ما حجم خسائر الولايات المتحدة واليابان إذا غزت الصين تايوان؟

ثروت منصور
الجيش الصيني

بمقدور اليابان والولايات المتحدة عرقلة استيلاء الصين على تايوان، لكن بتكلفة باهظة في الأفراد والمعدات العسكرية.


سلط نموذج للحرب الصينية المحتملة لضم تايوان الضوء على الكلفة العسكرية الباهظة، التي قد تتكبدها اليابان والولايات المتحدة، دفاعًا عن الجزيرة.

وأظهرت مناورة منضدية، أجرتها مؤسسة ساساكاوا للسلام اليابانية، أنه إذا ما انخرطت اليابان والولايات المتحدة في صراع بين الصين وتايوان، فسيكون بمقدورهما منع استيلاء بكين على الجزيرة، لكن بتكلفة باهظة في الأفراد والمعدات العسكرية.

محاكاة للحرب الصينية التايوانية

تصور التمرين أزمة عبر المضيق، شنت فيها الصين غزوًا برمائيًّا لجزيرة تايوان، في عام 2026. وأجريت المحاكاة على مدار 4 أيام، بمشاركة 30 خبيرًا، بينهم ضباط سابقون في قوة الدفاع الذاتي اليابانية، إلى جانب أكاديميين وباحثين من اليابان والولايات المتحدة.

ووفق التصور، أنشأ الجيش الصيني مركز قيادة للجبهة التايوانية، قادر على نشر جميع القدرات الجوية والغواصات والسفن السطحية، ورد الجيش الأمريكي بإرسال حاملات طائرات تعمل بالطاقة النووية، وأحدث الطائرات المقاتلة إلى مناطق داخل تايوان وحولها.

https%253A%252F%252Fs3 ap northeast 1.amazonaws.com%252Fpsh ex ftnikkei 3937bb4%252Fimages%252F aliases%252Farticleimage%252F8%252F2%252F9%252F1%252F44531928 5 eng GB%252FCropped 1677180493photo SXM2023021500008529

رد فعل اليابان

في اليابان، أعلن رئيس الوزراء حالة الطوارئ الوطنية، وسمح للولايات المتحدة باستخدام قواعد قواتها، وكذلك المطارات المدنية في أوكيناوا وكيوشو. وأظهرت المحاكاة أن اليابان قد تفقد ما يصل إلى 144 طائرة مقاتلة في الصراع، وبلغ عدد ضحايا قواتها 2500.

وحال نشوب نزاع حقيقي في تايوان، يمكن لليابان الاحتجاج بالحق في الدفاع الجماعي عن النفس، وإرسال أفراد للعمل كفريق مع الولايات المتحدة، حتى لو لم تتعرض لهجمات عسكرية مباشرة. وفي المحاكاة، صنفت اليابان الصراع على أنه “تهديد وجودي”، بعد أن علمت أن الصين كانت تخطط لمهاجمة قواعدها، التي يستخدمها الجيش الأمريكي.

خسائر الصين

شاركت السفن الحربية، التابعة لقوات الدفاع الذاتي البحرية، إلى جانب أسطول مقاتلات F-35، في هجمات صاروخية ضد القوات الصينية. وفي نهاية المطاف، طغت استجابة الولايات المتحدة واليابان على الصين، مع توقف الصراع بعد ما يزيد قليلًا على أسبوعين. وقطع الإمدادات العسكرية للصين، وجاءت الضربة الأخيرة، عندما سيطر التحالف على المجال الجوي فوق تايوان.

وفقدت الصين 156 سفينة حربية، بما في ذلك حاملتان، إلى جانب 168 طائرة مقاتلة و48 طائرة نقل عسكرية، وفق ما جاء في السيناريو المتخيل. وقتل أو جرح أكثر من 40 ألف جندي. وكانت النتيجة أنه على الرغم من إحباط استيلاء الجيش الصيني على تايوان، فإنه جاء بتكاليف بشرية ومادية باهظة للجزيرة، المتمتعة بالحكم الذاتي، والولايات المتحدة واليابان.

خسائر تايوان

شهدت تايوان مقتل وجرح 13 ألف جندي، في الصراع، بينهم أسرى حرب، وفقد 18 سفينة حربية و200 طائرة حربية. وبلغ عدد الضحايا الأمريكيين 10 آلاف و700 جندي، مع خسارة 19 سفينة و 400 طائرة حربية.

وفقدت اليابان 15 سفينة و 144 طائرة مقاتلة، بما في ذلك طائرات F-35 وF-22. واستهدفت الصين القواعد اليابانية، ما أسفر عن سقوط 2500 ضحية بين أفراد قواتها. وتراوحت الخسائر في صفوف المدنيين من بضع مئات إلى أكثر من 1000 شخص.

محاكاة أمريكية للحرب التايوانية

أجرى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، وهو مركز أبحاث في واشنطن، سلسلة من التدريبات على الطاولة، خلال العام الماضي، لمحاكاة صراع عبر مضيق تايوان في العام 2026.

وفق ما جاء في نتائج المحاكاة، التي صدرت في يناير الماضي، فشلت الصين في غزو تايوان بنجاح، في معظم السيناريوهات الـ24، لكن ذلك كان بتكلفة كبيرة لليابان، التي خسرت أكثر من 100 طائرة حربية و26 سفينة حربية.

وتستند كل من السيناريوهات إلى ترسانات وقدرات اليوم، في عام 2026، ما يعني أن النتيجة الفعلية قد تكون مختلفة، إذا عززت الصين قوتها العسكرية بقدر كبير.

التوازن العسكري في الباسيفك

تسعى الصين لتعزيز عسكري سريع، ويقول بعض الخبراء إن التوازن العسكري في منطقة غرب المحيط الهادئ سيكون في صالح بكين بحلول العام 2025. وعلى وجه الخصوص، تتسابق الصين لبناء ترسانتها من الأسلحة النووية.

وتمتلك الولايات المتحدة حاليًّا 3800 رأسًا نوويًا، مقابل 350 رأسًا صينيًّا، وفق ما جاء في الكتاب الأبيض السنوي، الذي أصدرته وزارة الدفاع اليابانية، العام الماضي. وكذلك تمتلك الصين 278 صاروخًا باليستيًّا متوسط المدى، يمكنه استهداف اليابان. ولا تمتلك الولايات المتحدة تلك الصواريخ، لأنها طرف في معاهدة القوات النووية متوسطة المدى.

الاستعداد لخسائر فادحة

قال الزميل الأمني البارز في مؤسسة ساساكاوا للسلام، تسونيو واتانابي: “يجب أن نأخذ كل استعدادات ممكنة لخسائر فادحة، في حين لا يزال بإمكاننا ذلك”. علاوة على ذلك، تحرز الصين تقدمًا في حرب المعلومات وتطوير الفضاء والحرب الإلكترونية.

وقال واتانابي: “في التدريبات، حاولت الصين كل ما في وسعها، لتجنب الحرب مع الولايات المتحدة. يوجد خطر أن تحاول الصين الاتحاد مع تايوان، دون أي صراع عسكري مادي.”

ربما يعجبك أيضا