ماذا يعني تعليق معاهدة الصداقة بين الجزائر وإسبانيا؟

ضياء غنيم
تعليق معاهدة الصداقة بين الجزائر وإسبانيا

توقيت القرارات يأتي في مرحلة دقيقة حيث تخضع عقود الإمداد لمراجعات أسعار حاليًا مما يرجح رفع الأسعار ووقف المعاملة التفضيلية لإسبانيا


لا تزال تبعات ملف الصحراء تؤثر على العلاقات الجزائرية الإسبانية، وكان آخر فصول التصعيد تعليق معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار، يوم الأربعاء 8 يونيو 2022.

تعليق المعاهدة جاء بعد سلسة إجراءات جزائرية عقابية بحق السلطات الإسبانية على صعيد تصدير الغاز والتعاون التجاري، فماذا يعني قرار الجزائر؟ وكيف يؤثر على العلاقات الثنائية بين البلدين في المرحلة المقبلة؟

تعليق معاهدة الصداقة

أعلنت الجزائر في 8 يونيو، التعليق الفوري لمعاهدة “الصداقة وحسن الجوار والتعاون” الموقعة مع مملكة إسبانيا في 8 أكتوبر 2002، في استكمال لفصول التوتر بين الجانبين حول ملف الصحراء، وأبرزها تعليق وزير الخارجية الإسباني، في إبريل 2022، على تصريحات الرئيس الجزائري، عبدالمجيد تبون، حول تغير موقف مدريد، منوهًا بأنه لن يدخل في «جدال عقيم».

بيان رئاسة الجمهورية عزى القرار إلى «التحول غير المبرر» لموقف السلطات الإسبانية من قضية الصحراء، معتبرًا أنه ينافي الشرعية الدولية كونها القوة المديرة للإقليم، حسب جريدة الشروق الجزائرية، في إشارة لدعم مدريد مقترح الحكم الذاتي للصحراء تحت السيادة المغربية، والتي كانت تخضع للاحتلال الإسباني حتى 1975.

التجارة أول الخسائر

استكملت السلطات الجزائرية، يوم الخميس، إجراءات التصعيدية بتجميد عمليات التجارة الخارجية للمنتجات والخدمات من وإلى إسبانيا، والتي تتجاوز 6 مليارات يورو، حسب وسائل الإعلام الجزائرية.

وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، قال إن حكومته تعكف على تحليل عواقب قرارات الجزائر على الصعيدين الوطني والأوروبي مشيرًا إلى أنها تنوي الرد بحزم، قبل أن يتوجه اليوم الجمعة إلى بروكسل لاستكشاف موقف الاتحاد خلال لقائه مع نائب رئيس المفوضية الأوروبية للتجارة والاقتصاد، فالديس دومبروفسكيس.

ضرر عميق لأوروبا وإسبانيا

تعليق معاهدة الصداقة يؤثر على صادرات الحديد والصلب والآلات وأعمال الإنشاءات والخدمات المصرفية، فضلًا عن التعاون بين العملاق النفطي الجزائري شركة سوناطراك وشركتي ريبسول وناتورجي، حسب موقع العربية نت. فاتورة الخسائر تمتد إلى الاتحاد الأوروبي، مع وقف التعاون في مجال مكافحة الهجرة والاتجار بالبشر،.

وقال رئيس الوزراء الإسباني، ببدرو سانشيز، في أول رد فعل على قرار الجزائر، إن بلاده “لن تسمح” باستخدام “الهجرة غير الشرعية وسيلة ضغط”، حسب موقع قناة فرنسا 24. وبين وزير الخارجية الإسباني في مقابلة مع رويترز، يوم الخميس، أن بلاده تولي اهتمامًا بخطورة الهجرة القادمة من جنوب المتوسط وإفريقيا وتدفع حلف الناتو لاعتبارها حربًا هجينة.

الغاز ليس بعيدًا عن مسار التأزم

خطوات الجزائر للتأثير على التعاون الإسباني المغربي في ملف الصحراء، يراها مراقبون لا تبتعد عن قضية الغاز الذي تأثرت إمداداتها على وقع الأزمة بين الجزائر والرباط وإعلان الأولى وقف ضخ الغاز عبر الخط المغاربي في أكتوبر 2021. فضلًا عن مشروع تصدير الغاز النيجيري إلى أوروبا عبر المغرب وإسبانيا.

المخاوف دفعت وزيرة الطاقة الإسبانية، تيريزا ريبيرا، للتصريح بأن شركة سوناطراك لن تقطع إمدادات الغاز وتفسخ العقود المبرمة بين البلدين من طرف واحد، إلا أن توقيت القرارات يأتي في مرحلة دقيقة حيث تخضع عقود الإمداد لمراجعات أسعار حاليًا مما يرجح رفع الأسعار ووقف المعاملة التفضيلية لإسبانيا، بحسب صحيفة العرب.

الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة

دخل الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة، فدعت المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد، نبيلة مصرالي، الجزائر لإعادة النظر في قرارها «المقلق للغاية» واستئناف الحوار مع إسبانيا، لحل الخلاف الحالي عبر القنوات الدبلوماسية، حسب موقع يورونيوز.

وذكرت المسؤولة الأوروبية، يوم الخميس، أن الاتحاد يجري تقييمًا لتأثير تلك الخطوة على المعاهدة بين بروكسل والجزائر، وهو ما اعتبره مراقبون تضامن أوروبي مع إسبانيا.

ربما يعجبك أيضا