ما الذي يخبئه المستقبل لإمبراطورية الوليد بن طلال؟

حسام عيد – محلل اقتصادي

بعد توارد أخبار عن احتجاز رجل الأعمال السعودي الملياردير الأمير الوليد بن طلال، المالك الرئيسي في شركة المملكة القابضة، ضمن أعمال اللجنة العليا لمكافحة الفساد في المملكة والتي شكلتها الحكومة السعودية مؤخرا، جاءت ردة فعل السهم سلبية فاقدا نحو 9% في أولى جلساته بعد هذا القرار على الرغم من تحول الشركة في نتائجها لهذه الفترة إلى الربحية من الخسائر التي كانت تكبدتها.

وفي رد فعل سريع من الشركة، أعلنت -في بيان نشره موقع سوق الأسهم السعودية- أنها “على اطلاع بالأخبار التي تم تداولها من قبل بعض مصادر الإعلام المختلفة عن أحداث يوم السبت المتعلقة برئيس مجلس الإدارة”، مؤكدة استمرارها بنشاطها التجاري كما هو معتاد.

الوليد بن طلال في صدارة قائمة الفساد

احتل اسم الأمير السعودي صدارة الذين جرى احتجازهم رهن التحقيق، أمس السبت الموافق 4 نوفمبر 2017، بأمر ملكي، حيث نشرت وسائل إعلام سعودية قائمة جاء في المرتبة الثانية فيها رمز: “و.ط” وهو على ما يبدو الحروف الأولى من اسم ولقب الأمير الوليد بن طلال، بتهمة “غسيل الأموال”، كما ضمت القائمة وزراء ورجال أعمال معروفين.

وأدت أنباء إيقافه إلى تدهور أسهم مجموعة الوليد بن طلال وخسارته نحو 750 مليون دولار.

ذراع اقتصادي لـ”أردوغان”

لم يخف الوليد بن طلال علاقته الوطيدة بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ففي أغسطس من العام الجاري، توجه إلى أنطاليا بتركيا، لقضاء عطلته، وكشف خلال حوار أجراه مع صحيفة “حرييت” التركية أن سبب زيارته تلك واختيار تركيا مكانًا لقضاء عطلته، هو رغبته في إظهار الدعم السياسي والاقتصادي لها، ودعم الرئيس “أردوغان” وخاصة بعد مرور ما يقرب من عام على محاولة الانقلاب ضده في يوليو من عام 2016، مؤكدًا أن “الصديق وقت الضيق”، على حد تعبيره.

وأثارت تلك الزيارة الجدل على نطاق واسع بالأوساط الخليجية، ولاسيما السعودية في حينها، حيث كشف عدد من الصحف التركية أن إنفاق الأمير السعودي الوليد بن طلال وصل إلى حوالي 558 ألف جنيه استرليني أي ما يعادل 715 ألف دولار، خلال تلك العطلة، التي قضاها بأحد منتجعات مدينة بودروم التركية، ولمدة أسبوع واحد فقط.

المملكة القابضة في سطور

تأسست شركة المملكة القابضة في عام 1980 برأس مال بلغ قرابة الـ37 مليار ريال، وتم إدراجها في سوق المال السعودي “تداول” عام 2007، ليمتلك فيها الأمير الوليد بن طلال حصة الأسد بقرابة 95%، وبقيت الـ 5% المتبقية حرة للتداول.

أبرز القطاعات الاستثمارية

التكنولوجيا؛ هناك حصص مساهمة للمملكة القابضة في شركات تويتر، إيه أو إل، أبل وموتورولا.

الفنادق؛ تمتلك الشركة سلسلة فور سيزونز إلى جانب العديد من الفنادق الأخرى العالمية، منها؛ موفنبيك، فيرمونت رافلز هولدنج إنترناشيونال، وكذلك إيفا للفنادق والمنتجعات، وسيف واي، ولديها أيضا حصة في جورج الخامس بالعاصمة الفرنسية باريس.

البنوك والاستثمار؛ الحصة الأكبر للملكة القابضة متمركزة في مجموعة سيتي جروب المصرفية.

العقارات؛ هناك العديد من الشركات التي تمتلكها المملكة القابضة، ومنها؛ شركة جدة للعقارات التي قامت بإنشاء مدينة المملكة في جدة، وهناك مشروع أرض المملكة في الرياض وكذلك شركة المركز التجاري المحدودة التي قامت بإنشاء برج المملكة في السنوات الماضية، إلى جانب كناري وولف.

الإعلام؛ تمتلك المملكة القابضة حصة ونسب في كل من نيوز كوربوريشن إلى جانب تايم وارنر.

تطورات الأرباح

استطاعت أن تتحول المملكة القابضة من الخسائر التي تكبدتها بالربع الثالث من عام 2016 والتي كانت بقرابة 355 مليون ريال، إلى تحقيق أرباح تقارب 247 مليون ريال في الربع الثالث من 2017.

وعلى مستوى 9 أشهر، كان هناك أداء إيجابي للشركة، حيث حققت أرباحا بقيمة 593 مليون ريال مقارنة بخسائر تقدر بـ 320 مليون ريال في الفترة نفسها من العام الماضي.

آخر الصفقات

– في فبراير الماضي، بادلت شركة المملكة القابضة 70.502.859 سهما بقيمة إجمالية حوالي 566 مليون ريال سعودي تمثل 9% من حصتها البالغة 10% في شركة يورو ديزني “ديزني لاند باريس” مع حصة معادلة للقيمة في شركة والت ديزني.

– في 14 يونيو الماضي، أعلنت المملكة القابضة استحواذها على نسبة 7.11% من شركة كريم المختصة في مجال النقل عن طريق التطبيقات في صفقة بلغت 62 مليون دولار (232.5 مليون ريال).

– في سبتمبر الماضي، أبرمت شركة المملكة القابضة اتفاقية مع بنك كريدي أجريكول كوربوريت آند إنفستمنت، لشراء 195.27 مليون سهم، في البنك السعودي الفرنسي تمثل 16.2% من رأس المال، بسعر 29.5 ريال لكل سهم بمبلغ إجمالي 5.76 مليار ريال (1.54 مليار دولار أمريكي).

تراجع أداء الأسهم

رغم النتائج المالية الإجابية لشركة المملكة القابضة في الفترة الأخيرة، سجلت أسهمها تراجعا بما يقارب 22% منذ بداية عام 2017، وبعد ساعات من إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد محمد بن سلمان، تراجعت أسهم الشركة بنسبة 9.9% عند بدء التداولات صباح اليوم الأحد الموافق 5 نوفمبر.

ربما يعجبك أيضا