ماكرون في مواجهة فرنسا الغاضبة بمفرده.. وقلق من التظاهرات

عمر رأفت
الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون

يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون لحظات صعبة في بلاده، على خلفية التظاهرات المستمرة على خلفية التشريعات التي أقرها بخصوص سن التقاعد، والتي لاقت رفضًا كبيرًا من الشعب.


يواجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون “فرنسا العاضبة بمفرده”، بسبب اعتزامه رفع سن التقاعد في البلاد، من 62 إلى 64.

وعلى حد وصف صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تستمر التظاهرات في العاصمة الفرنسية باريس، وعدد آخر من المدن، اعتراضًا من الشعب الفرنسي على هذه التشريعات، التي وصفوها بأنها ليست عادلة.

اقرأ أيضًا: شلل مروري وإضرابات واسعة.. فرنسا إلى أين؟

وصمة عار

قالت نيويورك تايمز إن ماكرون يرى أن قراره ضروري لترك بصمته في التاريخ رئيسًا لفرنسا، ولكن بالنسبة إلى الفرنسيين، فقد وصفوا قراره بأنه وصمة عار ضربت سمعة الرئيس الفرنسي خاصة، والديمقراطية الفرنسية عامة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن البرلمان الفرنسي قد رد على مقترحين بحجب الثقة عن حكومة ماكرون، ومن غير المرجح أن يجري تأييد أيٍّ من المقترحين، عندما يصوت المجلس عليهما، ولكنهما يعبران عن غضب عميق في الشارع الفرنسي.

وقال أستاذ العلوم السياسية، جاك روبنيك، في تصريحات أبرزتها نيويورك تايمز إن ماكرون نجح في استعداء الجميع، مشيرًا إلى أن الرئيس الفرنسي يسير بمقولة “أنا ومن بعدي الطوفان”.

ماكرون

ماكرون

الجمهوريون يخذلون ماكرون

أشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن ماكرون اعتمد على الجمهوريين من يمين الوسط للتصويت على خطته بشأن سن التقاعد، فالجمهوريون دافعوا عن قرار ماكرون، بل طالبوا بوصول سن التقاعد إلى 65.

ولكن الجمهوريين تخلوا عن ماكرون، حسب ما ذكرت نيويورك تايمز، بسبب تقويض ماكرون حزبهم وإنشاء حركة يمين الوسط، في حين أكدت الصحيفة أن سن التقاعد في فرنسا سيرتفع إلى 64، بما يتماشى مع شركاء فرنسا الأوروبيين، ما لم يجر التصويت ضد مشروع القانون.

ووصفت نيويورك تايمز تمرير مثل هذا القرار بأنه انتصار لماكرون، ولكنه قد يكون باهظ الثمن، في حين أشار الكاتب الذي يدرس العلوم السياسية في جامعة ساينس بو، نيكولاس تينز، إلى وجود ماكرون باستمرار على وسائل التواصل بأنه تعبير عن قلقه العميق نتيجة هذا القرار.

ماكرون

ماكرون

تظاهرات السترات الصفراء

شددت الصحيفة الفرنسية على أن تظاهرات السترات الصفراء قد تتكرر مرة أخرى، بسبب قرار ماكرون الأخير، وهي الاحتجاجات التي اندلعت عام 2018 بسبب زيادة أسعار الغاز.

وأشارت الصحيفة إلى أنه بعد مرور عام تقريبًا على ولاية ماكرون الثانية، يبدو أنه فقد التواصل مع فئات عديدة من الشعب الفرنسي، مؤكدة أنه يعلم أن قراره قد يفقده شعبيته ويؤثر على فئات كثيرة بالشعب الفرنسي.

وفي سياق متصل، اندلعت أعمال عنف بين المحتجين وقوات الأمن لليوم الثالث في وسط باريس أمس السبت 18 مارس 2023، حسب ما أبرزت قناة دويتش فيله الألمانية.

ماكرون

ماكرون

تظاهرات لا تنقطع

قالت الشرطة الفرنسية إن نحو 4000 شخص تجمعوا في ساحة إيطاليا بعد منعهم من التظاهر قرب مبنى البرلمان الفرنسي، بسبب الاشتباكات الغاضبة في الأيام السابقة.

وقالت صحيفة لوموند الفرنسية إن مجموعة من المحتجين أشعلوا النيران في القمامة، وحطموا اللوحات الإعلانية وملاجئ الحافلات والحواجز المستخدمة في سد الشوارع.

وقالت الصحيفة الفرنسية إن 73 شخصًا اعتقلوا، واستخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين.

تظاهرات في فرنسا

تظاهرات في فرنسا

إضراب النقابات الفرنسية

أول من أمس السبت 16 مارس 2023، خرج عشرات الطلاب والنشطاء في مسيرة بمركز تسوق فوروم دي هال بباريس، وهم يهتفون بصوت عالٍ ويطلقون الدخان، ووردت أنباء عن وقوع أعمال عنف في مدينة ليون الجنوبية الشرقية أيضًا.

ونظمت مسيرات سلمية في عدة مدن فرنسية أخرى، بما في ذلك مرسيليا ومونبلييه ونانت، وكُتب على إحدى اللافتات “الموت للملك”، على ما يبدو في إشارة إلى ماكرون.

وقال تحالف للنقابات الرئيسة في فرنسا إنه سيواصل حشد أعضائه لمحاولة فرض تغيير جذري في تغييرات المعاشات التقاعدية، وأمر بعض النقابات العمال بمواصلة إضراباتهم المستمرة، ما أثر كثيرًا في خدمات السكك الحديدية الإقليمية عالية السرعة، نهاية هذا الأسبوع، من بين خدمات أخرى.

تظاهرات في فرنسا

تظاهرات في فرنسا

الإطاحة بالحكومة الفرنسية

واصل عمال النظافة في مدينة باريس، إضرابهم، ما جعل المخلفات تتراكم بنحو 10 آلاف طن في الشوارع يوم الجمعة الماضية، وتوقع قادة النقابات إلغاء ما يقرب من ثلث الرحلات الجوية اليوم الاثنين 20 مارس نتيجة الإضراب.

وأبرزت دويتش فيله تصريحات النقابة الكونفيدرالية العامة للشغل، أن أعضاءها أغلقوا مصفاة النفط، توتال إنيرجي في نورماندي، مساء الجمعة الماضية، وبدأ حصار مماثل لمصفاة في جنوب فرنسا.

ويأمل نواب المعارضة في البرلمان في حشد الدعم الكافي للإطاحة بالحكومة الفرنسية الحالية في التصويت على سحب الثقة وإلغاء القانون الأسبوع المقبل.

 

ربما يعجبك أيضا