ما أهمية المحكمة الجنائية الدولية في الحرب الإسرائيلية على غزة؟

بعد إصدارها أوامر اعتقال بحق قادة إسرائيليين.. هل تتجدد أهمية المحكمة الجنائية الدولية؟

بسام عباس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو

يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن المحكمة الجنائية الدولية تستعد لإصدار أوامر اعتقال بحق كبار القادة الإسرائيليين، بما في ذلك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بالإضافة إلى قادة من حماس.

وذكرت صحيفة الجارديان البريطانية، 29 أبريل 2024، أن المحكمة الجنائية الدولية بدأت تحقيقًا في عام 2021 في جرائم حرب مزعومة ارتكبها الجانبان في الأراضي الفلسطينية، ويغطي التحقيق الأحداث منذ عام 2014.

أهمية متجددة

أوضحت مجلة “وورلد بوليتكس ريفيو” أن الاتهامات المحتملة ضد المسؤولين الإسرائيليين وقادة حماس تؤكد على الأهمية المتجددة للمحكمة الجنائية الدولية في الأعوام الأخيرة، وأن هذه الأهمية انتعشت في عام 2022، عندما فتحت المحكمة تحقيقًا في خروقات روسيا في أوكرانيا، وعندما أصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وذكرت، في تقرير نشرته الأربعاء 30 أبريل 2024، أن المحكمة الجنائية الدولية أنشئت في عام 2002، لمحاكمة الأفراد المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجريمة العدوان، ويمكنها توجيه الاتهامات إما لأن الدولة غير قادرة على محاسبة مرتكبي الجرائم بنفسها، أو بسبب عدم كفاية النظام القضائي أو عدم كفاية الموارد.

وأضافت أن المحكمة لا تملك القدرة على تنفيذ الاعتقالات بنفسها، وتقع هذه المسؤولية على عاتق الدول الأعضاء الـ 124 التي وقعت على نظام روما الأساسي، الذي أسس المحكمة الجنائية الدولية، لكن هذه القائمة لا تشمل الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو إسرائيل، وحتى الدول الأعضاء لا تقوم دائمًا بتسليم المتهمين بارتكاب جرائم إلى المحكمة.

انتقادات للمحكمة

قال المجلة إن الأهمية المتجددة للمحكمة الجنائية الدولية عادةً ما تكون مصحوبة بانتقادات للمحكمة، التي كانت تأتي، في الماضي، من الحكومات الإفريقية، فالقضايا التي رفعتها المحكمة الجنائية الدولية كانت كلها تقريبًا ضد جهات فاعلة إفريقية، ما أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتحيز والاستهداف المتعمد للدول الأقل قوة غير القادرة على الدفاع عن نفسها.

وأضافت أنه في السنوات الأخيرة، عندما بدأت المحكمة في التحقيق وتوجيه الاتهامات لجهات فاعلة من الدول الأكثر قوة، أثار ذلك رد فعل منها أيضًا، فشنَّ الرئيس الأمريكي السابق “دونالد ترامب” حملة شرسة لمنعها من توجيه اتهامات ضد القوات الأمريكية بشأن جرائم حرب محتملة ارتكبت في أفغانستان، وفرض على موظفيها العقوبات المختلفة.

ورغم ان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، رفع تلك العقوبات، إلا أن الحادث أثار تساؤلات حول قدرة المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة الدول القوية، ما أعاد القلق إلى الظهور مرة أخرى لأن بوتين لم يواجه بعد أي عواقب على جرائمه المزعومة، رغم أن مذكرة المحكمة أعاقت قدرته على السفر إلى الخارج وأضرت بسمعته وسمعته روسيا.

لن تطال إسرائيل

أوضحت المجلة أن أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين إذا صدرت، فمن المرجح أن تحدث ديناميكية مماثلة، ومن المؤكد أن التأثير الذي قد تلحقه إسرائيل بسمعتها، خاصة في وقت أصبحت معزولة دبلوماسيًّا بسبب الحرب في غزة، لن يكون ضئيلًا.

وأضافت أنه من المستبعد أن ينتهي الأمر بأي مسؤول إسرائيلي تحت طائلة أحكام المحكمة، ومع تجدد أهميتها، فضلاً عن محكمة العدل الدولية ومفهوم الولاية القضائية العالمية، فإن أوامر الاعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين من شأنها أن تضمن عدم إغلاق ملف كيفية مساءلة الدول القوية قريبًا.

ربما يعجبك أيضا