مباحثات أمريكية بريطانية لتغيير مسار الحرب في أوكرانيا

تصاعد التوترات بشأن تسليح أوكرانيا بصواريخ بعيدة المدى

شروق صبري
كير ستارمر وجو بايدن

محادثات أمريكية-بريطانية تناقش السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى، مع تحذيرات من تصعيد الصراع مع روسيا.


في ختام زيارته إلى واشنطن، غادر رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر العاصمة الأمريكية بعد إجراء محادثات مهمة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عن الوضع في أوكرانيا.

وتصدّر موضوع استخدام الصواريخ بعيدة المدى محور النقاشات، وتأتي هذه المحادثات وسط تقارير عن احتمال تغيّر في الموقف الأمريكي بشأن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى مثل “ستورم شادو”، التي تعتمد في بعض تقنياتها على البيانات الأمريكية.

عدم وجود إعلان رسمي

رغم أن الاجتماع بين الزعيمين لم يسفر عن إعلان فوري بشأن هذا الأمر، إلا أن هناك إشارات توحي بأن إدارة بايدن قد تكون على استعداد للسماح للمملكة المتحدة وفرنسا باستخدام صواريخ “ستورم شادو” في الصراع الأوكراني، تعتمد هذه الصواريخ بشكل كبير على تقنيات أمريكية مثل بيانات الملاحة، وهو ما يجعل أي قرار أمريكي بشأن استخدامها من قبل حلفاء الغرب حساسًا للغاية.

وقال ستارمر بعد الاجتماع: “لم يكن الاجتماع متعلّقًا بقرار محدد، لكن من المتوقع أن نتابع هذه النقاشات مرة أخرى في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة القادمة، حيث سنناقش الأمر مع مجموعة أوسع من المسؤولين”، وفق ما نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، اليوم 14 سبتمبر 2024.

موقف استخدام ATACMS

من بين الأمور التي نوقشت كذلك، إمكانية سماح واشنطن لأوكرانيا باستخدام صواريخ ATACMS، التي تطلق من الأرض ويصل مداها إلى مسافات بعيدة.

ورغم أن الولايات المتحدة كانت مترددة حتى الآن في تقديم هذه الصواريخ بسبب المخاوف من أن استخدامها قد يؤدي إلى تصعيد الصراع مع روسيا، فإن هناك بعض المسؤولين داخل الحكومة الأمريكية الذين يضغطون على بايدن لمنح الضوء الأخضر لأوكرانيا لاستخدام هذه الأسلحة.

التزام أمريكا بدعم أوكرانيا

قبل اجتماع ستارمر مع بايدن، أكد الرئيس الأمريكي مجددًا التزام الولايات المتحدة بمواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة الغزو الروسي.

قال بايدن: “الولايات المتحدة ملتزمة بالوقوف إلى جانب أوكرانيا وهي تدافع عن نفسها ضد العدوان الروسي”، وأضاف أن “من الواضح أن بوتين لن يحقق النصر في هذه الحرب، والشعب الأوكراني سينتصر في النهاية”.

مخاوف من التصعيد

رغم هذا الدعم العلني، هناك مخاوف داخل الدوائر الدبلوماسية والعسكرية من أن تسليم صواريخ بعيدة المدى إلى أوكرانيا قد يزيد من حدة الصراع.

وحذّر اللورد كيم داروك، المستشار السابق للأمن القومي البريطاني، من أن استخدام صواريخ “ستورم شادو” لضرب أهداف داخل روسيا قد يؤدي إلى تصعيد غير محسوب.

رد فعل روسيا

داروك، الذي شغل منصب سفير بريطانيا لدى واشنطن سابقًا، قال في تصريحات لصحيفة “فاينانشال تايمز”: “يجب على الحلفاء الغربيين أن يفكروا جيدًا في التحذيرات التي أطلقها بوتين هذا الأسبوع، حيث أشار إلى أن استخدام الأسلحة بعيدة المدى ضد أهداف داخل روسيا سيجعل الناتو في حالة حرب مع موسكو”، وأضاف: “لا نريد تصعيد هذا الصراع إلى مستويات لا يمكن التحكم بها”.

من جهتها، كانت روسيا واضحة في موقفها بشأن هذا التطور، وفي كلمة ألقاها أمام مجلس الأمن الدولي، قال فاسيلي نيبينزيا، سفير روسيا لدى الأمم المتحدة، إن السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ طويلة المدى ضد بلاده سيجعل الناتو “طرفًا مباشرًا في الحرب مع قوة نووية”. وأضاف نيبينزيا: “يجب على الدول الغربية أن تتذكر أن تصعيد الصراع بهذه الطريقة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة”.

تحديات أمام الغرب

من بين التحديات الرئيسة التي تواجه الدول الغربية في هذا السياق هو كيفية الحفاظ على الدعم العسكري لأوكرانيا دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تؤدي إلى تصعيد مباشر مع روسيا.

فبينما استطاع الغرب حتى الآن تقديم أنواع مختلفة من الأسلحة دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهة مباشرة مع موسكو، يظل موضوع الصواريخ بعيدة المدى أكثر تعقيدًا وحساسية.

موقف كييف

أما من جانب أوكرانيا، فإن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي قد واصل الضغط على حلفائه الغربيين لتزويد بلاده بالصواريخ طويلة المدى مثل ATACMS و”ستورم شادو”، وفي منشور على منصة X (تويتر سابقًا)، قال زيلينسكي: “كل من يرى الخريطة ويدرك من أين تشن روسيا هجماتها ومن أين تدرب قواتها، يفهم تمامًا لماذا تحتاج أوكرانيا إلى قدرات بعيدة المدى”.

ومن المتوقع أن يتخذ القرار النهائي بشأن هذا الموضوع في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي ستنعقد خلال الأيام المقبلة في نيويورك،
وسيحضر الاجتماع كل من بايدن وستارمر، بالإضافة إلى زيلينسكي وعدد من الزعماء الغربيين الآخرين.

ربما يعجبك أيضا