ماكرون وموظفو السكك الحديدية.. من ينجح في حرب تكسير العظام؟

محمد عبدالله

رؤية – محمد عبدالله

فيما وصف بأنه التحدي الأكبر الذي يواجه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منذ وصوله إلى السلطة في مايو الماضي، تعيش فرنسا على وقع يوم ثلاثاء أسود بسبب إضراب في قطاع النقل بالسكك الحديدية.

 إضراب شل حركة الحياة في البلاد وأدخلها في فوضى، ويمثل الحلقة الأجدد في سلسلة الإضرابات التي ضربت فرنسا مؤخراً، احتجاجاً على إصلاحات الرئيس ماكرون.

” الثلاثاء الأسود ” فوضى عارمة

أكثر من ثلاثة أرباع سائقي القطارات شاركوا في الإضرابات،  وقطار واحد فائق السرعة من أصل ثمانية تم تسييره ما أدى إلى فوضى عارمة في البلاد.

وسائل الإعلام الفرنسية وصفت اليوم الأول من الإضراب بـ”الثلاثاء الأسود” لأنه دوّن أول موجة من الإضرابات المتواصلة لعمال السكك الحديدية وتستمر يومين في كل 5 أيام خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

بدورها أعلنت الشركة الوطنية للسكك الحديدية أن هذه الإضرابات من أكبر الإضرابات في البلاد، مع إعلان موظف واحد من بين اثنين المشاركة فيها وقالت الشركة إن خطوط نقل الركاب إلى باريس ستتضرر بشدة.

غير مبررة 

إضرابات قالت عنها الحكومة الفرنسية على لسان وزيرة النقل “إليزابيث بورن” أنها غير مبررة، وأن الشعب الفرنسي لا يريد تحمل ثلاثة أشهر من الفوضى التي لا مبرر لها.

فيما أبدى رئيس الحكومة إدوار فيليب احترامه لحق العمال في الإضراب، ولكن دون إلحاق الضرر بملايين الفرنسيين الذين يرغبون بالذهاب إلى العمل لأنه ليس لديهم خيار آخر.

مخاوف الخصخصة

لم يقتصر الأمر على الإضراب، بل خرج الآلاف من المتظاهرين إلى الشوارع احتجاجاً على خطط الحكومة، فجزء من الإصلاحات الحكومية تقضي بإلغاء عقود موظفي السكك الحديدية ذات الامتيازات المالية والاجتماعية.

نقابات عمال السكك الحديدية احتجت على إلغاء الوضع الخاص لعمال القطاع وخطط تحويل السكك الحديدة إلى شركة مساهمة ما يمهد برأيهم لعملية خصخصتها.

كثير من موظفي السكك الحديدية يتمتعون بمزايا عدة منها التمتع بوظيفة مدى الحياة والتقاعد المبكر ذلك مراعاة لظروف عملهم، لذا يحتج العمال المضربون ونقاباتهم على اعتزام الحكومة إلغاء الوضع الوظيفي الخاص للعمال الجدد في شركة السكك الحديدية.

وتعول النقابات التي ستنظم 36 يوماً من الإضراب خلال نحو ثلاثة أشهر، على دعم وتأقلم الرأي العام لخطواتها خصوصاً إذا لم تغير الحكومة خططها.

شعبياً يؤيد نحو 51 % من الفرنسيين التعديلات على نظام شركة السكك الحديدية، لكن 46 % منهم يرون أن إضرابات العمال غير مبررة.

هل تتراجع الحكومة عن قراراتها ؟!

الاحتجاجات في فرنسا تتسع ضد إصلاحات ماكرون، ولم تعدّ حكراً فقط على موظفي السكك الحديدية إذ انضمت إليها قطاعات أخرى.

في عام 1995 شهدت فرنسا إضرابات مشابهة أدت إلى إصابة باريس بالشلل وأجبرت رئيس الوزراء حينها ” آلان جوبيه ” على سحب الإصلاحات في هزيمة لم يتمكن من التعافي منها لاحقاً.

إلا أن الاتحادات الفرنسية آلان أضعف مما كانت عليه في 1995 كما أنها غير موحدة في ردها على إصلاحات ماكرون الاجتماعية والاقتصادية.

ربما يعجبك أيضا