ما انعكاسات اغتيال العاروري على حرب غزة والمنطقة؟

اغتيال إسرائيل للعاروري في معقل حزب الله يخاطر بتوسع الحرب

آية سيد
ما انعكاسات اغتيال العاروري على حرب غزة والمنطقة؟

اغتيال إسرائيل لصالح العاروري يحمل الكثير من الدلالات، ويخاطر بتوسع حرب إسرائيل على غزة.


استشهد القيادي بحركة حماس، صالح العاروري، وآخرون، بعدما استهدفت غارات إسرائيلية مكتبًا للحركة بالعاصمة اللبنانية بيروت، أمس الثلاثاء 2 يناير 2024.

وفي هذا السياق، رأى ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق والزميل غير المقيم بمركز الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون، بول بيلار، أن اغتيال العاروري يمثل تصعيدًا لاستخدام إسرائيل للقوة الفتاكة، ويخاطر بتوسع حرب إسرائيل على غزة.

خطر التصعيد

نفذت إسرائيل عملية الاغتيال باستخدام مسيّرة مسلحة استهدفت مكتب حماس في لبنان. وفي التحليل الذي نشره موقع ريسبونسيبل ستيتكرافت، اليوم الأربعاء 3 يناير، لفت بيلار إلى وجود فرصة كبيرة لمزيد من التصعيد الذي قد يشمل حزب الله اللبناني.

وكان حزب الله وإسرائيل يتبادلان إطلاق المدفعية والصواريخ على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. إلا أن المسيّرة التي قتلت العاروري ضربت بعيدًا عن تلك الحدود، في الضاحية الجنوبية لبيروت، التي تُعتبر معقلًا لحزب الله.

قصف إسرائيلي في جنوب بيروت

قصف إسرائيلي في جنوب بيروت

ورغم أن حزب الله لم يكن يسعى لحرب شاملة جديدة مع إسرائيل، بعد الحرب السابقة في 2006، والخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكبدها لبنان، ربما اقتربت الجماعة الآن من تنفيذ المزيد من تهديدات الانتقام التي رددتها منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.

طرق الرد

حسب بيلار، سوف تبحث حماس، التي كانت هدفًا مباشرًا للعملية الإسرائيلية، عن طرق للانتقام. فالعاروري كان أبرز شخصية في حماس تقتلها إسرائيل منذ بداية جولة القتال الأخيرة في أكتوبر الماضي. وكان نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة، إسماعيل هنية، ولعب أدوارًا مهمة في الشبكة المالية للحركة واتصالاتها مع حزب الله.

صالح  العاروري

صالح  العاروري

وبينما تنشغل حماس حاليًّا بالحرب في قطاع غزة، رجح ضابط الاستخبارات الأمريكي السابق أن تسعى لتنفيذ عمل يمكن اعتباره انتقامًا متبادلًا لمقتل العاروري.

ورأى بيلار أن اغتيال الإسرائيليين قد يكون ملائمًا، رغم صعوبة تنفيذه بسبب الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي جعلت تكرار العمليات غير المتكافئة والتفجيرات داخل إسرائيل أكثر صعوبة. وكذلك لا تمتلك حماس قدرة حزب الله على تنفيذ عمليات كهذه بالخارج.

المرحلة التالية

أشار المحلل إلى أن حجم اتجاه حماس إلى هذا النوع من العمليات غير المتكافئة قد يُنذر بشكل المرحلة التالية من حرب إسرائيل وحماس، بعدما أثبت التدمير الإسرائيلي لقطاع غزة عجزه عن تحقيق هدف تل أبيب المعلن بـ”القضاء على” الحركة.

ومع أنه تجري المبالغة في دور إيران في المناقشات المتعلقة بأنشطة الجماعات المتحالفة معها، لكن أي نفوذ ستمارسه على حزب الله أو حماس لن يكون باتجاه ضبط النفس.

هذا لأن النظام الإيراني يتعرض لضغط شديد بالداخل ممن يعتقدون أن طهران لم ترد بنحو كافٍ على اغتيال إسرائيل للضابط البارز، رضي موسوي، في سوريا منذ أقل من أسبوعين. وحسب بيلار، فإن أوجه الشبه بين تلك العملية واغتيال العاروري واضحة جدًا.

ما دلالة العملية؟

من نواحٍ عديدة، يُعد اغتيال العاروري استمرارًا لاستخدام إسرائيل الموسع للقوة خارج حدودها الإقليمية على مدار سنوات كثيرة. وشمل هذا حملة القصف المتواصلة في سوريا وبرنامج عمليات الاغتيال السرية بالخارج.

اغتيال صالح العاروري

اغتيال صالح العاروري

لكن في السياق الحالي، تُعد العملية علامة أخرى على تصميم الحكومة الإسرائيلية على مواصلة حربها على غزة دون نهاية وشيكة، وفي ظل وجود أسباب شخصية وسياسية تدفع رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، للاستمرار في الحرب.

مصير المفاوضات

تشير العملية كذلك إلى الأولوية المنخفضة التي توليها تل أبيب للمفاوضات الرامية لإطلاق السراح المتبادل لمزيد من السجناء، وهي المفاوضات التي كان العاروري يلعب دورًا رئيسًا فيها.

ووفق بيلار، تصعيد إسرائيل يضع إعلانها الأخير بسحب بعض لواءاتها من غزة في منظوره الصحيح، لأن الخطوة تبدو متعلقة بتخفيف آثار حشد قوات الاحتياط في الاقتصاد الإسرائيلي أكثر من كونها متعلقة بأي نية لخفض التصعيد في غزة.

ربما يعجبك أيضا