ما هي القنبلة القذرة التي حذرت منها روسيا؟

اتهمت وزارة الدفاع الروسية أوكرانيا بالتخطيط لاستخدام “قنبلة قذرة”، وهي قنبلة تفجيرية تقليدية، لكنها مخلوطة بمواد نووية سامة.

وحسب ما ذكرته وكالة “رويترز”، تشدد كييف وحلفاؤها الغربيون على أن الاتهامات لا تمت للحقيقة بصلة، وأن فكرة تسبب أوكرانيا في تسميم أراضيها “منافية للعقل بلا شك”. ويقولون إن موسكو ربما تدعي ذلك لتبرير تصعيدها للحرب.

حجم الأضرار الذي يمكن أن تسببها

لا ينشأ عن القنابل القذرة انفجارًا ذريًا يسوى المدن بالأرض، ولكنها مصممة لنشر غبار سام، ويشعر الخبراء الأمنيون بقلق من استخدامها غالبًا في صورة سلاح إرهابي في المدن لترويع المدنيين، أكثر منها سلاحًا تكتيكيًّا بين الأطراف المتناحرة.

ويوضح الخبراء أن الأثر الصحي المباشر قد يكون محدودًا، لأنه سيكون بوسع معظم الموجودين في أي منطقة منكوبة الهروب قبل التعرض لجرعات قاتلة من الإشعاع. ولكن الضرر الاقتصادي قد يكون ضخمًا من جراء ضرورة إخلاء المناطق الحضرية، أو حتى هجر مدن بأكملها.

تصورات افتراضية لأضرار القنبلة القذرة

في شهادة أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، خلال فترة حكم الرئيس السابق، باراك أوباما، حدد رئيس اتحاد العلماء حينئذ، الطبيب هنري كيلي، الخطوط العريضة للعديد من التصورات الافتراضية، اعتمادًا على كمية المواد النووية المستخدمة ونوعها ومدى انتشارها.

وتتطلب قنبلة تستخدم عنصر السيزيوم المشع من أحد الأجهزة الطبية المفقودة أو المسروقة، إخلاء منطقة تشمل العديد من الأحياء وجعلها غير آمنة لعقود. وقال كيلي إن قطعة من الكوبالت المشع من أحد مصانع تشعيع الأغذية، إن انفجرت في قنبلة بنيويورك، يمكنها تلويث منطقة مساحتها 1000 كيلومتر مربع، وقد تجعل جزيرة مانهاتن غير صالحة للسكن.

ما الذي تقوله روسيا؟

بعثت موسكو رسالة تفصّل فيها ادعاءاتها إلى الأمم المتحدة، في ساعة متأخرة من مساء الاثنين، وقال دبلوماسيون إن روسيا تعتزم طرح القضية في اجتماع مغلق مع مجلس الأمن الدولي، اليوم الثلاثاء 25 أكتوبر 2022.

وأشار رئيس قوات الحماية النووية والبيولوجية والكيماوية الروسية، اللفتنانت جنرال إيجور كيريلوف، في إفادة صحفية، إلى أن هدف أوكرانيا من شن مثل هذا الهجوم، هو الانحاء باللوم على روسيا، لتقويض الثقة فيها.

بماذا ردت أوكرانيا؟

قالت كييف وحلفاؤها الغربيون إن ادعاء موسكو أن أوكرانيا قد تتعمد جعل بعض أراضيها غير صالحة للسكن مناف للعقل، ولا سيما في وقت تستعيد فيه القوات الأوكرانية أراضيها في ساحة المعركة.

ووصفت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، في بيان مشترك، الادعاءات الروسية بأنها “كاذبة تمامًا”، وحذرت موسكو من استخدامها “ذريعة” للتصعيد.