ما سر زيارة وزير الدفاع الأمريكي المفاجئة لإسرائيل؟

محمد النحاس
وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن

تخشى الولايات المتحدة من تفجر الأوضاع داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، في حين تسعى لتهدئة المخاوف الإسرائيلية من إيران.


يعتزم وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستين، زيارة إسرائيل الأسبوع المقبل، في خضم توترات حادة بين الفلسطنيين والإسرائيليين.

وعلاوةً على المخاوف من تفجر نزاع واسع النطاق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يوجد مخاوف أمريكية إسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني، الذي سجل تطورًا سريعًا، فما سر توقيت الزيارة؟ وهل تنجح تنجح المساعي الأمريكية في خفض التصعيد؟

زيارة أمريكية لإسرائيل

نقل موقع إكسيوس الأمريكي أن زيارة وزير الدفاع تستغرق يومين، وتكمن أهميتها في أنها تمثل محاولة لتهدئة الأوضاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، قبل شهر رمضان. 

وتصاعدت، خلال الأسابيع الأخيرة، الصدامات بين الإسرائيليين والفلسطينيين على نحوٍ لافت، وسط دعوات دولية وإقليمية لتهدئة جميع الأطراف، وخفض مستوى التصعيد.

زيارات أمريكية للقدس

منذ تولت الحكومة اليمينية الإسرائيلية مهامها الرسمية، قبل قرابة شهرين، زار 3 مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى إسرائيل، وسيكون لويد أوستن رابعهم.

وعلى مدار الأسابيع الأخيرة، زار القدس كلًا من مستشار الأمن القومي الأمريكي، جاك سوليفان، ومدير وكالة المخابرات المركزية، بيل بيرنز ووزير الخارجية، أنتوني بلينكن. 

مخاوف أمريكية إسرائيلية مشتركة

علاوةً على التوترات المتزايدة بين فلسطين وإسرائيل، منذ تولي الحكومة اليمينة، تتشارك إسرائيل والولايات المتحدة مخاوف بشأن المشروع النووي الإيراني، في ظل تقارير تفيد بتقدم كبير فيه.

وحسب ما ذكر وكيل وزارة الدفاع  الأمريكي لشؤون السياسات، كولن كال، باتت طهران على بعد أيام معدودة من حيازة اليورانيوم اللازم لصناعة قنبلة نووية، وعلى نحو متسارع، طورت إيران برنامجها النووي، منذ انسحاب الولايات المتحدة من خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) في العام 2018.

إلتزام بمنع إيران من تطوير قنبلة نووية 

في غضون ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف جالانت، في بيان، إنه أعرب لنظيره الأمريكي عن قلق إسرائيل من التخصيب الإيراني المتسارع لليورانيوم، مجددًا التزام بلاده بمنع طهران من امتلاك قنبلة نووية. ووصل معدل تخصيب اليورانيوم في إيران إلى 83%، وتتطلب القنبلة الذرية ما بين 90 و95%، وحيازة 25 كيلو من اليورانيوم المخصب بهذه النسبة.

وأجرت القيادة الأمريكية المركزية، الشهر الماضي، رفقة القوات الإسرائيلية مناورة مشتركة واسعة النطاق، تضمنت محاكاة لتوجيه ضربة عسكرية إلى إيران، ورغم ذلك يرجح خبراء أنَ الولايات المتحدة وإسرائيل لن تُقدما على مثل هذه الخطوة، وسيقتصر الأمر على عمليات محدودة من حين لآخر.

مخاوف من تفجر الأوضاع

تأتي الزيارة كذلك في ظل حديث عن توتر العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، منذ تولي الحكومة اليمينية، التي قد تضر أجندتها بتطبيق حل الدولتين، وقد يفجر الأوضاع في الأراضي المحتلة، لكن جالانت تعده إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، محاورًا موثوقًا في ظل حكومة تسيطر عليها عناصر يمينة، وفق “إكسيوس”.

ومن المتوقع أن يلتقى وزير الدفاع الأمريكي، خلال زيارته إسرائيل، نظيره جالانت، ورئيس الأركان، هرتسي هليفي، ورئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والرئيس إسحاق هرتسوغ، وفق ما نقله الموقع الإخباري الأمريكي.

دعوة إلى التهدئة وخفض التصعيد

على صعيد متصل، وخلال مكالمة هاتفية أجراها وزير الدفاع الأمريكي مع نظيره الإسرائيلي، دعا أوستن إلى خفض التصعيد وتهدئة التوترات بالضفة الغربية، بعد اقتحام القوات الإسرائيلية نابلس، تزامنًا مع قمة العقبة. 

وقال الوزير الإسرائيلي، في هذا الصدد، إن “العملية التي نفذتها القوات الإسرائيلية بنابلس كانت ضرورية لإحباط هجوم مخطط”، على حد تعبيره، ويأتي ذلك في ظل مخاوف من وقوع صدام عسكري جديد بين الفصائل داخل غزة، والجيش الإسرائيلي، أو انتفاضة داخل الأراضي المحتلة.

ربما يعجبك أيضا