ما علاقة الوقود الأحفوري بحرب أوكرانيا؟

آية سيد
الوقود الأحفوري

بعد فرض عقوبات صارمة على روسيا, يقول كتاب الرأي إن المنافسة الجديدة بين روسيا والغرب ستكون الصمود الاقتصادي, بينما يرى آخرون أن الوقود الأحفوري هو المحرك الأساسي لهذه الحرب.


تتابع الصحف العالمية مستجدات الوضع في أوكرانيا بعد مرور أسبوعين على الحرب الروسية الأوكرانية.

وفي ما يلي جولة سريعة لأهم ما جاء في التقارير ومقالات الرأي عن الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها على العالم، منذ بدأت قبل نحو أسبوعين وحتى اليوم الخميس 10 مارس الحالي 2022.

حرب الوقود الأحفوري

قال الكاتب البريطاني أوليفر ميلمان في تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، في 9 مارس الحالي إن “الحرب الروسية الأوكرانية بدأت في الأسبوع الذي كان من المقرر أن تنهي فيه عالمة المناخ الأوكرانية البارزة سفيتلانا كراكوفسكا، تقريرًا للأمم المتحدة حول الآثار المدمرة التي يسببها تغير المناخ للعالم، والذي استغرق إعداده ثماني سنوات.

وبحسب ما وجده التقرير فإن نحو نصف سكان العالم مُعرّضون للكوارث الناتجة عن احتراق الوقود الأحفوري، في حين أن القوة العسكرية الروسية ترتكز على الثروة التي تحصدها الدولة من احتياطيات النفط والغاز الضخمة. قالت كراكوفسكا إن “هذه حرب وقود أحفوري، ومن الواضح أننا لا نستطيع مواصلة العيش بهذه الطريقة، لأنها ستدمر حضارتنا”.

محاولات للابتعاد عن الوقود الأحفوري

لفت تقرير الجارديان إلى أن الصراع في أوكرانيا هو ما دفع الحكومات الغربية إلى محاولة تقليل اعتمادها على النفط والغاز الروسي. ولهذه الغاية يعمل الاتحاد الأوروبي على خطة للارتقاء سريعًا بالطاقة المتجددة وتعزيز إجراءات كفاءة الطاقة، وبناء محطات للغاز الطبيعي المسال حتى تستقبل الغاز من الدول الأخرى. وفي السياق نفسه حظرت الولايات المتحدة الأمريكية واردات النفط الروسي.

وذكر تقرير الجارديان أنه في حين أن أوروبا تحاول متأخرةً إبعاد نفسها عن الغاز الروسي، فقد تعثرت جهود خفض الوقود الأحفوري في الولايات المتحدة الأمريكية وخطة بايدن التشريعية لزيادة الطاقة المتجددة تحتضر في الكونجرس. وقال التقرير إن حرب روسيا على أوكرانيا تسببت أيضًا في دفع صناعة النفط والغاز الأمريكية وحلفائها في الكونجرس إلى تخفيف اللوائح لإتاحة المزيد من التنقيب المحلي.

الصمود الاقتصادي.. المنافسة الجديدة بين روسيا والغرب

بحسب التقرير، قال المدير التنفيذي لحركة “إيفرجرين أكشن” لمكافحة تغير المناخ جمال رعد: “الطاقة النظيفة أمريكية الصنع ميسورة التكلفة وخالية من تقلبات أسواق النفط والغاز، وأفضل طريقة لإضعاف قبضة بوتين على سوق الطاقة العالمية هي إبعاد أمريكا عن الوقود الأحفوري”. وأورد تقرير في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية بتاريخ 9 مارس الحالي للكاتب ماكس فيشر، أن موسكو غارقة في صراع موازٍ لحربها ضد أوكرانيا.

وقال فيشر إن حدة العقوبات الغربية فاقت توقعات بوتين، فهي تعزل مواطني روسيا أيضًا عن السفر واستخدام المنتجات العالمية الغربية. ما جعل الجانبين يواجهان اختبار الحفاظ على الدعم الشعبي. وذكر فيشر أن التوازن الاقتصادي يصب في مصلحة الغرب. وفقًا لإحدى الدراسات فإن الحرب الاقتصادية الشاملة ستكبح الناتج المحلي الإجمالي للدول الغربية مجتمعة بنسبة 0.17% والناتج المحلي الإجمالي لروسيا بنسبة 9.7%.

