ما تداعيات الحرب في أوكرانيا على أوزبكستان؟

بسام عباس

في ظل تداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا على مختلف دول آسيا الوسطى، على أوزبكستان دراسة بدائل جديدة لدعم تنميتها الاقتصادية.


أدى اندلاع الحرب في أوكرانيا إلى قلب حياة العمال الأوزبكيين المهاجرين في روسيا رأسًا على عقب، ففي الربع الأول من عام 2022، غادر 133 ألف مواطن أوزبكي روسيا.

وقالت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية، الثلاثاء 8 نوفمبر 2022، إن تأثير العقوبات الغربية ضد روسيا على الاقتصاد الأوزبكي له تبعات اقتصادية واجتماعية شديدة، فمع تراجع قيمة الروبل، انخفضت القيمة الاسمية بالدولار الأمريكي للتحويلات المرسلة بالروبل.

تعزيز العلاقات الاقتصادية

قالت المجلة إن العلاقات بين روسيا وأوزبكستان زادت بشدة منذ تولى الرئيس الأوزبكي، شوكت ميرزيوييف، السلطة عام 2016، فقد بلغ حجم التجارة 7.5 مليار دولار في عام 2021، وهو ما يزيد على التجارة الثنائية لأوزبكستان مع الصين.

وأضافت أن روسيا، بعد ضم شبه جزيرة القرم عام 2014، وبسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة، ركزت على تعزيز علاقاتها مع دول آسيا الوسطى، ولتعميق العلاقات الاقتصادية، تنازلت روسيا عن 865 مليون دولار من الديون المستحقة على أوزبكستان.

تراجع الاقتصاد الروسي

أوضحت المجلة الأمريكية أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي أصدرتا حزمة غير مسبوقة من العقوبات، تهدف إلى ضرب الاقتصاد الروسي وعقاب النخبة الروسية. وغادرت روسيا عدة من الشركات الغربية في قطاعات تتراوح من الغذاء إلى التمويل، ما وفر فرص عمل كبيرة للقوى العاملة المحلية.

ويتوقع المحللون الغربيون وصندوق النقد الدولي أن تشهد روسيا انخفاضًا في النمو الاقتصادي والتنمية، فقد ذكرت وزارة التنمية الاقتصادية الروسية هذا الشهر أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض 5% في سبتمبر الماضي على أساس سنوي، في حين بلغ التضخم 12.9% في أكتوبر.

تأثير العقوبات على العمالة

أفادت المجلة أن الاقتصاد الروسي، منذ عام 2000، اعتمد على العمال المهاجرين، الذين يبلغ عددهم نحو 14 مليون عامل من دول آسيا الوسطى، ويمكن أن تسهم العقوبات الغربية في زيادة معدل البطالة بروسيا، وتضعف الطلب على العمال المهاجرين، فضلًا عن ​​تراجع دخل وتحويلات العمال نتيجة انخفاض قيمة الروبل وارتفاع معدل التضخم.

وأضافت أن روسيا هي الوجهة الرئيسة للعمالة المهاجرة الأوزبكية بسبب الروابط التاريخية، واللغة المشتركة، وهاجر ما يقرب من 70% منهم إلى روسيا، كما أن التحويلات المالية التي وصلت إلى أوزبكستان من روسيا في عام 2021 بقيمة 7.6 مليار دولار تمثل 11.6% من الناتج المحلي الإجمالي و55% من إجمالي التحويلات في البلاد.

مواجهة التحديات

ذكرت “ناشيونال انترست” أن على الحكومة الأوزبكية البحث عن طرق لمساعدة العائلات التي تعتمد على التحويلات، مشيرة إلى أنه ليس من الممكن توفير فرص عمل للعمال المهاجرين على المدى القصير، لذا فإن دعم الدولة لفرص العمل الحر يمكن أن يخفف من هذه المشكلة.

وأضافت المجلة أن على الحكومة الأوزبكية إيجاد قنوات جديدة لهجرة اليد العاملة لمنع أزمة البطالة، مشيرة إلى أن التعاون مع تركيا وكوريا الجنوبية وبولندا والمجر وجمهورية التشيك وفنلندا يمكن أن يساعد في الخروج من الأزمة.

هل تساعد أوزبكستان روسيا في الحرب؟

طالبت وزارة الخارجية الأوزبكية أوكرانيا بالتوقف عن نشر معلومات كاذبة حول عمليات تسليم مزعومة لمنتجات ذات استخدام مزدوج إلى روسيا، للالتفاف على قيود العقوبات الحالية، واستدعت وزارة الخارجية الأوزبكية السفير الأوكراني، نيكولاي دوروشنكو، لمناقشة الأمر.

وأعربت الخارجية عن قلقها الشديد فيما يتعلق بمزاعم ممثل مديرية المخابرات الرئيسة بوزارة الدفاع الأوكرانية، فاديم سكيبيتسكي، في مقابلة مع صحيفة “لا روبابليكا” الإيطالية، أن أوزبكستان وكازاخستان تبيعان مكونات مدنية أمريكية ويابانية لروسيا، ما يساعد الأخيرة في تجاوز العقوبات، وفق ما أوردته وكالة تاس.

مساعٍ لرفع اسم عثمانوف من قائمة العقوبات

في سياق متصل، ذكرت تقارير إخبارية أن حكومة أوزبكستان استغلت الاجتماعات الأخيرة مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي للضغط على الاتحاد من أجل رفع العقوبات الأوروبية على الملياردير الروسي الأوزبكي الأصل، علي شير عثمانوف، وشقيقته جولبهار إسماعيلوفا.

وقالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن أوزبكستان تقدم المساعدة القانونية لعثمانوف من أجل اللجوء المحتمل إلى القضاء الأوروبي لرفع اسمه من العقوبات إذا ما رفض الاتحاد الأوروبي رفع اسمه، وذكرت أن أي تحرك لرفع اسمه من قائمة العقوبات سيثير جدلًا واسعًا بشأن مصير العقوبات المفروضة على عشرات الأثرياء الآخرين.

ربما يعجبك أيضا