محطات بارزة في حياة زعيم حزب الله حسن نصر الله

محمد النحاس
حسن نصر الله

تحت قيادته، تحول الحزب من جماعة مقاومة إلى أكبر قوة سياسية وعسكرية في لبنان، حيث تمكن من امتلاك ترسانة من الصواريخ طويلة المدى التي استُخدمت ضد إسرائيل خلال حرب 2006.


نفذت إسرائيل الجمعة 27 سبتمبر 2024، غارات جوية مكثفة على المقر الرئيسي لحزب الله في بيروت، وسط أنباء متضاربة حول مصير الأمين العام للجماعة، حسن نصر الله

 وسائل إعلام إسرائيلية وغربية أفادت أن الغارات استهدفت نصر الله بشكل مباشر، ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن الاستخبارات أن نصر الله كان في المقر المستهدف، لكن مصيره لا يزال مجهولًا، في حين تحدثت صحيفة معاريف العبرية عن مؤشرات أولية بنجاح عملية الاغتيال ونقلت رويترز عن مصدر مقرب من حزب الله أن نصر الله لا يزال على قيد الحياة.. فما أبرز محطات زعيم حزب الله؟ 

النشأة

ولد حسن نصر الله في 31 أغسطس 1960 في قرية البازورية جنوب لبنان، ونشأ في عائلة شيعية متواضعة، ومنذ صغره، أبدى اهتمامًا بالدين والسياسة، وتأثر بشكل كبير بالإمام موسى الصدر الذي أسس “حركة أمل” لتحسين وضع الشيعة في لبنان ومقاومة الاحتلال الإسرائيلي.

وانضم نصر الله إلى حركة أمل في أوائل السبعينيات خلال الحرب الأهلية اللبنانية التي اندلعت عام 1975، وسرعان ما انتقل إلى مدينة النجف في العراق لدراسة الدين الإسلامي. هناك، التقى بأبي موسى الصدر وآية الله محمد باقر الصدر، حيث زادت قناعته بضرورة المشاركة الفعالة في السياسة والدين.

لكن مع التعقيدات السياسية التي واجهت الحركة الشيعية في العراق أواخر السبعينيات، عاد نصر الله إلى لبنان حيث أصبح مقربًا من عباس الموسوي الذي كان له دور بارز في تأسيس حزب الله عام 1982، بعد الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

تأسيس حزب الله

حزب الله تشكل في ظل الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، وبدعم من إيران وسوريا، اتبع الحزب في أيديولوجيته “ولاية الفقيه”، التي تمنح القائد الإيراني الأعلى سلطة دينية وسياسية على الشيعة في العالم.

وبصفته جناحًا “مقاومًا” كما يُعرف نفسه، بدأ حزب الله بشن هجمات ضد الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، وكان من أبرز تلك العمليات تفجير مقر القيادة الإسرائيلية في مدينة صور عام 1982، وكذلك الهجمات على الجنود الأمريكيين والفرنسيين في بيروت عام 1983.

قيادة حزب الله

في عام 1992، تولى حسن نصر الله قيادة حزب الله بعد اغتيال عباس الموسوي في غارة إسرائيلية، وتحت قيادته، تحول الحزب من جماعة مقاومة إلى أكبر قوة سياسية وعسكرية في لبنان، حيث تمكن من امتلاك ترسانة من الصواريخ طويلة المدى التي استُخدمت ضد إسرائيل خلال حرب 2006.

ومنذ تسلمه القيادة، عمل نصر الله على تعزيز علاقات الحزب مع إيران وسوريا، وأصبح جزءًا مما يسمى “محور المقاومة” وهي حركات بخلفيات متنوعة يجمعها التحالف مع طهران. 

ويُعرف نصر الله، باسم أبو هادي،  نسبة إلى ابنه الأكبر، الذي كان يبلغ من العمر 18 عاماً عندما توفي في سبتمبر 1997 في اشتباك مع الإسرائيليين، ولنصر الله ثلاثة أبناء آخرين على الأقل.

حزب الله والسياسة اللبنانية

في الداخل اللبناني، شارك حزب الله في الحياة السياسية من خلال الانتخابات البرلمانية منذ عام 1992. في انتخابات 2018، حصل الحزب على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية، مما عزز موقعه كأكبر قوة سياسية في البلاد.

وعلى الرغم من ذلك، كان حزب الله دائمًا موضوع جدل داخلي بسبب احتفاظه بترسانته العسكرية خارج سيطرة الدولة، وهو ما دفع بعض الأطراف اللبنانية للمطالبة بنزع سلاحه.

الصراعات مع إسرائيل

منذ تأسيسه، شهد حزب الله مواجهات متكررة مع إسرائيل، وفي عام 2000، نجح الحزب في إجبار إسرائيل على الانسحاب من جنوب لبنان بدون اتفاقية سلام، مما عزز من شعبية نصر الله في العالم العربي.

في عام 2006، دخل الحزب في حرب جديدة مع إسرائيل بعد أسر جنديين إسرائيليين، مما أدى إلى تصعيد كبير دام 33 يومًا، وأسفر عن مقتل أكثر من 1200 لبناني و160 إسرائيليًا. بالرغم من الخسائر، استطاع حزب الله أن يثبت قدرته العسكرية.

ويعتقد أن نصر الله يعيش حياة متواضعة ونادراً ما يتواصل اجتماعياً خارج دوائر حزب الله، ويتجنب الظهور العلني والحديث في الهاتف منذ حرب 2006 ضد إسرائيل.

انخراطه في الصراعات الإقليمية

إلى جانب مواجهاته مع إسرائيل، لعب حزب الله دورًا كبيرًا في الحروب الإقليمية، وتدخل الحزب في الحرب الأهلية السورية منذ عام 2011 لدعم نظام الرئيس بشار الأسد، حيث أرسل آلاف المقاتلين لمواجهة المعارضة المسلحة.

وفي حرب غزة 2023، دعم حزب الله الهجمات الفلسطينية ضد إسرائيل، وشن عمليات على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية، في وقت تصاعدت فيه المخاوف من اندلاع حرب إقليمية واسعة، ومؤخرًا زادت الهجمات الإسرائيلية على الحزب وتم اغتيال عدد كبير من قياداته. 

على الساحة الدولية، يُعتبر حزب الله منظمة إرهابية من قبل عدة دول، بما في ذلك الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وألمانيا، كما أن جناحه العسكري مدرج ضمن قوائم الإرهاب لدى الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، تتبنى دول مثل روسيا والصين موقفًا محايدًا أو تستمر في التعامل معه كجهة سياسية.

ربما يعجبك أيضا