الحرب السيبرانية “الكارثية” لم تحدث بعد

وجدت الاستطلاعات أيضًا أن الرأي العام في صالح الغرب، فيوجد دعم واسع للإجراءات الصارمة ضد روسيا، في حين لا يجرؤ بوتين على الاعتراف بحجم الحرب، خوفًا من إثارة المزيد من الاحتجاجات. وأفاد تقرير لصحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 9 مارس الحالي أن الصراع العسكري بين روسيا وأوكرانيا أثار مخاوف من اندلاع حرب سيبرانية غير مسبوقة. ويقول الخبراء: حتى الآن لم تحدث مواجهة سيبرانية كبرى.

وذكر التقرير أن روسيا أطلقت عمليات اختراق صغيرة لأكثر من 70 موقعًا إلكترونيًّا أوكرانيًّا بالتزامن مع الحرب الروسية الأوكرانية. إلا أن هذه الهجمات لم تكن كارثية، وفقًا لخبير الأمن السيبراني في شركة فيكترا، آرون ترنر، الذي قال إننا “وصلنا على الأرجح إلى نوع من الانفراجة، ذلك أن كلا الجانبين يفهم أن الهجمات السيبرانية الكارثية ستؤدي إلى تدمير مؤكد ومتبادل للأنظمة لديهما معًا”.

استعدادات لصد الهجمات

قال الخبراء إن القوى الوطنية أصبحت أكثر استعدادًا الآن لصد هذه الهجمات، بحسب ما أورد التقرير الذي لفت إلى أن أمريكا استثمرت مليارات الدولارات في موارد الدفاع السيبراني، وأمضت أوكرانيا الـ7 أعوام الماضية في تعزيز بنيتها التحتية في أعقاب الهجوم على شبكتها الكهربائية في عام 2015. وأشار التقرير أيضًا إلى أن روسيا تستثمر في حملات المعلومات المضللة المنسقة أكثر من عمليات الاختراق.

وفي هذا الشأن قال المستشار العام السابق لوكالة الأمن القومي الأمريكية جلين جيرستيل، إنها لم تكن مفاجأة أن يُفضل بوتين استراتيجية المعلومات المضللة على عمليات الاختراق المدمرة. وأوضح أن الهجوم على البنية التحتية سيُعامَل على أنه “مكافئ لهجوم حقيقي بقنبلة أو صاروخ” في حين تقع الدعاية المضللة في منطقة رمادية.

هل المجتمعات مستعدة لأزمة اللاجئين الأوكرانيين؟

أورد موقع ذا كونفرزيشن الأسترالي، في تقرير بتاريخ 9 مارس الحالي أن عدد الذين هربوا من أوكرانيا منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية بلغ أكثر من 2 مليون أوكراني، معظمهم من النساء والأطفال. وقال الباحثان في مجال الهجرة القسرية والمجتمعات المضيفة بجامعة أولد دومنيون الأمريكية جوزيه باديلا وإيريكا فريدنلاند، إنه من أجل استدامة الاستجابة الإنسانية الضخمة من المهم الموازنة بين احتياجات اللاجئين والمجتمعات المضيفة عبر الدعم المالي والسياسي.

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة للاجئين من المتوقع أن يتجاوز عدد النازحين الأوكرانيين 4 ملايين في يوليو 2022. وحتى الآن جمعت الأمم المتحدة والمنظمات الشريكة 7% فقط من الـ1.1 مليار دولار الذي تطلبه من الدول لدعم اللاجئين الأوكرانيين. وقال الباحثان “يتعين على الحكومات مواصلة الاستثمار في البنية التحتية للمجتمعات المضيفة لاستيعاب تدفقات اللاجئين وتوفير ما يلزمهم من احتياجات”.

 

ربما يعجبك أيضا