ماذا يكشف اعتراض صواريخ «كينجال» عن الأسلحة فرط الصوتية؟

آية سيد
ماذا يكشف اعتراض صواريخ «كينجال» عن الأسلحة فرط الصوتية؟

ينبغي أن تكون التجربة الأوكرانية مع صواريخ كينجال بمثابة جرس إنذار لروسيا، والولايات المتحدة أيضًا.


على مدار الأسبوعين الماضيين، أعلنت أوكرانيا أنها اعترضت 7 صواريخ كينجال روسية فرط صوتية باستخدام منظومة باتريوت الدفاعية.

وعلى الرغم من الادعاء بأن الأسلحة فرط الصوتية لا تُقهر، فنّد الباحث الزائر بمختبر الأمن والسياسة النووية في قسم العلوم والهندسة النووية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ديفيد رايت، أسباب عدم صحة هذا الادعاء.

كيف يعمل كينجال؟

في مقال بصحيفة ديفينس نيوز الأمريكية، يوم الجمعة الماضي 26 مايو 2023، شرح رايت أن صاروخ كينجال هو صاروخ باليستي يُطلق من الجو، وله زعانف تسمح له بالمناورة في أثناء اقترابه من الهدف.

ويوصف الصاروخ بأنه “فرط صوتي”، لأن أقصى سرعة يصل إليها هي قرابة 10 ماخ. إلا أن هذه المنظومة ليست ما يقصده المحللون الدفاعيون بمصطلح “سلاح فرط صوتي”، لأنها ليست مصممة للانزلاق على جزء كبير من مسارها.

اقرأ أيضًا| كييف تتصدى لـ«كينجال» وموسكو تدمر «باتريوت».. ما جديد حرب أوكرانيا؟

استهداف صاروخ كينجال

أوضح رايت أن سرعة هذه الصواريخ العالية وقدرتها على المناورة، تعني أنها تشكل تحديًا مماثلًا للتحدي الذي تشكله الأسلحة فرط الصوتية الحقيقية، للدفاعات الصاروخية، مثل باتريوت، التي تُستخدم للدفاع ضد الأسلحة ذات المدى المماثل.

وأشار إلى أن الصواريخ التي تسافر بسرعة 10 ماخ، أسرع بكثير من أن تعترضها منظومة «باتريوت باك-3» والمنظومات الشبيهة بموثوقية، لكن سرعة كينجال تنخفض بشدة، عندما يعاود دخول الغلاف الجوي لضرب هدف على الأرض.

لماذا نجحت باتريوت؟

تعدّ منظومة باتريوت مصممة لاعتراض الصواريخ على ارتفاعات منخفضة، وحسب تقديرات رايت، تتباطأ سرعة كينجال في أثناء هبوطه بما يكفي كي تتمكن منظومة «باتريوت باك-3» من اعتراضه.

وإضافة إلى هذا، تشير التقارير إلى أنه، على الأقل في حالات الاعتراض الأولى لكينجال، لم تكن أوكرانيا تستخدم النسخة الأكثر تطورًا من منظومة «باك-3».

تداعيات مهمة

أفاد رايت بأن التحليل السابق يشير إلى أمرين مهمين. الأول هو أن ادعاءات أوكرانيا بشأن اعتراضها لصواريخ كينجال موثوقة، ودفاعاتها قد تكون قادرة على إضعاف سلاح مهم في ترسانة روسيا.

والأمر الثاني هو أن الأسلحة الانزلاقية فرط الصوتية متوسطة المدى، مثل تلك التي تطورها حاليًا الولايات المتحدة وروسيا والصين، قد لا تكون فاعلة في تنفيذ مهمة رئيسة، كما يزعم مؤيدوها.

اقرأ أيضًا| خبير عسكري لـ«رؤية»: إرسال منظومة «باتريوت» لأوكرانيا «حتمي» لمواجهة الدعم الإيراني لروسيا

نقطة ضعف

تطور الدول الأسلحة فرط الصوتية لاستخدامها في تدمير الدفاعات الجوية والصاروخية للعدو في مرحلة مبكرة من الصراع، لتمهيد الطريق للهجمات اللاحقة، وفق رايت. لكن النماذج التقنية تُظهر أن الأسلحة فرط الصوتية، التي تطورها الولايات المتحدة، قد تكون عرضة للاعتراض من الدفاعات الصاروخية.

وعزا رايت هذا إلى انخفاض سرعة الصواريخ بسبب المقاومة الجوية في أثناء مرحلة الانزلاق، خاصة إذا كانت تناور بنحو كبير، وانخفاضها أكثر في أثناء غوصها في الغلاف الجوي السميك، في طريقها لأهدافها على الأرض، ما يجعلها عرضة لاعتراض منظومات دفاعية، مثل «باتريوت باك-3».

عقبات أمام التطوير

أوضح الباحث الأمريكي أنه لتجنب هذه المنظومات الدفاعية، يجب إطلاق الأسلحة فرط الصوتية بسرعات أعلى. لكن هذا سيرفع الحرارة الشديدة التي تتعرض لها الصواريخ في أثناء طيرانها، وهي عقبة رئيسة أمام تطوير هذه الأسلحة، كذلك فإن زيادة سرعتها تجعلها أكبر وأثقل، ما يقلل من العدد الذي تستطيع الطائرة حمله.

وحسب رايت، فإن إضافة قوة دفع، مثل المحركات النفاثة، التي يجري تطويرها من أجل صواريخ كروز فرط الصوتية، قد تساعد في الحفاظ على سرعة السلاح، خلال مرحلة الانزلاق، لكن من غير المرجح أن تكون هذه المحركات قوية بما يكفي للمساعدة في مواجهة المقاومة الجوية في أثناء مرحلة الغوص، ما قد يجعل هذه الأسلحة عرضة للاعتراض.

اقرأ أيضًا| بناء القدرات فرط الصوتية.. قرار حتمي للولايات المتحدة خلال العام الجديد

جرس إنذار

لفت رايت إلى أن الأسلحة فرط الصوتية الروسية والصينية مشابهة لهذه المنظومات الأمريكية. ومن هذا المنطلق، لا تمثل هذه الأسلحة ثورة في التهديد أكثر من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى.

وخلص الباحث إلى أن التجربة الأوكرانية مع صواريخ كينجال ينبغي أن تكون بمثابة جرس إنذار لروسيا والولايات المتحدة أيضًا. ولذلك، يحتاج الكونجرس والجيش الأمريكي إلى التفكير بوضوح في المهام، التي يمكن لهذه الأسلحة تنفيذها واقعيًّا، وما إذا كانت تستحق الأولوية والميزانية التي تحصل عليها.

ربما يعجبك أيضا