ما بين السجن والولاية الخامسة.. هل تشكل الانتخابات المبكرة ملاذًا آمنا لنتنياهو؟

أشرف شعبان

رؤية – أشرف شعبان 

تسببت صورة ترامب وهو يوقع أمام العالم على مرسوم رئاسي يعترف بضم منطقة الجولان المحتل لإسرائيل، في تعزيز موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست المبكرة قبل موعد نهاية ولايته الرابعة بـ7 أشهر، كما وظف نتنياهو هذا المرسوم مع قرار سابق لترامب اعتبر فيه القدس عاصمة لإسرائيل لخدمة حملته الانتخابية بوصفها أهم إنجازاته.

ملاذ من غياهب السجن

ووافق قادة الائتلاف الحكومي الإسرائيلي على إجراء انتخابات إسرائيلية مبكرة بعد أن كانت في تشرين الثاني/ نوفمبر، بعد ان شهدت الحكومة التي يترأسها بنيامين نتانياهو والتي تعتبر الأكثر يمينية في تاريخ إسرائيل، أزمات عدة.

نتنياهو أقدم على أصعب انتخابات يشهدها الاحتلال الإسرائيلي، وفرائسه ترتعد من 3 قضايا فساد ورشوة وخيانة للأمانة، تطارده منذ أكثر من عامين، ويأمل نتنياهو أن تنقذه الانتخابات المبكرة وتشكل له ملاذًا من غياهب السجن وتبقيه رئيسًا للوزراء لولاية خامسة.

ورطة قضائية

ويعزو مراقبون سبب تقديم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انتخابات الكنيست إلى وقوعه في ورطة قضائية تخص ملفات الفساد والرشوة، الأمر الذي دفعه لتبكير الانتخابات لتسبق لوائح الاتهام ضده، لكن ما حدث أن لوائح الاتهام سبقت الانتخابات، وهنا اضطر نتنياهو إلى مواجهة لوائح الاتهام في خضم انتخابات يتنافس فيها 43 حزبا، لكن عدد من يتوقع لهم تجاوز نسبة الحسم 3٫25٪ لدخول الكنيست يتراوح بين 10- 14 حزبا، اثنان منها فقط يتصدران المنافسة ويتقدمان كتفاً بكتف هما: “الليكود” اليمينى بزعامة بنيامين نتانياهو وتحالف “أزرق- أبيض” فى الوسط بزعامة بني جانتس. ومن المتوقع أن يحصل كلا الحزبين على حوالي 30 مقعدا من مقاعد الكنيست الـ120.

شبهة فساد جديدة

ويتوقع مصدر قانوني إسرائيلي إطلاق تحقيق جنائي ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في شبهة فساد جديدة.

ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”، عن المصدر القضائي “أنه من المتوقع أن يأمر المستشار القانوني للحكومة أفيخاي مندلبليت والمدعي العام شاي نيتزان بإجراء تحقيق من جانب الشرطة في نشاط جنائي بشبهة تورط نتنياهو في بيع أسهم إلى ابن عمه ناثان ميليكوفسكي”.

ويدور الحديث عن أسهم في مصنع للحديد في ولاية تكساس الأمريكي، وفي نهاية الشهر الماضي قالت محطتا التلفزة الإسرائيليتين (12) و(13): إن قيمة أسهم نتنياهو في شركة الحديد SeaDrift التي كان يديرها ابن عمه ناثان ميليكوفسكي، تضاعفت أربع مرات من 2007 إلى 2010، على الرغم من أن أداء المصنع كان ضعيفًا في تلك الفترة”.

تدهور سريع لحكومة نتنياهو

من جانبه، أضاف شالوم يروشالمي -الصحفي والخبير في الشان السياسي الإسرائيلي- أن نتنياهو تورط أيضا في معضلة ائتلافية بسبب غزة، حيث استقال وزير دفاعه أفيجدور ليبرمان، وسحب حزبه من توليفة نتيناهو.

انسحاب أفيجدور ليبرمان، أبقى حكومة نتنياهو هشة مهددة بالانفراط، خاصة مع تصاعد التهديدات من جانب حليفة الثاني نفتالي بنيت الذي يرى في نفسه الخليفة القادر على البطش بغزة.

موقف تننياهو تدهور أكثر وبشكل سريع إثر الكشف عن قوة سرية من سلاح النخبة في جيش الاحتلال الإسرائيلي بعد أسابيع من تسللها إلى خان يونس، حيث تمكنت كتائب القسام منها وقتلت قائدها.

لم يقرر نتنياهو تقديم الانتخابات الإسرائيلية عن موعدها بسبب المعضلات الأمنية، وقضايا الفساد التي تلاحقه فقط، وإنما لمعرفته أن الساحة الإسرائيلية لم تؤهل بعد منافسًا حقيقيًا له يهدد بقاءه رئيسًا للوزراء لولاية خامسة.

ربما يعجبك أيضا