مبادرة جديدة.. مصر تستعد لمواجهة ضعف وفقدان السمع من المهد

إبراهيم جابر

رؤية – إبراهيم جابر:

القاهرة – وجه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مسؤولي وزارة الصحة لاكتشاف وعلاج ضعف وفقدان السمع، والقضاء على قوائم الانتظار لعمليات جراحة قوقعة الأذن للأطفال، في إطار مبادرات الدولة المصرية للتصدي للأمراض المنتشرة، على غرار مبادرات “100 مليون صحة” للقضاء على فيروس “سي” والكشف عن الأمراض غير السارية.

“الكشف إجباريا”

الرئيس المصري استعرض اليوم خلال اجتماعه مع وزيرة الصحة هالة زايد، ووزير الاتصالات عمرو طلعت، ومدير مجمع الجلاء الطبي للقوات المسلحة اللواء طبيب بهاء الدين زيدان تفاصيل المبادرة الجديدة التي من المزعم انطلاقها في بداية شهر يونيو المقبل، للقضاء على تلك الأزمة.

وطالب السيسي مسؤولي وزارة الصحة والجهات المعنية في الحكومة بالعمل على دعم جهود الاكتشاف المبكر لضعف وفقدان السمع، من خلال جعل فحص السمع روتينيًا وإجباريًا للأطفال حديثي الولادة، بحيث تسهل في المستقبل عملية متابعة وعلاج الطفل المكتشف إصابته، علاوة على العمل بالتوازي على قوائم الانتظار بالنسبة لعمليات جراحة قوقعة الأذن للأطفال.

وزارة الصحة المصرية كانت أعلنت في منتصف الشهر الجاري عن بدء الاستعداد لإطلاق المبادرة من خلال إدراج الكشف المبكر عن ضعف السمع عند المواليد، ضمن قائمة التطعيمات والفحوصات الإجبارية للمواليد، والعمل على توفير كافة الأجهزة الطبية اللازمة لقياس السمع والاكتشاف المبكر للحالات.

“خطوات المبادرة”

وكشفت وزارة الصحة أنها ستطبق الكشف المبكر لحالات الإعاقة السمعية، من خلال وحدات الرعاية الأولية والمراكز الطبية، ومع أول جرعة تطعيم للأطفال حديثي الولادة، لاكتشاف حالات ضعف السمع الشديد، وأنه سيتم متابعة الحالات من خلال نظام متابعة مميكن لجميع المرضى الذين أجروا العمليات حتى عمر سنتين، باعتباره السن الأمثل لإجراء تدخل جراحي لعملية زراعة قوقعة لهذه الحالات، بالإضافة إلى توفير الصيانة اللازمة لجهاز القوقعة.

وأعلنت الوزارة في بيان رسمي لها، الانتهاء من حوالي 156 ألف عملية جراحية بمبادرة السيسي، لمنع تراكمات قوائم الانتظار في التدخلات الجراحية الحرجة بالتخصصات التسعة التي تشملها المبادرة، منذ انطلاقها في شهر يوليو الماضي، لافتة إلى أنه تم إجراء 973 حالة زراعة قوقعة، و386 حالة لطفل جاري تجهيزهم واستكمال الإجراءات الخاصة بها، تمهيدا للزرع خلال الأيام القليلة القادمة.

وذكرت الوزارة أنه يمكن للمواطنين التسجيل لإجراء العمليات عن طريق الخط الساخن للمبادرة 15300، منوهة إلى أنه تم استقبال حوالي 2678 استفسارًا خلال الـ 5 أشهر الماضية.

وأكدت الوزارة اهتمامها بجودة الخدمة الطبية المقدمة للمريض في جميع التخصصات التي تشملها المبادرة الرئاسية، خاصة في عمليات زراعة القوقعة، وأهمية التوعية الإعلامية والتثقيفية للأسر للاكتشاف المبكر للطفل المصاب بضعف السمع، فضلاً عن التوعية بكيفية التعامل مع جهاز “القوقعة” للحالات التي تمت لها الزراعة، ومتابعة مراحل تطور الطفل لمعرفة مدى استجابته لعملية الزراعة، بالإضافة إلى أهمية متابعة تنظيم جلسات تخاطب للأطفال لتحقيق أقصى استفادة من عملية الزرع.

“كارثة وأمل”

وذكرت منظمة الصحة العالمية إن 5% من سكان العالم، حوالي 360 مليون شخص، بينهم 32 مليون من الأطفال، يعانون فقدان السمع، فضلا عن نحو ثُلث الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 65 عامًا، موضحة أنه يوجد طفل أو اثنان من كل 1000 طفل يولد، مصابٌ بفقد سمع دائم في إحدى أو كلتا الأذنين، ولا يتم اكتشاف ذلك إلا بعد مرور سنوات وبعد نمو الطفل وتحتاج نسبة منهم إلى عمليات زراعة قوقعة.

وأوضحت مؤسسة “اسمعني”، أن حوالي 4.5 ملايين مصري يعانون من ضعف السمع، لافتة إلى أنه يمكن إعادة السمع عند الأطفال في حال تمّ الكشف المبكر (1-2 سنتين) عن المشكلة.

ومن المقرر أن يشمل المبادرة المصرية الجديدة فحص جميع المواليد من عمر يوم، إذ تستهدف جميع المواليد الجدد البالغ عددهم 2.5 مليونا مولود سنويّاً وفقاً للإحصائيات السكانية.

ربما يعجبك أيضا