ما رهانات قائد فاجنر للنجاة من المساءلة في روسيا؟

آية سيد
باخموت.. وسيلة قائد فاجنر للنجاة من المساءلة

رأى قائد فاجنر أن طريقة تعزيز مكانته تتمثل في إعلان نيته الاستيلاء على باخموت، بهدف تضخيم نجاح مجموعته المزعوم مقابل إخفاقات الجيش الروسي.


أعلن قائد مجموعة فاجنر الروسية سيطرة قواته على مدينة باخموت الأوكرانية، في 20 مايو 2023، بعد قتال عنيف استمر لأشهر.

ويرجح الكاتب الأمريكي هولمان جينكينز، أن قائد فاجنر، يفجيني بريجوزين، رأى أن طريقة تعزيز مكانته تتمثل في إعلان نيته الاستيلاء على باخموت، بهدف تضخيم نجاح مجموعته المزعوم مقابل إخفاقات الجيش الروسي.

إخفاء الفشل

يقول جينكينز، في مقال نشرته وول ستريت جورنال الأمريكية، أمس الأول الثلاثاء 23 مايو 2023، إنه بعد فشل القوات الروسية في الاستيلاء على العاصمة الأوكرانية، كييف، خلال 5 أسابيع من بداية الحرب الروسية الأوكرانية، بدأت معركة موسكو التي تتمثل في كيفية إخفاء الفشل والنجاة منه.

وبعد هذه المعركة، بدأت معركة باخموت، ورجح الكاتب الأمريكي أن بريجوزين رأى أنه عندما تبدأ غربلة النظام، ستكون متعلقة بفساد قيادات معينة في الجيش، وعدم كفاءتهم، وخيانتهم بسبب الفشل في أوكرانيا. ولذلك كانت باخموت، التي ليست لها قيمة عسكرية، وسيلته لترسيخ مكانته ضمن من يوجهون الاتهامات للآخرين، وليس العكس.

اقرأ أيضًا| خلافات داخل الصف الروسي.. جديد الحرب في أوكرانيا

استغلال الوضع

أصبحت التلميحات الضمنية عن الهزيمة تتخلل التغطية الإعلامية الروسية، حتى وإن لم تُستخدم الكلمة، وأصبح معلقون مؤيدون للحرب ينتقدون أداء الجيش. وهذا التصور للهزيمة يفسر سلوك بريجوزين على الإنترنت، مثل انتقاد خيانة قادة الهيئة العامة للأركان، والمطالبة بإعدامهم، وتحميل المؤسسة العسكرية مسؤولية موت مقاتلي فاجنر، بسبب تعمد منع الذخيرة عنهم.

ووفق جينكينز، اللحظة الأغرب حتى الآن هي عندما تحدثت صحيفة واشنطن بوست عن وثائق البنتاجون المسرّبة التي أشارت إلى أن بريجوزين تواصل مع نظرائه في الاستخبارات الأوكرانية، لعرض صفقة تتمثل في تسليم باخموت لفاجنر مقابل تزويد الأوكرانيين بمعلومات لتدمير وحدات الجيش الروسي.

اقرأ أيضًا| وثائق سرية تفضح خيانة زعيم فاجنر لبوتين.. ماذا قدم لأوكرانيا؟

معركة موسكو

رأى الكاتب أن هذه القصة قد تكون حقيقية أو لا، لكن المعركة التي تهم النخب الروسية الآن هي معركة موسكو. من سينجو دون عقاب؟ ومن سيتحمل كل اللوم؟ وعلى الأرجح، يعتمد بريجوزين على أن صحة تسريب واشنطن بوست ليست مهمة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

فالرئيس الروسي فعل الكثير لتمكين بريجوزين وحمايته، ولذلك سيعتبر التسريب الاستخباراتي استفزازًا غربيًّا، أو مؤامرة من المؤسسة العسكرية الروسية ضد بريجوزين، أو كلا الأمرين. ولفت جينكينز إلى أن أيًّا من هذه الأمور لم يكن سيظهر للعلن لو لم تكن النخب الحاكمة في روسيا تخلت عن ربح الحرب.

فشل حتمي

ربما تعرض بوتين للخداع في البداية بشأن احتمالية النجاح، لكن جينكينز استبعد أنه مخدوع الآن بشأن استحالة الرجوع عن الفشل. والخبر السيئ هو أن بوتين في أثناء محاولة تحقيق تأملاته لما قبل الحرب، أقحم نفسه في وضع خطير، لأن الحرب تتطور بطريقة تسمح لأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتشكيل تهديد على سيطرة روسيا على القرم.

والآن يمتلك بوتين مجموعة متنوعة من الخيارات، من السعي لوقف إطلاق النار، إلى أمل صمود جيشه المنهك، إلى التهديد بالأسلحة النووية أو استخدامها بالفعل.

وفي الختام، قال الكاتب الأمريكي إن الرحلة الوعرة قد لا تنتهي قريبًا، لكن يبدو من المحتمل أيضًا أن القوات البرية الروسية لن تشن هجومًا جديًّا مرة أخرى في هذه الحرب.

اقرأ أيضًا| الأسلحة النووية التكتيكية.. وسيلة إنقاذ بوتين أم مجازفة كبرى؟

ربما يعجبك أيضا