات المسيرة على مدن أوكرانية، لكنها لم تحقق أي مكاسب إقليمية كبيرة. وبالتالي قد يكون سقوط المدينة بمثابة دفعة معنوية هائلة لروسيا، التي هي في حاجة إلى تحقيق أول انتصار كبير لها منذ أكثر من 10 أشهر.

وهنأ بوتين كلاً من جيش فاجنر الخاص والقوات الروسية النظامية، في بيان، مشيرًا إلى أن القائد حريص على إغلاق ما كان فصلًا طاحنًا يستنزف الموارد، في محاولات روسيا للاستيلاء على منطقة دونباس.

ويدعي بريجوجين الانتصار في الاستيلاء على باخموت بعد أن راهن على المعركة، وجند 50 ألف جندي، معظمهم من المدانين، في القتال واشتبك مع كبار القادة العسكريين الروس بشأن دور فاجنر في الصراع. وهدد في عدة مناسبات بمغادرة باخموت، لكن غيّر رأيه بعد أن قال إنه حصل على وعود بأسلحة وذخائر إضافية من وزارة الدفاع الروسية.

اقرأ أيضًا| فاجنر تعلن السيطرة الكاملة وزيلينسكي ينفي.. ماذا حدث في باخموت؟
اقرأ أيضًا| قائد فاجنر: لم يبق في باخموت جنديًّا أوكرانيًّا واحدًا

ربما يعجبك أيضا