ما أسباب تراجع إنتاجية العاملين في الولايات المتحدة؟

آية سيد
ما أسباب تراجع إنتاجية العاملين في الولايات المتحدة؟

كشف تقرير لمؤسسة جالوب عن أن نصف العاملين الأمريكيين لا يشاركون بنشاط في وظائفهم، ويبذلون الحد الأدنى من الجهد في أداء مهامهم.


كشف تقرير لمؤسسة جالوب الأمريكية عن أن إحباط الموظفين يؤثر في مستوى الإنتاجية والاحتفاظ بالعاملين.

وحسب ما جاء في التقرير، الذي نقلته صحيفة وول ستريت الأمريكية، أمس الثلاثاء 13 يونيو 2023، لا يشارك نصف العاملين الأمريكيين بنشاط في وظائفهم، ويبذلون الحد الأدنى من الجهد في أداء مهامهم.

تراجع المشاركة

أظهر التقرير الصادر عن جالوب، أن مشاركة الموظفين، وهو مقياس للمشاركة والحماس في العمل، تراجعت في الولايات المتحدة للعام الثاني على التوالي. وكشف كذلك عن ارتفاع نسبة القوى العاملة المنعزلة، أو التي تشعر بالاستياء، بسبب عدم تلبية احتياجاتها.

وفي بعض الحالات، شعر هؤلاء العاملون بالسخط بسبب الرواتب المنخفضة، وعدد ساعات العمل الطويلة، أو فقدوا الثقة في أصحاب العمل. وفي هذا السياق، قال العالم بمؤسسة جالوب، وأحد معدي التقرير، جيم هارتر: “لم يعد أصحاب العمل على تواصل مع الموظفين”.

اقرأ أيضًا| 6 نصائح للتكيف مع العمل بعد العودة من الإجازة

زيادة الإحباط

لفتت وول ستريت جورنال إلى أن بعض التغيّرات الأخيرة في التوجهات تنبع من توقعات العاملين غير الواضحة من مديريهم.

وكان إحباط العاملين آخذ في الزيادة منذ 2021، بعد أن بلغت معدلات مشاركة العاملين الأمريكيين أعلى مستوى لها في 2020، وفق جالوب. وهذا العام، تحاول المزيد من الشركات إعادة العاملين إلى المكاتب، في ظل قلق رؤساء العمل بشأن إنتاجية العاملين وولائهم.

المشاركة والإنتاجية والولاء

استطلعت جالوب أكثر من 60 ألف شخص في الولايات المتحدة لإعداد تقريرها، الذي يتتبع مشاعر الأمريكيين تجاه وظائفهم منذ عام 2000، ويكشف عن أن العاملين المشاركين يكونون أكثر إنتاجية، ويتجهون إلى البقاء في وظائفهم لفترة أطول.

وفي هذا الشأن، قال هارتر: “إذا شعرت أن صاحب العمل لا يمنحك ما تحتاج إليه لأداء وظيفتك، ستصبح أقل ولاءً وستبحث عن عمل آخر”. ووفق جالوب، قال 57% من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن الوقت مناسب لإيجاد عمل آخر.

العمل عن بُعد

حسب وول ستريت جورنال، تأتي نتائج جالوب وسط رد فعل عنيف من العاملين، الذين صعّد الكثير منهم الاحتجاجات ضد شروط العمل من المكتب، في الوقت الذي تغير الشركات سياسات عصر الجائحة. وعلى سبيل المثال، تظاهر العاملون بشركة أمازون مؤخرًا ضد سياسة العمل الهجين، التي تتطلب العمل من المكتب 3 أيام في الأسبوع.

وقال هارتر، في هذا الصدد، إن علاقة الموظف بالمدير المباشر تُعد أكثر أهمية للمشاركة من المكان الذي يعمل منه الموظف. وإحدى الطرق لبناء هذه العلاقات هي أن يجري المديرون محادثات هادفة مع موظفيهم، على الأقل مرة واحدة في الأسبوع.

اقرأ أيضًا| دراسة تكشف أكثر 10 وظائف عن بُعد طلبًا في 2023

تعزيز الثقة

يرى الكثير من الموظفين الابتعاد عن الجداول المرنة وخيارات العمل عن بُعد علامة على أن المديرين التنفيذيين لا يثقون بهم لأداء وظائفهم خارج المكتب، وفق وول ستريت جورنال. ويقول آخرون إن مزايا العمل عن بُعد، التي اختبروها في أثناء الجائحة، مثل قضاء المزيد من الوقت مع الأسرة، وتقليل تكلفة التنقلات اليومية، أصبحت ضرورية لسعادتهم.

وفي هذا الشأن، قالت مسؤولة قسم الموارد البشرية في شركة «ماكنزي آند كو»، كاتي جورج، إن الدافع الجزئي الذي يجعل أصحاب العمل يفرضون شرط العمل من المكتب لأيام أكثر، هو محاولة تعزيز ولاء العاملين، الذي يربطونه بالاحتفاظ بالموظفين لفترة أطول.

اقرأ أيضًا| متى يتوقف تسريح العمالة في شركات التكنولوجيا الكبرى؟

ضغوط أقل

وفق استطلاع جالوب، قال العاملون أيضًا إنهم شعروا بالضغط هذا العام أكثر من العام الماضي. ويُعد العاملون الأمريكيون ضمن الأكثر تعرضًا للضغط، بالتساوي مع العاملين في كندا ومناطق من شرق آسيا.

وتشمل العوامل، التي تزيد الضغط في مكان العمل انخفاض الرواتب، وساعات العمل الطويلة، وغياب فرصة التقدم، حسب تقرير لمدير هيئة الصحة العامة بالولايات المتحدة. وحذّر التقرير كذلك من أن الضغط في مكان العمل قد يكون له تأثيرًا سيئًا في الصحة النفسية، ويتسبب باضطرابات النوم، ويزيد من تعرض الشخص للعدوى.

وفي تصريحات لوول ستريت جورنال، قالت مديرة التسويق بمنظمة صحية غير ربحية في بوسطن، ميشيل سبيلبرج هارت، إنها أخبرت موظفيها بأخذ إجازات، عندما يشعرون أنهم ليسوا بخير، نفسيًا أو جسديًا. وقالت: “لن يكون بوسعهم أداء عمل جيد إذا لم يعتنوا بأنفسهم أولًا”.

اقرأ أيضًا| 4 نصائح تساعدك على زيادة الإنتاجية في العمل خلال موسم العطلات

ربما يعجبك أيضا