ماكرون يعلن «نهاية عصر فرنسا الإفريقية».. ماذا يقصد؟

ثروت منصور

يشارك الرئيس الفرنسي في قمة الغابة الواحدة في الجابون مع عدد من رؤساء دول إفريقيا الوسطى، في بداية جولة تستغرق 4 أيام في القارة.


قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، اليوم الخميس 2 مارس 2023، إن عصر «فرنسا الإفريقية» انتهى، وأن بلاده أصبحت الآن محاورًا محايدًا في القارة.

وقال ماكرون، أمام الجالية الفرنسية في الجابون: “انتهى عصر فرنسا الإفريقية هذا، وأحيانًا يتكون لدي شعور بأن الذهنيات لا تتطور بوتيرة تطورنا نفسها، عندما اقرأ وأسمع وأرى أن ما زالت تُنسب لفرنسا نوايا ليست لديها، لم تعد لديها”.

محاور محايد

نقلت صحيفة لوموند الفرنسية عن ماكرون، قوله إن بلاده أن “ستكون، في الجابون كما في أي مكان آخر، محاورًا محايدًا يتحدث إلى الجميع، ولا يتمثل دوره في التدخل في قضايا السياسة الداخلية “.

واتهمت المعارضة الجابونية الرئيس الفرنسي، في الأيام الأخيرة، بدعم الرئيس علي بونجو أونديمبا، من خلال هذه الزيارة، في منتصف عام انتخابي. وأصرّ إيمانويل ماكرون على رفض الاتهامات، قائلا :”لم آت لتنصيب أي شخص.. جئت فقط لإظهار صداقتي وتقديري لبلد وشعب شقيق”.

إعادة تنظيم النظام العسكري

قال الرئيس الفرنسي إن المربع الخلفي لبلاده في غرب إفريقيا انتهى، ودعا إلى شراكات جديدة في القارة، بعيدًا عن العلاقات المبهمة، وعن دعم القادة الحاليين والفترة الاستعمارية.

وشدد على أن إعادة تنظيم التواجد العسكري الفرنسي في إفريقيا، التي أعلنه، يوم الاثنين الماضي، لا تشكل “انسحابًا ولا فك ارتباط”، بل إعادة تكييف، من خلال إعادة تعريف “احتياجات” الدول الشريكة، وعرض “المزيد من التعاون والتدريب”.

قاعدة في جببوتي

أعلن ماكرون، يوم الاثنين، خفض عدد الأفراد العسكريين الفرنسيين المنتشرين في القارة الإفريقية، تدريجيًّا بحلول نهاية العام. وتأتي هذة الخطوة بعد 6 أشهر من انسحاب جنوده من مالي، الذي كان إيذانًا بانتهاء عملية “برخان”.

ويتعلق حديث ماكرون عن إعادة هيكلة انتشار قواته بقواعد كوت ديفوار والسنغال والجابون، التي يتمركز بها 1700 جندي. وشدد على أن جيبوتي، التي تعد أكبر قاعدة فرنسية في الخارج، وتضم قرابة 1500 جندي، لن تتأثر، ما يعكس رغية باريس في التركيز على منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وتعزيز وجودها هناك.

جولة ماكرون الإفريقية

بعد الجابون، يزور الرئيس الفرنسي أنجولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي لوندا، يوقع اتفاقية تهدف إلى تطوير القطاع الزراعي هناك.

وبعد ذلك يتوقف ماكرون لفترة وجيزة في عاصمة الكونغو برازافيل، التي يحكمها دينيس ساسو نجيسو بقبضة من حديد، لما يقرب من 40 عامًا. اعتبرت صحيفة لوموند هذا الاجتماع  بأنه يخاطر بالظهور على عكس جوهر خطابه يوم الاثنين الماضي.

تحركات دقيقة

يختتم ماكرون جولته في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وهي مستعمرة بلجيكية سابقة، لكنها أيضًا أكبر دولة ناطقة بالفرنسية في العالم، ويستعد الرئيس فيليكس تشيسكيدي، الذي يتولى السلطة منذ يناير 2019، لإجراء انتخابات هذا العام.

ويمكن أن تكون هذه الخطوة حساسة أيضًا، عندما تتهم فرنسا في جمهورية الكونغو الديمقراطية بدعم رواندا بدلًا من كينشاسا، التي تواجه تمردًا في شرق البلاد.

ربما يعجبك أيضا