ما هي القنبلة القذرة؟ ولماذا يستبعد الغرب استخدامها في أوكرانيا؟

أحمد ليثي

معظم القنابل القذرة لن تطلق إشعاعًا كافيًا لقتل الناس أو التسبب في مرض خطير، لكنها قد تخلق حالة من الذعر وتلوث الممتلكات.. فهل نراها في أوكرانيا؟


اتهم وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، الأوكرانيين بالتخطيط لاستخدام “القنبلة القذرة”، بهدف الإيهام باستخدام موسكو أسلحة دمار شامل.

وجاء ذلك في مكالمة هاتفية بين المسؤول الروسي ونظيره الأمريكي، لويد أوستن، ولكن مسؤوين أمريكيين دحضوا هذا الادعاء، ووصفوه بأنه “دعايا مزيفة”،وفقًا لما أوردته شبكة “سي إن إن” الإخبارية، أمس الأحد 23 أكتوبر 2022.

مناقشة الأوضاع

قالت وزارة الدفاع الروسية إن الوزيرين ناقشا الوضع في أوكرانيا، لكنها لم تقدم مزيدًا من التفاصيل. وقال مسؤول آخر مطلع على المحادثة إن شويجو أدلى بادعاء بشأن الاستخدام المخطط لقنبلة قذرة.

وأدلى شويجو بتصريحات مماثلة لنظيريه الفرنسي والبريطاني أيضًا، وهو ادعاء ضخّمه الكرملين، في الأيام الأخيرة، لكن الولايات المتحدة وأوكرانيا والمملكة المتحدة دحضوه بشدة، باعتباره “دعايا روسية مزيفة”.

ما هي القنبلة القذرة؟

وبحسب موقع “فويس أوف أمريكا” في تقرير نٌشر، اليوم الاثنين، تعدّ القنبلة القذرة جهاز يستخدم المتفجرات التقليدية لنثر المواد المشعة، وتقول اللجنة التنظيمية النووية الأمريكية إن معظم القنابل القذرة لن تطلق إشعاعًا كافيًا لقتل الناس، أو التسبب في مرض خطير، لكنها قد تخلق حالة من الذعر وتلوث الممتلكات.

وكرر وزراء خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا دعمهم لأوكرانيا، في بيان صدر في وقت متأخر من يوم أمس الأحد، قائلين إن وزراء دفاع هذه الدول أوضحوا لشويجو رفضهم مزاعم روسيا “الكاذبة” عن أوكرانيا، طالبوا موسكو ألا تستخدم هذا الادعاء للتصعيد.

مزاعم كاذبة

قالت وزارة الدفاع الأمريكية إن لويد رفض، خلال المكالمة الهاتفية التي جمعته بشويجو، أي ذريعة للتصعيد الروسي، مشددًا على قيمة التواصل المستمر وسط “حرب روسيا غير المشروعة ضد أوكرانيا”، في حين قال وزير الدفاع الأوكراني، أوليكسي رينيكوف، إنه سيتحدث مع نظيره الأمريكي بشأن الاستفزازات الروسية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أدريان واتسون، لشبكة “سي إن إن”، في بيان: “نرفض تقارير عن مزاعم الوزير شويجو الكاذبة بأن أوكرانيا تستعد لاستخدام قنبلة قذرة على أراضيها، والعالم الحر يقف أمام أي محاولة لاستخدام هذا الادعاء ذريعة للتصعيد”.

دعم موحد

في وقت لاحق من يوم أمس الأحد، أصدرت وزارات الخارجية الأمريكية والفرنسية والبريطانية بيانًا مشتركًا وصفت فيها مزاعم وزير الدفاع الروسي بالكاذبة، وجددت دعمهما الموحد لسيادة أوكرانيا الإقليمية.

وقال البيان إن الولايات المتحدة تراقب عن كثب أي معلومات استخباراتية تفيد بأن لدى روسيا خطة محددة لتفجير سد كبير، بالقرب من منطقة خيرسون، التي أمرت روسيا مواطنيها بإخلائه.

الرد الأوكراني

بحسب تقرير لـ”يورو نيوز“، أمس الأحد، قال الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، إن المزاعم التي أدلى بها وزير الدفاع الروسي، خلال جولة من المكالمات الهاتفية، تعني أن موسكو تمهد الطريق لنشر قنبلة قذرة مشعة على الأراضي الأوكرانية، وأضاف أن تلك المزاعم جاءت بعد أن عادت إمدادات الطاقة إلى جميع مناطق البلاد بعد القصف الروسي.

وقال زيلينسكي، في خطاب متلفز مساء الأحد: “إذا أشاعت روسيا أن أوكرانيا تجهز شيئًا ما، فهذا يعني شيئًا واحدًا، لقد أعدت روسيا بالفعل كل هذا”، مشيرًا إلى أن شويجو كرر مزاعمه الكاذبة بشأن نشر أوكرانيا لقنبلة ليس لها تأثير مدمر، لكنها قد تعرض مناطق واسعة للتلوث الإشعاعي.

لا يوجد سلاح نووي

بحسب جريدة “الجارديان” البريطانية، في تقرير نشرته، اليوم الاثنين، لا يوجد دليل على أن أوكرانيا لديها أي مواد مشعة في ترسانتها العسكرية، منذ أن تخلت عن أسلحتها النووية في تسعينات القرن الماضي، في حين رفض معهد دراسات الحرب دعوات شويجو، ووصفها بأنها “خطوة قاتلة” تهدف إلى ترهيب حلفاء أوكرانيا الغربيين، وتقسيم حلف الناتو.

وقالت وزارة الدفاع البريطانية، في بيان: “زعم شويجو أن أوكرانيا كانت تخطط لاتخاذ إجراءات تسهلها الدول الغربية، بما في ذلك المملكة المتحدة، لتصعيد النزاع في أوكرانيا.” ودحض وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، هذه المزاعم، محذرًا من أن مثل هذه الادعاءات لا ينبغي أن تستخدم ذريعة لمزيد من التصعيد.

ربما يعجبك أيضا