ما هدف واشنطن من زيارة نائبة بايدن للفلبين؟

بسام عباس

سوف تناقش هاريس العديد من القضايا في أثناء زيارتها الفلبين، ما يكشف أهمية العلاقة بين الطرفين وخلفياتها السياسية والتاريخية، وتداعيات الصراعات في المنطقة.


تزور نائبة الرئيس الأمريكي، كامالا هاريس، الفلبين هذا الأسبوع، أقدم حليف للولايات المتحدة وشريكها الاستراتيجي بجنوب شرق آسيا.

وهبطت الطائرة الرسمية لنائبة الرئيس في الفلبين، قادمة من العاصمة التايلاندية، بانكوك، فكانت هاريس تشارك في الاجتماع 29 لقادة منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (أبيك).

دعم الحلفاء في جنوب شرق آسيا

أوضحت وكالة رويترز، أمس الأحد 20 نوفمبر 2022، أن أمريكا تواجه تحديات في بناء تحالف لردع الإجراءات الصينية ضد تايوان، إلا أن العديد من دول المنطقة تحجم عن استعداء جارتها العملاقة، فهي ليست مجرد قوة عسكرية، ولكنها أيضًا شريك تجاري ومستثمر رئيس.

وفيما تتكامل واشنطن مع جيشي اليابان وكوريا الجنوبية واقتصادياتهما، فإنها تواجه مزيدًا من الشكوك حول استراتيجيتها تجاه الصين في جنوب شرق آسيا، ولمواجهة ذلك طالبت إدارة بايدن الكونجرس بدعم المنطقة بنحو 800 مليون دولار ضمن ميزانية العام 2023.

أهمية الفلبين لأمريكا

ذكرت وكالة رويترز أن الفلبين أصبحت حليفة للولايات المتحدة منذ عام 1951، وأنها استضافت بعض كبرى القواعد الأمريكية في الخارج، وفي السنوات الأخيرة تعاون الطرفان في مكافحة الإرهاب ومواجهة الضغوط العسكرية الصينية المتزايدة في بحر الصين الجنوبي.

وأضافت أن للفلبين أهمية مركزية للولايات المتحدة لردع أي هجوم صيني على تايوان، ونقلت عن سفير مانيلا في واشنطن، خوسيه مانويل روموالديز، قول إنه من المتوقع أن تظهر التوترات حول تايوان عندما تلتقي هاريس الرئيس الفلبيني، فرديناند ماركوس جونيور.

التزام إدارة بايدن تجاه الفلبين

أوضحت وكالة أنباء رابلار الفلبينية، أن هاريس تخطط لزيارة رمزية لجزر بالاوان الفلبينية وستلتقي خفر السواحل الفلبيني، لإظهار التزام الولايات المتحدة بدعم حليفتها، وستلقي خطابًا حول سيادة القانون في البحر، بالإضافة إلى حرية الملاحة، في خطوة ستثير غضب الصين التي تتنازع الفلبين معها في بحر الصين الجنوبي.

ومن جانبه، قال مدير مبادرة الشفافية البحرية الآسيوية في واشنطن، جريجوري بولينج، إن زيارة هاريس إلى بالاوان “ستكون إشارة واضحة على أن الولايات المتحدة ملتزمة بتعميق التحالف ودعم التزامات الحلفاء في بحر الصين الجنوبي”. لافتًا إلى أن هذه الزيارة جزء من جهود هاريس لإظهار تأثيرها الدبلوماسي.

استعداد الفلبين لصراع محتمل على تايوان

نقلت وكالة رويترز عن المساعد السابق لوزير الدفاع الأمريكي المسؤول عن سياسة وزارة الدفاع بآسيا، راندال شريفر، أن جزيرة لوزون، التي تبعد 200 كيلومتر من تايوان، ذات أهمية كبرى للجيش الأمريكي كموقع محتمل للصواريخ وأنظمة المدفعية، التي يمكن استخدامها لمواجهة أي غزو برمائي لتايوان.

