ما أهمية قرارات «العدل الدولية» بالنسبة للفلسطينيين؟

قرارات العدل الدولية.. كيف تصب في صالح الفلسطينيين؟

محمد النحاس
محكمة العدل الدولية

عملت إسرائيل بـ "شراسة"، على مدى العقدين الماضيين لهزيمة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ليس لأنها سيكون لها تأثير اقتصادي كبير على إسرائيل، ولكن بسبب الكيفية التي يمكن بها نزع شرعية إسرائيل دوليًا.


نجحت جنوب إفريقيا، بالدفع في اتجاه أن سلوك إسرائيل في الحرب على غزة، يمكن أن يشكل إبادة جماعية، أمام محكمة العدل الدولية مع رفضها طلب إسرائيل رد الدعوى. 

وفرضت المحكمة عدة تدابير قضائية ضد إسرائيل، وذكرتها  بأن أحكامها ملزمة وفقا للقانون الدولي. وفي أمرها، لم تلب المحكمة طلب جنوب أفريقيا بوقف إطلاق النار، لكن هذا الحكم، يؤيد بأغلبية ساحقة قضية جنوب أفريقيا، ومن المرجح أن يزيد الضغط الدولي لوقف إطلاق النار نتيجة لذلك.

تداعيات كبرى

وفقًا لتقرير نشرته مجلة “ريسبنسبول ستيت كرافت” الأمريكية، فقد وجدت المحكمة أنه فيما يتعلق بمسألة ما إذا كانت الحرب التي تخوضها إسرائيل في غزة تعتبر إبادة جماعية، فإن الأمر سيستغرق المزيد من الوقت، ولكن قرارات المحكمة سوف تخلف تداعيات سياسية كبيرة لا تقف عند إسرائيل.

وذكرت المجلة الأمريكية في تقرير في 26 يناير 2024، أن قرارات المحكمة تمثل ضربة “مدمرة” لمكانة إسرائيل العالمية وسمعتها كما تؤثر سلباً على مصداقية حلفائها الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية.

ضربة لمصداقية إسرائيل

حسب التقرير، عملت إسرائيل بـ “شراسة”، على مدى العقدين الماضيين لهزيمة حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات، ليس لأنها سيكون لها تأثير اقتصادي كبير على إسرائيل، ولكن بسبب الكيفية التي يمكن بها نزع شرعية إسرائيل دوليًا. ومع ذلك، فإن قرارات محكمة العدل الدولية لها تأثير على التشكيك في شرعية إسرائيل، يتجاوز أثر حركة المقاطعة.

وبقدر ما كان النظام السياسي الإسرائيلي مرتبطاً بالفصل العنصري على مدار السنوات القليلة الماضية، فإن إسرائيل سوف ترتبط الآن بالمثل بتهمة الإبادة الجماعية، ونتيجة لذلك، فإن تلك الدول التي دعمت إسرائيل وحملتها العسكرية في غزة، مثل الولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن، سوف ترتبط بهذه التهمة أيضًا. 

التداعيات لن تقف عند إسرائيل

وفقًا للتقرير، فإن التداعيات بالنسبة للولايات المتحدة كبيرة، أولاً لأن المحكمة ليس لديها القدرة على تنفيذ حكمها، وبدلا من ذلك، سينتقل الأمر إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حيث ستواجه إدارة بايدن مرةً أخرى خيار حماية إسرائيل سياسيًا من خلال استخدام حق النقض.

وبالتالي زيادة عزلة الولايات المتحدة، أو السماح لمجلس الأمن بالتصرف و دفع تكلفة سياسية محلية مقابل “عدم الوقوف إلى جانب إسرائيل” وفق ما ذكر تقرير مجلة ريسبنسبول ستيت كرافت الأمريكية.

التخفيف من حدة الحرب

وفقًا للتقرير، رفضت إدارة بايدن الإفصاح عما إذا كانت ستحترم قرار محكمة العدل الدولية، وبطبيعة الحال، في القضايا السابقة أمام محكمة العدل الدولية، مثل ميانمار وأوكرانيا وسوريا، أكدت الولايات المتحدة والدول الغربية على أن التدابير المؤقتة لمحكمة العدل الدولية ملزمة ويجب تنفيذها بالكامل. وسوف تصل المعايير المزدوجة للسياسة الخارجية الأمريكية إلى مستوى متدنٍ جديد حال جرى عرقلة القرارات.

ختامًا يرى التقرير، أن مجرد تقديم جنوب إفريقيا دعوى إلى محكمة العدل الدولية قد خفف من الأسلوب الإسرائيلي العسكري المروع، ويبدو أن أي خطط لتطهير غزة عرقياً وإرسال سكانها إلى دول ثالثة قد توقفت إلى حد ما.

ربما يعجبك أيضا