ماكرون تقطّعت به السبل.. والحركة الوسطية تنهار في فرنسا

بسام عباس
إيمانويل ماكرون

انتهت هيمنة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي استمرّت 7 سنوات على السياسة الوطنية بعد الهزيمة الساحقة لحزبه في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية يوم الأحد الماضي.

فلم يكتفِ ماكرون بحلّ البرلمان من خلال الدعوة إلى تصويت سريع، بل حلّ فعليًّا الحركة الوسطية المعروفة باسم “الماكرونية”، وفق ما أورده فريد زكريا على موقعه.

ماكرون يتجه للتهميش

أوضحت صحيفة نيويوك تايمز، أمس الثلاثاء 2 يوليو 2024، أن حزب التجمّع الوطني، بعد فوزه بثلث الأصوات، لم يضمن الأغلبية المطلقة في الجولة الثانية التي ستقام بعد 5 أيام، رغم أنه من المرجح أن يحقق ذلك، فيما انتهى الأمر بماكرون إلى التهميش، ربما مع ما لا يزيد عن ثلث المقاعد التي يشغلها حزبه الآن.

وذكرت الصحيفة أن ماركرون، في عام 2017، وصل إلى السلطة، ما أدّى إلى انتزاع “الديجوليّين” من يمين الوسط والاشتراكيين من يسار الوسط، وهم ركائز فرنسا ما بعد الحرب، باسم إعادة التنظيم في القرن 21، ولكن مع فشل ماكرون في تشكيل حزب سياسي معتدل ذي مصداقية، كانت النتيجة رجلًا واحدًا ودائرة متقلّصة من الحلفاء يقفون ضد أقصى اليمين واليسار.

شراكة غير مريحة

قالت الصحيفة إن ماكرون لم يكن مضطرًا للدعوة إلى إجراء انتخابات قبل أسابيع قليلة من دورة الألعاب الأولمبية في باريس، رغم أن حزب التجمّع الوطني ألحق به هزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية الأوروبية، مشيرة إلى أن فرنسا لا تتمتع بثقافة العيش في طي النسيان من دون حكومة معيّنة لفترات طويلة، لكن هذا الاحتمال يلوح في الأفق الآن.

وأضافت أن حزب التجمّع الوطني إذا فاز بالأغلبية المطلقة، فمن المؤكد أنّه سيتعيّن على ماكرون أن يتعايش مع “جوردان بارديلا”، تلميذ لوبان، رئيسًا للوزراء، ولكن ماكرون وبارديلا، ذوي وجهات النظر المتعارضة، سيجدان نفسيهما في شراكة غير مريحة.

على وشك خسارة

أفادت الصحيفة بأن ماكرون سوف يواجه مجموعة كبيرة للغاية من أقصى اليمين، وتحالفًا كبيرًا من اليسار وأقصى اليسار في الجمعية، وجميعهم يعارضونه بشدة، ومن غير الواضح كيف سيشكل ائتلافاً حاكمًا، وقد يكون الاحتمال الوحيد هو تشكيل حكومة انتقالية يرأسها تكنوقراط في انتظار حل الجمعية الوطنية مرة أخرى بعد عام من الآن.

وأشارت إلى أن حزب التجمّع الوطني وحلفاؤه تأهل للجولة الثانية من التصويت في أكثر من 480 منطقة، وفقاً لتحليل النتائج الذي أجرته “فرانس إنفو”، فيما أصبح ائتلاف ماكرون الوسطي على وشك خسارة العديد من المقاعد الـ 250 التي شغلها منذ عام 2022، ليخوض جولة الإعادة في 319 منطقة، ويتصدّر في 69 منها فقط.

وأوضحت أن حزب النهضة، الذي يتزعمه ماكرون، حث مرشحيه على الانسحاب من بعض السباقات الانتخابية حيث احتلوا المركز الثالث في الجولة الأولى، لتجنب تقسيم الأصوات وبالتالي منع أقصى اليمين من الفوز بالأغلبية المطلقة.

 حل وحشي

من جانبه، وصف الكاتب سولين دي روير، في في صحيفة لوموند الفرنسية، الثلاثاء 2 يوليو 2024، قرار ماكرون بحل الجمعية الوطنية في 9 يونيو بأنه “حل وحشي” أدى إلى حل أغلبيته، بالإضافة إلى الهزيمة الانتخابية الشديدة التي لحقت بالمعسكر الرئاسي، والتي عززتها نسبة المشاركة العالية.

وقبل جولة الإعادة في 7 يوليو، أشار الكاتب فولفجانج مونشاو، في مجلة New Statesman، الأحد 1 يوليو 2024، إلى أن العديد من انتخابات الإعادة ستضم 3 مرشحين، وليس 2، ما يترك حزب الجبهة الوطنية في وضع أفضل للفوز بالمقاعد ما لم يتمكن ائتلاف ماكرون من عقد صفقات مع اليسار المتشدد لتضييق نطاق المقاعد.

ربما يعجبك أيضا