محاكمة تاريخية.. ألمانيا تدين سكرتيرة نازية سابقة عمرها 97 عامًا

رنا أسامة

قضت محكمة ألمانية على إيرمجارد فورشن، 97 عامًا، بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، لضلوعها في قتل أكثر من 10 آلاف شخص خلال الحرب العالمية الثانية.


أدانت محكمة ألمانية، اليوم الثلاثاء 20 ديسمبر 2022، موظفة سابقة في معسكر نازي، بتهمة التواطؤ في أكثر من 10 آلاف جريمة قتل.

وقضت المحكمة على سكرتيرة قائد قوات الأمن الخاصة بمعسكر الاعتقال النازي “شتوتهوف” إبان الحرب العالمية الثانية، إيرمجارد فورشن، 97 عامًا، بالسجن عامين مع وقف التنفيذ، لضلوعها في قتل أكثر من 10 آلاف شخص.

65 ألف عملية قتل

حسب شبكة “إيه بي سي” الأمريكية، تواجه فورشن، الملقبة بـ”سكرتيرة الشر”، مزاعم بأنها ساعدت وحرضت على القتل الوحشي المنهجي لعشرات آلاف السجناء، بين يونيو 1943 وإبريل 1945، خلال عملها سكرتيرة لقائد معسكر “شتوتهوف” النازي الألماني، بول فيرنر هوبه، عندما كان عمرها 18 عامًا.

وقضى قرابة 65 ألفًا داخل معسكر الاعتقال النازي، بما في ذلك سجناء يهود، وأنصار بولنديون، وأسرى حرب سوفيت. وتراوحت طرائق قتلهم بين الحقن بالبنزين أو مركب الفينول في القلب، والرمي بالرصاص، والتجويع، والبرد، والإعدام في غرفة غاز، وفق “إيه بي سي”.

أسف وندم

طلب محامو الدفاع تبرئة موكلتهم، بدعوى أن الأدلة لم تظهر بما لا يدع مجالًا للشك أن فورشن كانت على علم بعمليات القتل الممنهجة في المعسكر، لكن النيابة الألمانية قالت إن عملها كسكرتيرة “جعلها على دراية بكل ما يحدث داخل شتوتهوف”، القريب من مدينة جدانسك البولندية.

وعلى كرسي متحرك، مرتدية قبعة بيضاء وقناع أبيض ونظارة سوداء، قالت فورشن بكلمتها الختامية بقاعة المحكمة إنها تأسف لما حدث، وتشعر بالندم لوجودها في المعسكر بذلك الوقت. وحسب “إيه بي سي”، جرت المحاكمة بمحكمة أحداث، لأن المدعى عليها كانت دون 21 عامًا وقت ارتكاب الجرائم المزعومة.

سكرتيرة الشر

محاولة فرار فاشلة

في سبتمبر 2021، حاولت المدعى عليها الفرار من دار رعاية مسنين قبل بدء إجراءات محاكمتها، وتوجهت بسيارة أجرة إلى محطة مترو الأنفاق، لكن الشرطة الألمانية تمكنت من إلقاء القبض عليها واحتجازها لأيام، حسب ما ذكرت النسخة الإنجليزية من شبكة “دويتش فيله” الألمانية.

وأشار مكتب الادعاء الفيدرالي المكلف بالتحقيق في جرائم حرب الحقبة النازية، إلى 5 قضايا أخرى معلقة في أجزاء مختلفة من ألمانيا، في وقت لا تخضع فيه تهم “القتل العمد” و”التواطؤ في القتل” لقانون التقادم.

محاكمة تاريخية

وصف المدعي العام الألماني في بلدة إيتزيهوي الشمالية، ماكسي وانتزن، محاكمة فورشن بأنها “تاريخية”، مشيرًا إلى احتمالية أن تكون تلك المحاكمة “الأخيرة من نوعها”. وقال وانتزن إنه بالرغم من كبر سن المدعى عليها، فإن محاكمة فورشن تحظى بأهمية في السجلات التاريخية الألمانية، وفق “دويتشه فيله”.

وفي حين صدرت أحكام ألمانية مماثلة في قضايا ذات صلة بالمحرقة اليهودية (الهولوكوست) منذ إدانة حارس نازي سابق عام 2011، جرى التغاضي عن قضايا أخرى، لأسباب ارتبطت بوفاة المتهمين فيها أو عجزهم جسديًّا عن المثول للمحاكمة.

ربما يعجبك أيضا