مجدي يعقوب.. فارس الإمبراطورية الذي منح الأمل لآلاف القلوب

ياسمين سعد
مجدي يعقوب

بعد نفي شائعات وفاته.. تعرف على أبرز محطات السير مجدي يعقوب ملك القلوب الذي منح الأمل لآلاف الأطفال في أنحاء العالم.


بنبضات متسارعة تابعت قلوب العالم بأسره أخبار طبيبها البروفيسور العالمي السير مجدي يعقوب، بعد تردد أنباء وفاته خلال الساعات الماضية.

ولم تكنّ القلوب، إلا بعد نفي عضو مجلس إدارة مركز أسوان للقلب، الدكتور أحمد سليمان، النبأ المشئوم، مستنكرًا الإشاعات التي أطلقتها مواقع التواصل الاجتماعي دون وجود أي أساس لها من الصحة، مهيبًا بوسائل الإعلام تحري الدقة قبل الانسياق ورائها.

أحلام حقيقية لبروفيسور القلوب

لم يكن يتخيل الطفل مجدي الذي ولد في 16 نوفمبر لعام 1935 بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية أنه سيصبح الأمل في شفاء آلاف الأشخاص في المستقبل، ليس في مصر فقط، بل العالم بأسره.

وكان يعقوب قليل الكلام كثير العمل منذ صغره، فكان متفوقًا في دراسته وألهمه نجاح والده أخصائى الجراحة العامة الناجح بدراسة الطب، على الرغم من أنه اعترض على تخصص ابنه مجدي في جراحة القلب، بحجة أنه ليس جيدًا في التفاصيل.

السير مجدي يعقوب

السير مجدي يعقوب

محطات ملهمة

أصر يعقوب على متابعة شغفه، وحلّق بجناحيه خلفه، فسافر إلى لندن في العام 1962 واجتهد في عمله، حتى أصبح أخصائى جراحات القلب والرئتين فى مستشفى هارفيلد بين عامي 1969 و2001.

وكان ليعقوب محطات عدة تستحق الوقوف عندها، على رأسها حين نقل قلبًا لمريض اسمه دريك موريس عام 1980، الذي أصبح الأطول عمرًا لمريض أجريت له عملية نقل قلب، حتى وافته المنية في شهر يوليو عام 2005.

موسوعة جينيس

تبرز في حياة مجدي يعقوب المهنية المحطة التي كتب فيها اسمه بحروف من ذهب بموسوعة “جينيس” للأرقام القياسية، عندما زرع قلبًا لرجل إنجليزي اسمه جون مكافيرتي، ليصبح جون أطول شخص يعيش بقلب منقول، وعاش به لمدة 33 عامًا.

أما المحطة التي كسب بها يعقوب قلوب مواطني بريطانيا، فهي عندما ساهم في عودة ضحكتهم، بإصلاح قلب الكوميدي البريطاني الشهير، إريك مور كامب، الذي عاد إلى جمهوره بصحة جيدة، وبيده يعقوب تحت دائرة الأضواء.

فارس الإمبراطورية وملك القلوب

كان لهذه المحطات كلها أثر كبير في نفس ملكة بريطانيا، الملكة إليزابيث الثانية، التي قررت تكريم يعقوب ومنحه لقب فارس الإمبراطورية، ليصبح اسمه مسبوقًا بكلمة سير في عام 1992، وفي حين انتشر لقب السير مجدي يعقوب في بلده الأم مصر، ناداه البريطانيون بملك القلوب.

السير مجدي يعقوب

السير مجدي يعقوب

حصل يعقوب أيضًا على قلادة النيل العظمي عام 2011 تكريمًا من الرئيس المصري الراحل، محمد حسني مبارك، وتسلمها يعقوب في حفل أقيم خصيصًا لتكريمه.

عودة الطير المهاجر

من أشهر أقوال يعقوب في تصريحاته الإعلامية: “قلبي مصري، ومصر وطني، ودايماً مصر معايا في كل حتة بروحها، عشان كدا قررت أعالج القلب، لأن أمراضه من أكثر أسباب الوفاة في مصر”.

ولذلك قرر الطير المهاجر العودة إلى بلده، وإنشاء مركز مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب بمدينة أسوان وافتتاحه عام 2009، وهو المركز الذي يجري سنويًّا 3 آلاف عملية قلب مفتوح، و3 آلاف عملية لقسطرة القلب مجانًا لجميع أطفال مصر، ويتمنى العالم أجمع مزيدًا من الصحة للسير مجدي يعقوب، لأنه الأمل في نبض المزيد من القلوب.

ربما يعجبك أيضا