ما وراء الكواليس.. لماذا شحنت أمريكا قنابل ثقيلة لإسرائيل الآن؟

إسراء عبدالمطلب

تستأنف إدارة بايدن إرسال القنابل الكبيرة إلى إسرائيل والتي كانت متوقفة منذ مايو وسط مخاوف بشأن غزو رفح، لكن القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل لا تزال قيد المراجعة.


قال مسؤولون أمريكيون مطلعون على الأمر إن الولايات المتحدة استأنفت شحنة قنابل تزن 500 رطل إلى إسرائيل.

وكانت هذه الشحنة متوقفة منذ مايو، عندما علقت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تسليم نوعين من الأسلحة الكبيرة التي يتم إسقاطها جواً وسط مخاوف بشأن تزايد نطاق الخسائر بين المدنيين في غزة.

واشنطن ستفرج عن قنابل تزن 500 رطل لإسرائيل | أخبار - اشراق العالم 1789

1800 قنبلة

حسب صحيفة واشنطن بوست، الخميس 11 يوليو 2024، إن عملية التسليم المتوقفة شملت 1800 قنبلة تزن الواحدة منها 2000 رطل، والتي لا تزال معلقة. لكن عملية تسليم 1700 قنبلة تزن الواحدة منها 500 رطل سوف تمضي قدماً.

وجاء القرار الأمريكي في أعقاب حملة ضغط شنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وجماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، بما في ذلك لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك)، للمطالبة باستئناف جميع شحنات الأسلحة بغض النظر عن قدرتها على القتل.

خلط الذخائر

رغم حملة الضغط والإيقاف الأولي، قال المسؤولون الأمريكيون للصحيفة، إن القنابل التي يبلغ وزنها 500 رطل لم تكن أبدًا مصدر قلق خطير بالنسبة لإدارة بايدن. و”بسبب الطريقة التي يتم بها تجميع هذه الشحنات، قد يتم خلط ذخائر أخرى في بعض الأحيان. وهذا ما حدث هنا مع القنابل التي تزن 500 رطل، لأن اهتمامنا الرئيسي كان ولا يزال يتمثل في الاستخدام المحتمل للقنابل التي تزن 2000 رطل في رفح وأماكن أخرى في غزة”.

وفي حين تباطأت وتيرة الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة إلى حد ما، فإن الضربات الإسرائيلية لا تزال مرتبطة بأحداث الإصابات الجماعية، بما في ذلك الضربة التي استهدفت يوم الثلاثاء مدرسة تؤوي فلسطينيين نازحين بالقرب من خان يونس، والتي أسفرت عن مقتل 25 شخصًا على الأقل وإصابة 50 آخرين، وفقاً لوزارة الصحة في غزة. وقالت إسرائيل إن الغارة الجوية استهدفت مقاتلين من حماس.

إشارة تحذيرية

كانت القناة 12 الإسرائيلية أول من أورد قرار رفع الحظر جزئياً على الشحنات الأمريكية. وكانت الولايات المتحدة علقت في بادئ الأمر تقديم القنابل الكبيرة باعتبارها “إشارة تحذيرية” ومؤشراً خطيراً على القلق الأمريكي إزاء الغزو الذي خطط له نتنياهو لمدينة رفح في جنوب قطاع غزة، حيث كان أكثر من مليون فلسطيني يحتمون.

وقال الرئيس بايدن إن أي عملية كبرى هناك ستتجاوز “الخط الأحمر”، مما أدى إلى تعليق الدعم الأمريكي. وقال مسؤولون أمريكيون في وقت لاحق إن العمليات الإسرائيلية هناك لم تتجاوز الخط الأحمر، بما في ذلك حادثة 26 مايو التي قُتل فيها ما لا يقل عن 46 فلسطينيًا خلال قصف إسرائيلي لمخيم تل السلطان.

دمار هائل وخسائر بشرية

نقلت واشنطن بوست، مسؤولون أمريكيون إن الهجوم على رفح تم تنفيذه بدقة أكبر بكثير من العمليات الإسرائيلية الأخرى في خان يونس ومدينة غزة. وفي الأسبوع الماضي، وأحضرت قوات الدفاع الإسرائيلية مجموعة كبيرة من الصحافيين في جولة في أجزاء من رفح للمرة الأولى، ووصف الصحفيون المدينة بأنها “مدمرة” وخالية إلى حد كبير.

وتقول الباحثة في مركز السياسة الدولية، جانيت أبو إلياس، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن القوة التدميرية للقنابل التي تزن 500 رطل لا ينبغي الاستخفاف بها. وتضيف: “في المناطق المكتظة بالسكان في غزة، فإن الفارق في التأثير المدمر بين قنبلة تزن 500 رطل وقنبلة تزن 2000 رطل ضئيل للغاية، وكلاهما يتسبب في دمار هائل وخسائر بشرية بين المدنيين”.

ربما يعجبك أيضا