ما مدى تأثير التقارب السعودي الإيراني في إسرائيل؟

شروق صبري
وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود

النفوذ الإيراني الواسع تدرك خطورته السعودية وإسرائيل، لكن عداءها هو النقطة التي لم تتفقا عليها بنحو أساسي.


التقى وزيرا خارجية السعودية وإيران، في العاصمة الصينية، اليوم الخميس 6 إبريل 2023، لمناقشة تفاصيل استئناف العلاقات.

ووفق ما ذكررته وزارة الخارجية الإيرانية، وقع الوزير حسين أمير عبداللهيان ونظيره السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، اتفاقية لإعادة فتح السفارات والقنصليات في بلديهما، بعد مصالحة تاريخية، توسطت فيها الصين، الشهر الماضي.

عودة العلاقات

وفق ما نشرته شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية، اتفق الجانبان اللذان قطعا العلاقات الدبلوماسية في عام 2016، على دراسة سبل توسيع تعاونهما، إضافة إلى استئناف الرحلات المتبادلة من الوفود الرسمية والقطاع الخاص، وتسهيل إصدار التأشيرات.

ووفق بيان الخارجية الإيرانية، أعرب الجانبان عن استعدادهما لإزالة جميع العقبات، التي تعترض توسيع التعاون بين البلدين. وفتح السفارات في الرياض وطهران والقنصليات في جدة ومشهد.

شريك مهم

كشفت مجلة Responsible Statecraft الأمريكية، في تقرير لها يوم الأحد 5 إبريل 2023، عن أن المسؤولين في إسرائيل قلقون من هذا الاتفاق.

وحسب ما أوردته المجلة، اشترطت المملكة العربية السعودية على إسرائيل مقابل تطبيع العلاقات معها، العودة إلى حدود 1949-1967، والسماح للفلسطينيين بأن تكون لهم دولة عاصمتها القدس الشرقية، وهو ما رفضته حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو.

اتفاق سعودي ايراني في بكين

اتفاق سعودي ايراني في بكين

صدمة لنتنياهو

سلطت المجلة الأمريكية الضوء على مخاوف المسؤولين الإسرائيليين من الاتفاق الدبلوماسي، الذي توسطت فيه الصين، بين السعودية وإيران في 10 مارس 2023، وكذلك القلق الإسرائيلي من الاستثمارات الكبيرة التي قد يشهدها الاقتصاد الإيراني.

وأشارت المجلة الأمريكية إلى أن هذا الاتفاق الدبلوماسي بين السعودية وإيران فاجأ نتنياهو، وحدث هذا التطور المهم، في حين كانت الساحة السياسية الداخلية متوترة في إسرائيل، ما جعل الائتلاف الحاكم وشخصيات المعارضة يلقون باللوم على بعضهم البعض.

نكسة استراتيجية

وصف الإسرائيليون الاتفاق الدبلوماسي السعودي الإيراني بأنه “نكسة استراتيجية كبرى”. وفي حين شهد الاتفاق ردود فعل سلبية من الجانب الإسرائيلي، فإنه قوبل بترحيب حذر في المنطقة العربية، حسبما أوردت المجلة الامريكية.

وخلال تعليقها على حالة الخوف الإسرائيلية، قالت الدبلوماسية الأمريكية السابقة، فريال سعيد، لمجلة Responsible Statecraft، إن إيران هي التحدي الأمني الرئيس لإسرائيل، فهي خصم قوي له مخالب طويلة في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

وتعتقد فريال سعيد أن تل أبيب كانت تسعى لبناء تحالف قوي مناهض لايران في المنطقة، بمساعدة الدول العربية، خصوصًا السعودية التي تعد العمود الفقري لأي تحالف إقليمي لمواجهة طهران.

صفقة بين السعودية وإيران فى بكين

صفقة بين السعودية وإيران فى بكين

استمرار العلاقات

قالت سعيد إن قدرة الرياض المحتملة على الحفاظ على العلاقات الدبلوماسية مع طهران يتوقف على مدى سيطرة إيران على الوكلاء الذين يهددون الأمن السعودي. وإذا رأت المملكة “تحسنًا ذا مغزى” من طهران، فقد يجعلها ذلك حذرة من أي تعاون مع إسرائيل لمواجهة إيران.

ورأت سعيد أنه إذا نفذ الإسرائيليون ضربة عسكرية ضد إيران، فمن المحتمل ألا يتمكنوا من الوصول إلى المجال الجوي السعودي، أو أي منشآت عسكرية في المملكة. ومن الناحية العملية، من شأن هذا أن يجعل تنفيذ مثل هذه العملية التي تستهدف المنشآت النووية الإيرانية أكثر صعوبة بكثير.

وبالتالي، إذ خرجت سياسة الولايات المتحدة وإسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى إلى الحرب، فإن السعودية تضمن ألا تستهدفها طهران.

الاختلاف قائم

في مقابلة مع Responsible Statecraft، قال مدير مركز دراسات الشرق الأوسط في كلية جوزيف كوربل للدراسات الدولية بجامعة دنفر، نادر هاشمي، إن وجهة النظر الإسرائيلية لهذه الصفقة الدبلوماسية بين الرياض وطهران “تصور مشوه للغاية” ورد فعل مبالغ فيه ومتغطرس.

وأوضح هاشمي أنه عند قراءة المشهد لمستقبل المنطقة، في ظل التحديات الأمنية الحالية التي تواجه إيران والسعودية، نجد أن التوترات والاختلافات الأساسية في القيم، والنظرة العالمية للمملكة وإيران في ما يتعلق برؤيتهما للمنطقة، لا تزال قائمة.

السعودية وإسرائيل

قال الزميل في معهد دول الخليج العربية في واشنطن، عزيز الغشيان، لـ Responsible Statecraft، إنه يوجد اختلاف في الطريقة التي تريد بها الرياض وتل أبيب التعامل مع إيران، التي يتفقان على أنها تهديد كبير، لأن النفوذ الإيراني واسع تدرك خطورته السعودية وإسرائيل، لكن عداء إيران هو النقطة التي لم تتفقا عليها بنحو أساسي.

ورأى الغشيان أنه في حين يختبر السعوديون والإيرانيون مدى وحدود انفراجة العلاقات، سيكون من الضروري أن تدرك المملكة وإسرائيل خلال التعامل مع التهديد الإيراني المتصور، مدى تأثير ذلك في تعاونهما على نطاق أوسع.

اقرأ أيضًا| السعودية وإيران.. نص البيان المشترك لاستئناف العلاقات الدبلوماسية
ماذا تناول أول لقاء رسمي بين وزيري خارجية السعودية وإيران؟

ربما يعجبك أيضا