متى بدأت الحياة الحيوانية على الأرض؟ دراسة بريطانية تقربنا من الإجابة

بسام عباس
الديكينسونيا

ألقت دراسة جديدة أجراها مجموعة من العلماء بجامعة أكسفورد الضوء على توقيت ظهور الحيوانات في تاريخ الأرض.

وأشارت الدراسة إلى أن العصر الكامبري شهد طفرة ملحوظة في التنوع الحيواني، يُطلق عليها اسم “الانفجار الكامبري”. ويعتقد العديد من العلماء أن الحيوانات الأولى تطورت بالفعل قبل فترة طويلة من العصر الكامبري.

غياب الحيوانات في العصر الكامبري

العلماء لم يتمكنوا من تفسير سبب اختفاء الحيوانات الأولى من السجل الأحفوري. وأوضح موقع (Study Finds) أن فريق بحث من جامعة أكسفورد البريطانية، أجرى تقييمًا شاملًا لظروف الحفظ اللازمة لالتقاط الحفريات الحيوانية المبكرة، ومن خلال فحص عينات من رواسب الحجر الطيني الكامبري، حدد نوعًا معينًا من أساليب الحفظ يسمى “Burgess Shale-Type” (BST)، ويتميز هذا النوع بتحجر الأنسجة الحيوانية الناعمة والهشة.

اقرأ أيضًا: الأردن يعلن اكتشاف أثري يعود إلى 9000 عام من العصر الحجري

وأضاف، في تقرير نشره يوم الخميس 31 سبتمبر 2023، أن الفريق افترض أنه إذا حدثت هذه الظروف أيضًا خلال أوائل عصر الطلائع الحديثة، فإن غياب الحفريات سيشير إلى الغياب الحقيقي للحيوانات في ذلك الوقت، لافتًا إلى أن العصر الكامبري امتد من 539 إلى 485 مليون سنة مضت.

Edicarian resized scaled

إعادة بناء قاع البحر الإدياكاري من مجموعة ناما، ناميبيا، ما يدل على التنوع الحيواني المبكر

واكتشف فريق الباحثين أن لوجود أنواع معينة من الطين دور حاسم في الحفاظ على (BST)، وعثر الفريق على الطين المضاد للبكتيريا المسمى “بيرثيرين” غنيًّا في الحفريات مع حفاظه على (BST)، كما أن “الكاولينيت”، نوع آخر من الطين مضاد للبكتيريا، يرتبط بالأنسجة المتحللة، ويشكل هالة واقية أثناء التحجر.

اقرأ أيضًا: دراسة تكشف مكان ظهور أول دماغ بشري

الافتقار إلى التركيبات اللازمة للحفظ

كشف الموقع العلمي عن أن نتيجة الدراسة أوضحت أن معظم رواسب الطلائع الحديثة افتقرت إلى التركيبات اللازمة للحفاظ على (BST)، ووجدت ثلاث رواسب في نونافوت (كندا)، وسيبيريا (روسيا)، وسفالبارد (النرويج) تشترك في تركيبات مماثلة مع صخور الكامبري، ولم تجد أي حفريات حيوانية في هذه الرواسب الثلاثة، رغم ظروف الحفظ المواتية.

Charnia e1693438066901

إعادة بناء تشارنيا، مرشح لأول أحفورة حيوانية من العصر الإدياكاري، يعود تاريخها إلى 574 مليون سنة

ويشير هذا “الدليل على الغياب” إلى أن الحيوانات لم تتطور خلال عصر الطلائع الحديثة المبكر، ما يمثل تحديًّا لتقديرات الساعة الجزيئية السابقة، ومع ذلك يهدف فريق البحث إلى التمييز بين الغياب الحقيقي وقيود التحجر، ما قد يُحدث ثورة في فهمنا للسجل الأحفوري عبر العصور الجيولوجية المختلفة.

وأضاف الموقع أن هذه الدراسة تقربنا من كشف اللغز المحيط بأصول الحيوانات على الأرض، ومن خلال التحقيق في الظروف الفريدة اللازمة للتحجر، أنشأ العلماء نقطة قصوى جديدة لتطور الحيوانات وأثاروا أسئلة مثيرة للاهتمام بشأن ظهور الحياة في تاريخ كوكبنا القديم.

ربما يعجبك أيضا