محكمة أمريكية تدين «منظمة ترامب» بالاحتيال الضريبي

أدانت هيئة محلفين في نيويورك، أمس الثلاثاء 6 ديسمبر 2022، “منظمة ترامب” بالاحتيال الضريبي، وفق ما أفادت شبكة “سي إن إن” الأمريكية.

ووجدت الهيئة أن المنظمة المملوكة للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، مذنبة بارتكاب العديد من تهم الاحتيال الضريبي، وتزوير السجلات التجارية، في مخطط استمر 15 عامًا للاحتيال على السلطات الضريبية.

تفاصيل الاتهامات

بعد مداولات استغرقت 10 ساعات تقريبًا على مدار يومين، أدانت هيئة المحلفين شركتي “ترامب كورب” و”ترامب باي رول كورب”، التابعتين لـ”منظمة ترامب”، في 17 تهمة موجهة إليهما. وتعليقًا على قرار الإدانة، قال المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، ألفين براج: “هذه قضية تتعلق بالجشع والغش”.

وتابع: “أفلتت ترامب كورب وترامب باي رول كورب بمخطط منح المديرين التنفيذيين رفيعي المستوى امتيازات ومكافآت سخية، مع تعمد إخفائها عن السلطات الضريبية، لتجنب دفع الضرائب. لكن حكم اليوم يحاسب هاتين الشركتين على مخططهما الإجرامي طويل الأمد”، وفق ما أوردت “سي إن إن”.

المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، ألفين براج

موقف الرئيس السابق في القضية

لم توجه اتهامات إلى ترامب أو أفراد عائلته في هذه القضية، لكن المدعين ذكروا اسمه تكرارًا خلال المحاكمة، في ما يتعلق بصلته بالمزايا الممنوحة لمديرين معينين، مثل الشقق والسيارات المستأجرة والنفقات الشخصية. وفي مرافعته الختامية، أخبر المدعي، جوشوا شتينجلاس، هيئة المحلفين أن ترامب “وافق صراحة” على الاحتيال الضريبي.

وحسب “سي إن إن”، قال شتينجلاس: “هذه الرواية بأن دونالد ترامب جاهل بالمسألة ليست حقيقية”، وحث هيئة المحلفين على رفض حُجة الدفاع بأن المدير المالي السابق لـ”منظمة ترامب”، آلن ويسلبرج، كان موظفًا مارقًا مدفوعًا بطمعه الشخصي.

وعلمت هيئة المحلفين أن ترامب وافق على دفع مصروفات المدارس لأحفاد ويسلبرج، ووقّع عقد استئجار شقة في مانهاتن، لتقليل وقت انتقال ويسلبرج إلى عمله. وإضافة إلى هذا، وقّع شخصيًا على شيكات مكافآت الكريسماس، وبالأحرف الأولى على مذكرة خفض رواتب مديرين تنفيذيين آخرين، ما يشير إلى علمه بمخطط الاحتيال، وفق الادعاء.

المدير المالي السابق لمنظمة ترامب، آلن ويسلبرج

شهادة حاسمة

وفق ما أوردت “سي إن إن”، أمضى ويسلبرج 3 أيام على منصة الشهود، وأقر بذنبه في 15 تهمة بالتهرب الضريبي. وكجزء من صفقة قضائية، ستُخفض عقوبته إلى السجن 5 أشهر، مقابل الإدلاء بشهادته في قضية “منظمة ترامب”.

وفي شهادته، اعترف ويسلبرج بأنه كان يجب أن يدفع ضرائب على المكافآت، التي بلغت 200 ألف دولار تقريبًا في العام، وشملت شقة فاخرة في مانهاتن، وتأجير سيارتي مرسيدس بنز، وتكاليف المرافق والأثاث ومصروفات مدارس أحفاده. وشهد أيضًا أنه دفع لنفسه ولمديرين آخرين مكافآت، كما لو كانوا مستشارين مستقلين.

وقال ويسلبرج إنه بعد انتخاب ترامب رئيسًا، حدثت عملية “تطهير”، وتوقفت الكثير من الممارسات غير القانونية. وكذلك كشف عن محادثاته مع ترامب وابنيه، إيريك ودونالد جونيور، لكنه أخبر هيئة المحلفين أنه لم يخطط أو يتآمر مع أي فرد من عائلة ترامب.

دافع شخصي

حاول محامو الدفاع تصوير ويسلبرج كموظف مارق، سعى لتوفير أموال ضرائبه الشخصية، وفق ما أوردت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية. وأخبر أحد محاميّ ترامب، مايكل فان دير فين، هيئة المحلفين أن ويسلبرج “فعل هذا من أجل ويسلبرج”.

وأوضحت متحدثة باسم “منظمة ترامب” أن ويسلبرج شهد بأنه عمل من أجل مكاسبه الشخصية. وقالت: “فكرة أن الشركة تتحمل المسؤولية عن أفعال موظف، لتحقيق منفعة لنفسه، هي ببساطة فكرة غير معقولة”.

تعليق ترامب

أعرب الرئيس الأمريكي السابق عن إحباطه من الحكم. وقال في بيان: “هذه القضية غير مسبوقة، ولم تنطو على أي مكاسب مالية لهاتين الشركتين”. في حين أعلن محامٍ لـ”منظمة ترامب” أن الشركة ستستأنف على الحكم، وفق “وول ستريت جورنال”.

وحدد القاضي موعد النطق بالحكم في 13 يناير المقبل، وتواجه الشركتان غرامات تصل إلى 1.6 مليون دولار. وأشارت “سي إن إن” إلى أن إدانة الشركة قد تؤثر في قدرتها على مواصلة الأعمال، أو الحصول على قروض وتعاقدات.

تهديد آخر للشركة

الرئيس السابق دونالد ترامب، وأبنائه إيريك ودونالد جونيور وإيفانكا

يتمثل التهديد الأكبر، الذي تواجهه “منظمة ترامب”، في الدعوى المدنية التي أقامتها المدعية العامة لولاية نيويورك، ليتيسيا جيمس، في سبتمبر الماضي، التي تزعم أن الشركة ضللت البنوك بشأن القيمة الحقيقية للكثير من أصولها، حسب ما أوردت “أسوشيتد برس“.

وتطالب جيمس بحظر ترامب و3 من أبنائه من إدارة الشركة الكائنة في نيويورك، وفرض غرامة بقيمة 250 مليون دولار على الأقل. وكإجراء مبدئي، عيّن القاضي مراقبًا مستقلًا للإشراف على عمليات الشركة في أثناء نظر القضية. ويواجه الرئيس الأمريكي السابق العديد من المعارك القانونية، التي قد تعرقل فرص ترشحه للانتخابات الرئاسية في 2024.