مجزرة المواصي.. هل حددت إسرائيل موقع «محمد الضيف»؟

محمد النحاس

يبدو أن الهجوم على المواصي كان مدفوعًا بمعلومات استخباراتية استندت إلى تحديد موقع اثنين من كبار قادة حماس في مجمع مسوّر داخل المنطقة الإنسانية.


في صباح السبت الماضي، بينما كان الكثير من سكان غزة يجلسون لتناول وجبات الإفطار البسيطة أو يشربون الشاي، تردد صوت الانفجارات في أنحاء منطقة المواصي بجنوب غزة.

المنطقة، التي كانت في السابق قليلة السكان، أصبحت ملاذًا لعشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين لجأوا إليها بعد أن أعلنت القوات الإسرائيلية أنها آمنة للمدنيين.

هجوم دموي

رغم هذا الإعلان، استهدفت إسرائيل المنطقة بسلسلة من الغارات الجوية، مدعية أنها كانت تستهدف اثنين من مسؤولي الجناح العسكري في القسام.

ونفت حماس مقتل قائد القسام، محمد الضيف والذي ادعت إسرائيل أن الهجوم كان يستهدفه، وأفاد مسؤولو الصحة في غزة بأن أكثر من 90 شخصًا قتلوا في الهجوم، نصفهم من النساء والأطفال، وأصيب أكثر من 300 آخرين، وفق تقرير “نيويورك تايمز” الأمريكية المنشور في 15 يوليو 2024.

في ذلك اليوم، لحق الدمار المخيمات التي ضمت على الأقل 100 خيمة، كل منها تؤوي عائلة مكونة من سبعة أو ثمانية أفراد.

مشهد مروع

تطايرت الرمال في الهواء وسقطت “مثل المطر”، بحسب أحمد يوسف خضرة، البالغ 38 عامًا، الذي كان يتناول الإفطار مع عائلته في خيمتهم، وفق ما نقل تقرير صحيفة نيويورك تايمز.

خضرة رأى جثثًا تتطاير في الهواء وتسقط وأفاد بأنه بالكاد استطاع فهم ما كان يحدث، وسط الفوضى، كان يشعر بالهلع حيال أطفاله الأربعة الذين كانوا معه في الخيمة، ولم يفهم ما حدث وما سيحدث، كل ما كان يفكر فيه هو مصير أسرته وأحبائه.

وخلال الهجوم، استمر صوت الانفجارات لأكثر من خمس دقائق، وكل انفجار يتبعه الآخر بفاصل زمني أقل من دقيقة، ثم تبع ذلك ونار، ودخان، ورمال، وأشخاص قتلى، خضرة أفاد بأن الضربات استهدفت أيضًا مبنىً من ثلاثة طوابق قريب.

إصابة خيام النازحين

في الوقت نفسه، كانت فوزية الشيخ، 82 عامًا، قد ذهبت لغسل يديها بعد تناول الشاي مع ابنها وابنتها عندما تهاوت خيمتهم في أول ضربة.

هربت ابنتها في رعب، بينما جرت حفيدتاها نحوها وهما تبكيان، “أين أمي؟” وأخيرًا، ساعدهم شاب للوصول إلى منطقة كانت تنقل فيها سيارات الإسعاف المصابين بعيدًا.

خلال هذا الوقت، كانت فوزية تردد الشهادة، تبكي وتتمنى الموت حتى سقطت على الأرض، في النهاية، رأت ابنتها التي بُترت يدها وساقها.

مستشفى ناصر

نُقل العديد من الجرحى إلى غرفة الطوارئ في مستشفى ناصر، وأفاد سكوت أندرسون، المسؤول الإغاثي البارز في الأمم المتحدة، بأنهم استقبلوا أكثر من 130 شخصًا من ضربات المواصي.

وكان المستشفى يعمل فوق طاقته قبل الهجوم، ما أدى إلى علاج المصابين على الأرض، وعلى المقاعد، وعلى إطارات الأسرة بدون حتى مراتب.

لماذا المواصي؟

في حين أن تحديد موقع القادة العسكريين يتطلب معلومات استخباراتية دقيقة، فإن ذلك يتضمن غالبًا استخدام مصادر بشرية وتقنيات متقدمة لجمع المعلومات وتحليلها، وفقًا لنيويورك تايمز.

ويبدو أن الهجوم على المواصي كان مدفوعًا بمعلومات استخباراتية استندت إلى تحديد موقع اثنين من كبار قادة حماس في مجمع مسوّر داخل المنطقة الإنسانية.

أفاد الجيش الإسرائيلي يوم الأحد بأنه نجح في اغتيال قائد بارز لحماس وهو رافع سلامة في ضربات المواصي، لكنه لم يتمكن من تأكيد ما إذا كان محمد الضيف، قائد الجناح العسكري لحماس، قد قتل كما كان مستهدفًا، إجمالاً لعبت المعلومات الاستخباراتية دورًا حاسمًا في تنفيذ هذه الهجمات، إلا أن النتيجة كانت خسائر بشرية هائلة بين المدنيين.

ربما يعجبك أيضا