ماذا يعني انضمام فنلندا لحلف الناتو؟

شروق صبري
البرلمان التركي

صوت البرلمان التركي بالإجماع لصالح عضوية فنلندا في الناتو، ما ينهي العقبة الأخيرة في عملية انضمامها للتحالف.


ستصبح فنلندا العضو 31 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) بعد تصويت البرلمان التركي بالموافقة على طلب انضمامها.

وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» بأن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، وافق على طلب فنلندا في 17 مارس الحالي، مشيدًا بـ”الخطوات الملموسة” التي اتخذتها البلاد بشأن الأمن التركي.

رفع علم فنلندا في مقر الناتو

أشارت هيئة الإذاعة البريطانية إلى أن تركيا أخرت محاولة فنلندا للانضمام إلى التحالف لأشهر، زاعمة أنها تدعم “الإرهابيين”، لكنها في النهاية قبلت انضمامها على عكس السويد، التي تقدمت بطلب للانضمام إلى الناتو في نفس الوقت في مايو 2022، لكنها لا تزال محظورة من أنقرة بسبب ادعاءات مماثلة.

وحسب «بي بي سي»، ستعقد مراسم قبول فنلندا رسميًّا في الناتو في قمته، التي تعقد في يوليو المقبل في ليتوانيا، وقال الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج على تويتر: “أتطلع إلى رفع علم فنلندا في مقر الناتو في الأيام المقبلة. مضيفًا معًا نحن أقوى وأكثر أمانًا”.

اقرأ أيضًا| البرلمان التركي يوافق على انضمام فنلندا لحلف الناتو

البرلمان التركي يصّوت على طلب فنلندا الانضمام إلى الناتو

ردود فعل فنلندا

حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، قال الرئيس الفنلندي سولي نينيستو، في بيان بعد التصويت، إن بلاده مستعدة الآن للانضمام إلى الناتو، مضيفًا “ستكون فنلندا حليفًا قويًا وقادرًا وملتزمًا بأمن الحلف، ونتطلع إلى الترحيب بالسويد للانضمام إلينا في أقرب وقت ممكن.”

من جانبها، قالت الحكومة الفنلندية، في بيان عقب تصويت البرلمان التركي، إن الانضمام إلى التحالف سيعزز أمن البلاد، ويحسن الاستقرار والأمن في المنطقة. وكتبت رئيسة الوزراء سانا مارين على تويتر: “كحلفاء سنمنح ونتلقى الأمن، سندافع عن بعضنا البعض”، مضيفة أن فنلندا تقف مع السويد الآن، وفي المستقبل ستدعم طلبها.

العداء التركي السويدي

أشارت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية إلى أن العداء التركي تجاه السويد ارتكز أساسًا على دعم الجماعات الكردية، التي تصنفها أنقرة إرهابية، وعلى الحظر على الأسلحة، الذي فرضته السويد وفنلندا، إلى جانب دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، على تركيا بسبب استهدافها للميليشيات الكردية في سوريا.

ولفتت القناة الأمريكية إلى أن تركيا انضمت إلى الناتو في العام 1952 ، ولديها ثاني أكبر جيش في الحلف بعد الولايات المتحدة، وسعت فنلندا لكسب ودها ورفعت حظر الأسلحة المفروض على تركيا، منذ ما يقرب من 3 سنوات، كجزء من جهودها لتحسين العلاقات بين البلدين، لكن العلاقة بين ستوكهولم وأنقرة لا تزال متوترة.

تقييم الوضع المحايد

لفتت الشبكة الأمريكية إلى أن فنلندا والسويد التزمتا على مدار عقود بعدم الانحياز إلى الناتو، كوسيلة لتجنب استفزاز موسكو. لكن الوضع تغيّر عندما أمر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قواته بالدخول إلى أوكرانيا وأجبر الدولتين على إعادة تقييم وضعهما المحايد.

ورحبت الغالبية العظمى من أعضاء الناتو بطلباتهما، ووافقت عليها في غضون أسابيع. لكن تركيا والمجر عطلتا عملية انضمام الدولتين للحلف، وزعم رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، أنهما ينشران “أكاذيب صريحة” بشأن سجل بلاده في سيادة القانون.

107217561 1680168524703 gettyimages 1248455409 AFP 33BJ6JF

انضمام فنلندا للناتو

رفض السويد لأسباب سياسية

أشارت صحيفة بوليتيكو الأمريكية إلى أن تركيا تجري انتخابات في مايو 2023، ما يغذي التكهنات بأن الرئيس رجب طيب أردوغان يرفض دعم السويد لأسباب سياسية، وقد يغير رأيه في مرحلة لاحقة.

وحسب بوليتيكو، بعد أن حصلت فنلندا على دعم تركيا الرسمي، لم يتبق سوى الخطوات الإجرائية قبل انضمام هلسنكي رسميًا إلى الناتو، وستتلقى فنلندا قريبًا دعوة رسمية من الأمين العام للحلف، ومن ثم تمنح الولايات المتحدة ما يسمى بأداة الانضمام. وستصدر واشنطن بعد ذلك بيانًا مفاده أن فنلندا أصبحت الآن جزءًا من حلف شمال الأطلسي.

انضمام فنلندا للناتو

انضمام فنلندا للناتو

تهديد عسكري

على صعيد متصل، أشارت قناة «سي إن بي سي» الأمريكية لتصريحات رئيس الوزراء السويدي، أولف كريسترسون أوائل يناير الماضي، بأن روسيا لا ترى في انضمام فنلندا والسويد إلى الناتو تهديدًا عسكريًا.

وتدلل «سي إن بي سي» على ذلك بأن السويد وفنلندا اتخذتا مواقف عدم الانحياز طوال أكثر من 7 عقود، منذ تشكيل حلف الناتو، خشية استفزاز موسكو، التي وصفت الحلف مرارًا بأنه تهديد وجودي. لكن هذه الدول كانت شريكًا رسميًا في الناتو منذ العام 1994، وتشارك في مهام وتدريبات الناتو.

بوتين يحذر

مع ذلك، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ومسؤولون في الكرملين من “عواقب” انضمام الدولتين إلى التحالف، على الرغم من أنهم لم يحددوا ما يمكن أن تكون هذه العواقب، حسب ما أوردت القناة الأمريكية.

وأشار بوتين في أوائل عام 2022 إلى أن رغبة أوكرانيا في الانضمام إلى الناتو كانت مقدمة لقرار الحرب، واعتبر توسيع المنظمة على طول حدود روسيا أمرًا غير مقبول.

وحسب القناة الأمريكية، فإنه من المفارقات المثيرة أن الحرب الروسية الأوكرانية هي ما دفعت فنلندا والسويد للتقدم بطلب للانضمام إلى الحلف، ومن المقرر أن تضيف العضوية الوشيكة للأول 830 ميلاً من أراضي الناتو على طول الحدود الروسية.

ربما يعجبك أيضا