علامات تجارية كبرى غير قادرة على وقف أعمالها في روسيا.. لماذا؟

سارة كريم

توجد اتفاقيات امتياز قانونية تجعل من الصعب على الشركات الغربية الكبيرة إزالة أسمائها من السوق الروسي


أدت الحرب الروسي الأوكرانية، إلى وقف العديد من الشركات الدولية عملياتها في روسيا بفعل الانتقادات العالمية والعقوبات الغربية المفروضة ضد موسكو.

 بعض العلامات التجارية الرائدة لا تزال لديها منافذ بيع مفتوحة في العديد من المدن الروسية، ويقولون إنهم غير قادرين على إغلاقها، ما أدى إلى إطلاق دعوات لمقاطعتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ليبقى تساؤل حول أسباب استمرار هذه الشركات في العمل داخل موسكو رغم الانتقادات الكبيرة التي تلاحقها، حسبما نشرت بي بي سي، يوم الاربعاء 16 مارس الجاري.

صفقات الامتياز تمنع التضامن

تواجه ماركس آند سبنسر وبرجر كينج ومجموعات الفنادق ماريوت وأكور قيودًا مرتبطة بصفقات امتياز معقدة تمنعهم من الانسحاب، لاستعانتهم بمصادر خارجية لإدارة أعمالهم في روسيا، ولا تمتلك الشركات العمليات التي تحمل أسماءها.

توج اتفاقيات امتياز قانونية تجعل من الصعب على هذه الشركات الكبيرة إزالة أسمائها، على سبيل المثال، تشغل شركة تركية تسمى فيبا جميع منافذ مارك اند سبينسر في روسيا منذ عام 1999 وتعمل برجر كينج أيضًا من قبل أصحاب الامتياز، ووفقًا لتقرير بي بي سي ، فإن هذه الشركات لديها ما يقرب من ألف منفذ بيع في روسيا.

ليس من السهل تغيير الواقع

ماركس آتد سبنسر لديها 48 فرعًا، ولا يزال لدى برجر كينغ 800 مطعم مفتوحًا، ووماريوت وأكور 28 و57 فندقًا مفتوحًا على التوالي، وبينت شركة البيع بالتجزئة العملاقة  مارك اند سبينسر أنها علقت شحنات بضائعها إلى فيبا ردًا على للحرب.

وقالت شركة ريستورانت براندز إنترناشونال، مالك برغر كينغ، لبي بي سي إن مطاعمها يديرها أصحاب الامتياز، وأن “الاتفاقيات القانونية القائمة منذ فترة طويلة ليس من السهل تغييرها في المستقبل القريب”. ومجموعات الفنادق ماريوت وآي إتش جي وسلسلة فنادق أكور الفرنسية، التي تضم علاماتها التجارية أيبس ونوفوتيل تعمل جميعها في روسيا بموجب صفقات مماثلة.

ما مفهوم وشروط الامتياز؟

الامتياز هو طريقة عمل لتوزيع المنتجات أو الخدمات، يشمل الشركة التي أسست اسم العلامة التجارية والحاصل على حق الامتياز، وهي شركة تدفع رسومًا مقابل العمل تحت اسم صاحب الامتياز وبيع منتجاته، ونوه المتخصص في حقوق الامتياز في المملكة المتحدة، جرايم باين، بأن الامتياز مفيد للعلامات التجارية الغربية التي ترغب في دخول الأسواق في بلدان مختلفة، وليس لديها معرفة محلية أو أموال أو قدرة على دخولها.

وأضاف لبي بي سي: “من منظور تجاري وتعاقدي خالص، من الصعب جدًاعلى الشركات بغلق متاجرهم بدون بعض العواقب القانونية بعيدة المدى، ولهذه العواقب تداعيات مالية خطيرة على الشركات الغربية، الذين يمكن أن يقاضوا من قبل أصحاب الامتياز إذا خرقوا أي اتفاقية، والتي غالبًا ما تكون مدتها 10 سنوات أو أكثر.

 أصحاب الامتياز لا يفعلون شيئًا خاطئًا

الشريكة في شركة بيرد آند بيرد للمحاماة، فيكتوريا هوبز، قالت: “إذا تبين أن صاحب الامتياز له صلات بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو تعرض للعقوبات، فمن وجهة نظر بريطانيا يمكن إنهاء الصفقة، ولكن  علي الاغلب الاتفاقيات تحتوي على بند ينص على أنه إذا كان صاحب الامتياز يفعل شيئًا يضر بسمعتنا، فيمكننا إنهاءه، فإن المشكلة حاليًا في روسيا هي أن العديد من أصحاب الامتياز أنفسهم لا يفعلون شيئًا خاطئًا.

وأضافت هوبز: “هذا يمثل تحديًا كبيرًا بالنسبة لهم لأنهم من منظور القانون الإنجليزي، ليس لديهم الحق في إنهاء الاتفاقية”، وذكر الشريك في أكبر فريق من محامي الامتياز المتخصصين في أوروبا، جون برات: “حتى لو نجحت العلامة التجارية في الحصول على حكم من محكمة بريطانية ضد امتياز في روسيا، فإن المحاكم الروسية لن تطبقه”.

تعاطف جزئي

شركة أكور، التي لديها 57 فندقًا يحمل علامة تجارية في روسيا ويعمل بها 3500 موظف، أوقفت جميع افتتاحات الفنادق في المستقبل وأوقفت الخدمات والتوزيع على الفنادق المتأثرة بالعقوبات.

شركة برجر كينج تعيد توجيه أرباحها من عمليات الامتياز في روسيا إلى الجهود الإنسانية، وفنادق ومنتجعات ماريوت وآي إتش جي، ويضم كل منهما 28 فندقًا تعمل في روسيا تحت علامتهما التجارية، أوقفا تطورات واستثمارات فندقية وأغلقا مكاتب شركتهما التي يمتلكانها ويتحكمان فيها في موسكو، وماركس آند سبنسر تعهدت بتقديم أكثر من 1.5 مليون جنيه إسترليني لدعم اللاجئين وتبرعت بـ20 ألف معطف.

ربما يعجبك أيضا