وأضاف أن المناخ السياسي لتقبل مزيد من الوجود العسكري الأمريكي يتحسن في عهد ماركوس بعد فترة من جمود العلاقات في أثناء حكم الرئيس الفلبيني، رودريجو دوتيرتي، التي استمرت 6 سنوات، والذي سعى لتوثيق العلاقات مع الصين.

 تعزيز التعاون الأمني

مضى الجانبان قدمًا في اتفاقية تعاون دفاعي معزز، تعود إلى فترة رئاسة أوباما، تسمح للولايات المتحدة بالوصول إلى القواعد العسكرية الفلبينية للتدريب المشترك، والتمركز المسبق للمعدات وبناء المرافق مثل المدارج وتخزين الوقود والإسكان العسكري، بحسب رويترز.

وأضافت أنه من غير الواضح إلى أي مدى سوف تسمح الفلبين باستخدام أراضيها للدفاع عن تايوان. وقال السفير الفلبيني في واشنطن إن بلاده ستسمح للقوات الأمريكية باستخدام قواعدها  حال نشوب صراع في تايوان فقط “إذا كان ذلك مهمًّا بالنسبة لنا ولأمننا”.

كيف سيؤثر نزاع تايوان في الفلبين؟

يعتقد بولينج أنه سيكون أمرًا صعبًا أن تظل الفلبين محايدة في النزاع حول تايوان، نظرًا إلى قربها منها، والتزاماتها تجاه الولايات المتحدة، قائلًا إن الفلبين لديها التزامات مع الولايات المتحدة في ظل التحالف، وإذا كانت تريد الدعم الأمريكي في بحر الصين الجنوبي، فإن واشنطن تتوقع دعمها في تايوان.

وأوضح شريفر أنه مع تزايد قلق البنتاجون بشأن هجوم محتمل على تايوان، فإن واشنطن تريد ضمانات الوصول خلال العام أو العامين المقبلين، لافتًا إلى أن الفلبين ستكون الوجهة الأكثر احتمالًا للاجئين التايوانيين في حال اندلاع الحرب، وسيتعرض نحو 150 ألف فلبيني يعيشون في الجزيرة للخطر بسبب أي هجوم صيني.

ماذا تتوقع الفلبين في المقابل؟

أفادت رويترز أن توفير التمويل الكافي لمانيلا للمساعدة في تحديث قواتها المسلحة أمر أساسي، وأعلنت واشنطن مؤخرًا عن تمويل عسكري أجنبي بـ100 مليون دولار و66.5 مليون دولار للمواقع المدرجة في اتفاقية الدفاع المشترك بين البلدين، ولكنها مبالغ ضئيلة مقارنة بما ترسله واشنطن إلى الشرق الأوسط وأوكرانيا.

وأضاف بولينج أن “المطلب الفلبيني الثاني هو استمرار الالتزام الواضح بالدفاع عن الفلبينيين في بحر الصين الجنوبي”، متسائلًا: ماذا ستفعل أمريكا إذا ما شنت الصين هجومًا على إحدى القواعد الفلبينية؟ مشيرًا إلى أن هذا أحد أسباب أهمية اتفاقية التعاون الدفاعي.

تمكين المرأة والاقتصاد على الطاولة

ذكرت وكالة رابلار أن هاريس ستلتقي أيضًا، نشطاء لمناقشة حقوق الإنسان والديمقراطية وتمكين المرأة في الفلبين، ولفتت الوكالة إلى أن هذه الخطوة تُعد دعاية شخصية لهاريس، فهذا النقاش هو “الأول من نوعه” لنائبة الرئيس الأمريكي، خلال رحلة خارجية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، ستتضمن زيارة كامالا هاريس الإعلان عن مبادرات جديدة لتسريع انتقال الفلبين إلى الطاقة النظيفة وتعزيز اقتصادها الرقمي، وهي مجالات ذات أولوية كبرى للرئيس الفلبيني ماركوس، وفق رابلار.

ربما يعجبك أيضا